مقالة خاصة: بتسييسها كوفيد-19...الولايات المتحدة تحول نفسها إلى حلقة ضعيفة في المكافحة العالمية للجائحة
بكين 30 يوليو 2021 (شينخوا) في الوقت الذي تخلفت فيه الولايات المتحدة عن الركب مقارنة بالكثير من دول العالم في احتواء جائحة كوفيد-19، فإنها تبرز كقوة دافعة وراء تسييس الأزمة الصحية العالمية التي لا تحدث سوى مرة واحدة في القرن ولا يمكن حلها إلا بالعلم.
ففي الوقت الذي تواصل فيه النخب السياسية في واشنطن لعب لعبة شد الحبل في الداخل وكذلك على صعيد السياسة العالمية، فإنها تخاطر بحياة الآلاف وحولت أمريكا إلى واحدة من أضعف الحلقات في المعركة العالمية ضد العامل الممرض الفتاك.
على الرغم من انخفاض حالات الإصابة اليومية الجديدة في الولايات المتحدة خلال شهر يونيو بشكل مؤقت إلى أدنى مستوى لها منذ أكثر من عام، إلا أن متوسط الإصابات الجديدة اليومية على مدى سبعة أيام متعاقبة قفز إلى أكثر من 71 ألفا يوم الخميس، بارتفاع عن أقل من 12 ألف في نهاية يونيو.
وفي تحذير شديد وجهه للجمهور بالولايات المتحدة، قال المدير السابق للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها توم فريدن في وقت سابق من هذا الأسبوع إن البلاد قد تشهد 200 ألف حالة إصابة جديدة بكوفيد-19 يوميا في غضون ما بين أربعة وستة أسابيع.
وفي مواجهة الآفاق القاتمة مع انتشار كوفيد-19، حذر أنتوني فاوتشي كبير المستشارين الطبيين بالبيت الأبيض يوم الأحد من أن البلاد تسير "في الاتجاه الخاطئ".
وعلى الرغم من أن فاوتشي كان يشير إلى مقاومة الجمهور الأمريكي للقاحات كوفيد-19، إلا أن ميل الساسة الأمريكيين إلى تسييس قضية علمية لمصالحهم الذاتية منذ بداية الجائحة هو الذي جر البلاد والعالم بأسره إلى مستنقع من الاضطراب.
ورغم أن الولايات المتحدة تخزن ما يكفي من لقاحات كوفيد-19 للجمهور الأمريكي، إلا أن لديها أعلى معدلات تردد أو رفض لأخذ اللقاح، كما أفادت مؤخرا صحيفة ((نيويورك تايمز))، مشيرة إلى أن المعلومات المضللة "تنبع من جميع أجزاء الطيف الثقافي".
وفي مقابلة مع برنامج ((فول كورت برس)) الإخباري مؤخرا، وصف حاكم أركنساس الجمهوري آسا هاتشينسون أيضا مسألة أن السياسة لعبت دورا فيما إذا كان الناس قد قرروا أخذ اللقاح بأنها أمر "مخيب للآمال".
ومن وصم الصين لتحقيق مكاسب سياسية رخيصة في بداية الجائحة، إلى جعل هذا البلد الآسيوي كبش فداء لاحقا بسبب عدم كفاءتهم في مكافحة كوفيد-19، سعى الساسة الأمريكيون بلا هوادة إلى تسييس الجائحة في الداخل والخارج.
وللأسف، أدت مناوراتهم السياسية إلى نتائج عكسية حيث تعاني البلاد من مخاطر "العصبية الحزبية" التي تهدد بمزيد من الانقسام في الأمة وسط الجائحة المدمرة وإبطال أي جهود لمكافحة الفيروس.
فمنذ تفشي الجائحة، اختلف الحزبان الديمقراطي والجمهوري وأنصارهما حول قضايا مهمة مثل ارتداء الكمامات وإجراءات الحجر الصحي وخطر الفيروس، والآن قبول التطعيم.
وقد تسببت النخب السياسية من كلا الحزبين، الغارقة في مستنقع غريب وضار من المعارضة من أجل المعارضة، في خلق حالة من الشلل السياسي بواشنطن حيث تم تحويل قرارات علمية بسيطة مثل ارتداء كمامة أثناء تفشي مرض شديد العدوى إلى ذخيرة للحزبين لمهاجمة بعضهما البعض.
وقال جيروم آدامز، الجراح الأمريكي العام السابق أثناء إدارة ترامب، لصحيفة ((واشنطن بوست)) إن تسييس الجائحة "أضاف طبقة جديدة وخطيرة إلى الأشياء"، منتقدا ما وصفه بـ"مشكلة الحزبين".
وذكر آدامز "في هذه الدورة الإخبارية والسياسية المستمرة على مدار الـ24 ساعة، ليس هناك هوادة. فنحن نشهد بالفعل تسابقا لعام 2022 وحتى لعام 2024".