تقرير إخباري: رابطة أدباء الكويت تفتتح أول معرض كتاب بعد تخفيف قيود كورونا
الكويت 21 أغسطس 2021 (شينخوا) استعادت الحياة الثقافية في الكويت حيويتها ودفئها اليوم (السبت)، بافتتاح رابطة الأدباء الكويتيين، لمعرض الكتاب الصيفي تحت عنوان "القراءة أفق المعرفة".
والمعرض الذي يحتضنه مقر الرابطة في منطقة العديلية بمحافظة العاصمة (الكويت)، حتى الـ 28 من شهر أغسطس الجاري هو أول معرض كتاب مفتوح للجمهور يُنظم في الكويت منذ إيقاف جميع التجمعات في مارس العام 2020 ضمن سلسة إجراءات اتخذتها السلطات للحد من انتشار مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
وقالت عضو مجلس إدارة رابطة الأدباء الكويتيين جميلة سيد علي لوكالة أنباء (شينخوا) إن هذا أول معرض حقيقي بعد سلسلة معارض افتراضية نظمتها وشاركت فيها الرابطة منذ مارس العام 2020.
وأضافت "يبقى لوجود الكتاب بأوراقه وبأشكاله المتنوعة أثر كبير في نفوسنا لذلك حرصنا على تنظيم هذا المعرض بعد رفع القيود الصحية ولكن مع الالتزام الكامل بالاشتراطات الصحية".
وتشارك 25 دار نشر في هذا المعرض فضلا عن كُتّاب من ذوي الاحتياجات الخاصة بعضهم يشارك بأول إصدار له.
وأوضحت جميلة سيد علي أن مشاركة كُتّاب من هذه الفئة في هذه الفعالية يدلّ بشكل قاطع على أن الإعاقة تحفّز الإبداع في نفس الانسان ولا تؤدي إلى الإحباط والسلبية بل تزيد الهمة وترتقي بها.
وأشار نائب رئيس فريق (انضموا للتحدي) فالح المياح إلى أهمية إتاحة رابطة الأدباء، الفرصة للكتاب من ذوي الاحتياجات الخاصة لبيع كتبهم في هذا المعرض.
وأضاف المياح لـ(شينخوا) أن هناك عددا من المشاركين بكتب متنوعة سيعود ريع بيع بعضها للأعمال الخيرية ورسالتنا الأساسية هي التأكيد على أن الإعاقة لا يمكن أن تمنع الإبداع.
ويشارك المترجم فيصل كريم الظفيري (48 عاما) بإصدارين جديدين في هذا المعرض، وقال الظفيري الذي يعاني من إعاقة حركية منذ الولادة لـ(شينخوا) "هذا حدث تاريخي بالنسبة لي فأنا حديث العهد بعالم النشر واستغليت فترة الاغلاق الصحي، في العمل وانهيت ترجمة كتابين".
ووصف الظفيري حرص الرابطة على مشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة في هذا المعرض باللفتة الطيبة، مضيفا "هناك من يعتقد أن ذوي الاحتياجات الخاصة يمكن أن يبرزوا في الرياضة فقط ولكن هذا أمر خاطئ، إذ يمكن لهم أيضا البروز في قطاع الثقافة وتكون لهم انتاجات فكرية وابداعية ...رابطة الادباء استشعرت هذا، ممّا يحسب لصالحها".
ورغم الإعاقة الحركية، تمكّن يعقوب الشمري (35 عاما) من المشاركة في المعرض برواية جديدة تحت عنوان "نقطة تحول".
وقال الشمري لـ(شينخوا) إنه فرح جدا بالمشاركة بعد نحو سنتين من مكوثه في البيت، مضيفا "أنهيت هذه الرواية قبل انتشار كورونا لكنها لم تجد طريقها للعرض في معارض الكتاب بسبب إلغائها نتيجة الاجراءات الصحية التي فرضت لمكافحة المرض".
وشهد المعرض تكريم الكاتب الكويتي فاضل خلف.
وأوضحت جميلة سيد علي في حديثها لـ(شينخوا) أن هذا التكريم هو اعتراف لجهود رواد الثقافة في الكويت، وتابعت "فاضل خلف هو من الأدباء المؤسسين لرابطة أدباء الكويت وهو أديب ومفكر وكاتب قصة وروائي وشاعر وشغل مناصب عديدة في الصحافة كما مثل الكويت في الخارج ونحن نعتز بحضوره وافتتاحه للمعرض وتكريمه أيضا".
وفي موازاة ذلك، وقّع عدد من الكتاب مؤلفاتهم الجديدة خلال المعرض، بينهم جميلة سيد علي التي وقّعت روايتها الجديدة "حب الزهور".
ولم تمنع الأزمة الصحية ولا تداعياتها الإقتصادية، الكاتب الكويتي سعد الدهش من إطلاق دار أروقة للطباعة والنشر والتوزيع قبل نحو عام.
وقال الدهش لـ(شينخوا) على هامش مشاركته في المعرض إن حبه للكتب والورق دفعه للمغامرة بفتح الدار بعيدا عن موازين الربح والخسارة.
وأضاف متحدثا عن عودة النشاطات الثقافية الحضورية في الكويت "اليوم عادت الحياة الطبيعية في مجال الثقافة ونحن فرحون جدا للقاء هذه الكوكبة الكبيرة من الكتاب والمثقفين والموهوبين".
وتابع "هذه خطوة ايجابية تؤكد أننا في الطريق للقضاء على (كوفيد-19) نفسيا ومعنويا".
وشارك في المعرض عدد كبير من الكتاب الشباب الكويتيين بينهم المصور الفوتوغرافي صالح تقي الذي أصدر أخيرا كتابا مصورا تحت عنوان "بيت الصواري"، رصد فيه الحياة البحرية في البحر الأبيض المتوسط خاصة في منطقة الاسكندرية.
وقال تقي لـ(شينخوا) إن هذا المعرض ضروري جدا لشحن طاقة الكتاب والمؤلفين، بعد الإغلاق الطويل الذي شهدناه خلال انتشار مرض كورونا، كما أنه فرصة للالتقاء بالمثقفين والاطلاع على جديدهم.
ولم يخف عبد الوهاب المهنا (24 عاما) سعادته هو الآخر بروايته الأولى "لحظات مؤلمة"، التي تزامن صدورها مع عودة تنظيم معارض الكتب في البلاد، كما عبّر عن أمله في عودته الحياة إلى طبيعتها بشكل كامل.
ومن المنتظر أن يُفتح المعرض أمام الجمهور لمدة ثلاث ساعات يوميا، حتى السبت المقبل، وذلك من الساعة الخامسة مساء وحتى الثامنة، وسط توقعات باقبال كبير من القراء بعد فترة طويلة من توقف النشاطات الثقافية.