مقالة خاصة: تصاعد الإحباط والقلق في الولايات المتحدة مع وصول إصابات كوفيد-19 اليومية إلى أعلى مستوياتها في 6 أشهر
واشنطن 8 أغسطس 2021 (شينخوا) يتصاعد الإحباط والقلق في جميع أنحاء الولايات المتحدة في وقت وصلت فيه حالات الإصابة الجديدة بكوفيد-19 في البلاد، والتي يغذيها متغير دلتا شديد العدوى، إلى أعلى مستوى لها في ستة أشهر متجاوزة 100 ألف حالة في اليوم.
وبلغ متوسط حالات الإصابة بكوفيد-19 اليومية في الولايات المتحدة لمدة سبعة أيام أكثر من 107100 حالة حتى يوم الجمعة، وفقا لبيانات صادرة عن جامعة جونز هوبكنز. وكانت آخر مرة تجاوز فيها متوسط حالات الإصابة بكوفيد-19 لمدة سبعة أيام 100 ألف في البلاد في 11 فبراير.
-- "يلحق خسائر لا لزوم لها ببلدنا"
وقالت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها في تقرير أسبوعي يوم الجمعة إن حالات الإصابة بكوفيد-19 ودخول المستشفيات والوفيات الناجمة عنه مستمرة في الزيادة في معظم أنحاء الولايات المتحدة، خاصة في المجتمعات ذات التغطية التطعيمية المنخفضة.
والوضع مزر بشكل خاص في الولايات الجنوبية بما في ذلك فلوريدا وتكساس وأركنساس ولويزيانا حيث لا تزال معدلات التطعيم متخلفة عن الركب.
ويمثل متغير دلتا ما يقدر بنحو 93.4 في المائة من جميع حالات كوفيد-19 الجديدة في البلاد خلال الأسبوعين الأخيرين من شهر يوليو، وفقا لأحدث بيانات مراكز مكافحة الأمراض.
وحذر أنتوني فاوتشي، رئيس المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، من أن حالات كوفيد-19 في الولايات المتحدة قد تتضاعف إلى 200 ألف حالة يوميا في الخريف ما لم تتمكن البلاد من القضاء على تفشي المرض "إلى درجة تطعيم النسبة الساحقة من السكان".
وذكر فاوتشي أنه قلق من أن يؤدي ارتفاع عدد الأشخاص غير المطعمين إلى ظهور متغير أقوى يمكن أن يقلل من فعالية اللقاحات التي تم إعطاؤها سابقا.
وقال الرئيس جو بايدن في حدث أقيم في البيت الأبيض يوم الجمعة "ارتدوا قناع الوجه عند التوصية، واحصلوا على التطعيم اليوم".
وأردف بايدن "أنه وباء غير المطعمين"، مضيفا "أنه يلحق خسائر لا لزوم لها ببلدنا".
وقال بيتر هوتيز، عميد المدرسة الوطنية لطب المناطق الحارة في كلية بايلور للطب، لبرنامج باميلا براون على شبكة ((سي إن إن)) يوم الخميس، إن "الجزء المحبط هو أن كل هذا يمكن الوقاية منه".
وتابع هوتيز "لو أننا تسارعنا فعلا خلال شهري مايو ويونيو وقمنا بتطعيم البلاد بالكامل ... لما كان علينا أن نقلق بشأن هذا الأمر كثيرا".
وحتى يوم الجمعة، تم تطعيم 50 في المائة من سكان الولايات المتحدة -- حوالي 165.9 مليون شخص -- بشكل كامل ضد الفيروس، وفقا لمراكز مكافحة الأمراض. وتلقى قرابة 193.7 مليون، أو 58.4 في المائة من جميع الأمريكيين، جرعة واحدة على الأقل.
وأظهرت توقعات المراكز المجمعة، والتي نُشرت يوم الأربعاء، أنه من المحتمل الإبلاغ عن 2300 إلى 9100 حالة وفاة جديدة، و6700 إلى 24 ألف حالة دخول جديدة مؤكدة بسبب كوفيد-19 إلى المستشفيات، و350 ألفا إلى 1.8 مليون حالة إصابة جديدة في الأسبوع المنتهي في 28 أغسطس.
وجاءت عودة انتشار كوفيد-19 بعد أكثر من شهر فقط من تصريح بايدن بأن الولايات المتحدة "أصبح لها اليد العليا" وأنها "أقرب من أي وقت مضى لإعلان استقلالنا عن فيروس قاتل" في البيت الأبيض في 4 يوليو، الموافق عيد الاستقلال.
وفي يونيو، بلغ متوسط عدد حالات الإصابة الجديدة بكوفيد-19 في الولايات المتحدة حوالي 11 ألف حالة يوميا، وهي أخفض مستوى منذ بداية الوباء.
-- "لسنا بحاجة حقا لأن نكون مستقطبين"
أثارت الزيادة الأخيرة تساؤلات جديدة حول أوجه القصور الكبيرة في الاستجابة المفككة والمجزأة في الولايات المتحدة للوباء، والتي قادها حكام الولايات ورؤساء البلديات وإدارات الصحة المحلية مع قيام الحكومة الفيدرالية بلعب دور الداعم.
وقال خبراء صحة إن الأسوأ من ذلك، هو أنه بعد مرور 18 شهرا تقريبا على انتشار الوباء، لا يوجد توافق في الآراء حول ارتداء أقنعة الوجه أو التطعيم أو إجراءات التخفيف الأخرى بسبب الانقسام الحزبي والاستقطاب السياسي.
وتزداد حدة التجاذبات السياسية حول كوفيد-19.
وفي يوم الثلاثاء، انتقد بايدن حاكم فلوريدا رون ديسانتيس وحكام جمهوريين آخرين لحظرهم إجراءات ارتداء أقنعة الوجه في المدارس العامة وأماكن أخرى.
وقال بايدن "أقول لهؤلاء الحكام، من فضلكم ساعدوا. إذا كنتم لن تساعدوا، على الأقل ابتعدوا عن طريق الأشخاص الذين يحاولون القيام بالشيء الصحيح".
بعد يوم واحد، رد ديسانتيس، الذي تعاني ولايته من ارتفاع خطير في تفشي الوباء.
وقال ديسانتيس "إذا كنت تحاول تقييد الناس وفرض إجراءات، وإذا كنت تحاول تدمير وظائفهم وسبل عيشهم وأعمالهم التجارية الصغيرة، إذا كنت تحاول حبس الناس، فأنا أقف في طريقك".
وأظهر استطلاع حديث للرأي أجرته ((واشنطن بوست)) و((أيه بي سي نيوز)) أن 47 في المائة من الجمهوريين المستطلعة آراؤهم قالوا إنه من غير المرجح أن يتلقوا التطعيم، مقارنة بـ6 في المائة من الديمقراطيين الذين قالوا ذلك. ومن بين الجمهوريين، قال 38 في المائة إنهم بالتأكيد لن يحصلوا على التطعيم.
وعلاوة على ذلك، فإن المعلومات المضللة المتعلقة بالفيروس واللقاحات، التي تنتشر كالنار في الهشيم عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي، قد قوضت أيضا جهود حملة بايدن للتطعيم. ونشر رواد لوسائل التواصل الاجتماعي يُطلق عليهم اسم "مناهضو التطعيم" نظريات مؤامرة سخيفة حول اللقاحات.
وتسلط هذه القضية الضوء أيضا على الانقسام العميق بين الأمريكيين الليبراليين والمحافظين.
وصرح الزميل البارز في معهد بروكينغز داريل ويست لوكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا أن مناهضي التطعيم "يميلون بالتأكيد إلى اليمين ويميلون إلى أن يكونوا من أنصار (دونالد) ترامب".
ولا يعتقد معظم البالغين الأمريكيين غير المطعمين أن لقاحات كوفيد-19 فعالة للغاية ويرون أن اللقاحات تشكل خطرا صحيا أكبر من الفيروس نفسه، وفقا لمسح أجرته مؤسسة "كايزر فاميلي" ونُشر يوم الأربعاء.
وأعرب فرانسيس كولينز، مدير المعاهد الوطنية للصحة، خلال ظهوره في برنامج "هذا الأسبوع مع جورج ستيفانوبولوس" على محطة ((أيه بي سي)) يوم الأحد، عن أسفه لأن فكرة التطعيم لا تزال مسيسة للغاية وسط الارتفاع المستمر في حالات الإصابة بكوفيد-19.
وقال "كيف وصلنا إلى هنا؟ لماذا يصبح التفويض بشأن لقاح أو ارتداء قناع وجه تصريحا لحزبك السياسي؟ ما كان علينا أن ندع ذلك يحدث أبدا".
وأضاف كولينز "هيا يا أمريكا، يمكننا فصل هذه الأمور، أليس كذلك؟ نحن مستقطبون بشكل لا يصدق حول السياسة، ولسنا بحاجة حقا لأن نكون مستقطبين بشأن فيروس يقتل الناس. ويجب علينا أن نبذل كل ما في وسعنا لإنقاذ الأرواح".
وحتى بعد ظهر يوم الأحد، أصيب أكثر من 35.7 مليون أمريكي بكوفيد-19 وتوفي أكثر من 616 ألفا، بحسب البيانات التي جمعتها جامعة جونز هوبكنز.
وذكرت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أنه تم اكتشاف إصابة قرابة 72 ألف طفل ومراهق بكوفيد-19 في الأسبوع الأخير من يوليو، وهو ما يمثل 19 في المائة من إجمالي الإصابات بكوفيد-19.