تقرير إخباري : تسجيل أول حالات إصابة بالسلالة المتحورة الجديدة من كورونا في غزة وسط اتخاذ إجراءات لمواجهة تزايد الإصابات
غزة / رام الله 23 أغسطس 2021 (شينخوا) أعلن مسؤولون في وزارة الصحة الفلسطينية في غزة اليوم (الاثنين)، تسجيل القطاع الذي يقطنه زهاء مليوني نسمة أول حالات الإصابة بالسلالة المتحورة الجديدة من مرض فيروس كورونا "كوفيد-19" في غزة وسط اتخاذ إجراءات لمواجهة تزايد أعداد الإصابات.
وقال مدير الطب الوقائي في الوزارة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مجدي ضهير خلال مؤتمر صحفي في غزة إن نتائج العينات التي أرسلت للفحص في مختبرات الصحة في رام الله بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية أكدت وجود سلالة "دلتا".
وأفاد ضهير بأن القطاع دخل فعليا في موجة ثالثة من الفيروس التي بدت متسارعة الانتشار داخل المجتمع وفق المؤشرات التي يتم رصدها يوميا، متوقعا زيادة غير مسبوقة في أعداد الإصابات خلال الأسابيع المقبلة.
وحذر من أن الموجة ستكون "عنيفة" إذا لم يلتزم سكان القطاع بإجراءات السلامة والوقاية والتوجه لتلقي اللقاحات المضادة المتوفرة بكافة أنواعها في مراكز الوزارة.
وبحسب الوزارة فإن إجمالي من تلقوا اللقاح منذ بدء حملة التطعيم في فبراير الماضي بلغ نحو 135 ألفا بنسبة لا تتجاوز 12 في المائة من الفئة المستهدفة.
وأكد ضهير عدم وجود "مبرر لا من قريب أو بعيد لعزوف السكان عن اللقاحات، مشددا على أنها آمنة وسليمة وتخضع لإجراءات خاصة وهي متاحة لمن هم فوق 16 عاما.
وحذر من أن الإقبال المحدود على مراكز التطعيم وعدم الالتزام المجتمعي بإجراءات الوقاية يضع الوزارة أمام "خطر حقيقي" يتمثل في تفاقم الحالة الوبائية في غزة.
وقال ضهير إن اللقاح الملاذ الآمن لمنع دخول غزة في موجات جديدة وعدم العودة لإجراءات الإغلاق، مشيرا إلى أن الفئات غير المطعمة هي الأكثر تعرضا للأعراض الخطيرة والوفيات، مؤكدا جاهزية الوزارة للتعامل مع أي طارئ.
بدوره أعلن المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة خلال المؤتمر عن حملة سحب 10 مكافآت مالية يوميا قيمة الواحدة 200 دولار أمريكي لمن تزيد أعمارهم عن (55 عاما) ويتوجهون لتلقي اللقاح المضاد للفيروس.
وقال القدرة إن الحملة تأتي حرصا على سلامة الفئات العمرية الأكثر عرضة للإصابة بكورونا، مشيرا إلى أن الحملة تبدأ يوم (الأربعاء) المقبل وتستمر لمدة شهر.
وذكر أنه سيتم في نهاية الحملة السحب على 3 جوائز بقيمة 10 آلاف شيقل إسرائيلي (الدولار = 3.25 شيقل) من مجمل المطعمين، مشيرا إلى أن الوزارة اتخذت جملة من الإجراءات في ظل المعطيات الجديدة من الفيروس للحفاظ على سلامة المؤسسات الصحية.
وأوضح أن بين الإجراءات وقف الزيارات للمرضى بشكل تام إلا للضرورة القصوى والسماح بمرافق واحد فقط ووقف العمليات غير الطارئة والمجدولة وإلزام كافة المترددين على المؤسسات الصحية ارتداء الكمامة وإلزام جموع المواطنين بإبراز بطاقة التطعيم قبل تلقي خدمات العمليات غير الطارئة.
كما تقرر إلزام جميع العاملين في كافة الوزارات والهيئات الحكومية بتلقي اللقاح ضد الفيروس وسيتم اتخاذ المقتضى القانوني بحق المخالفين منهم، بالإضافة إلى مقدمي الخدمات والمهن والحرف والأعمال والوظائف التي لها علاقة مباشرة بالجمهور بتلقي اللقاح كشرط للاستمرار في أعمالهم.
ويعد الضعف الشديد بالمنظومة الصحية في القطاع المحاصر من قبل إسرائيل منذ 14 عاما معضلة كبيرة في مواجهة انتشار السلالة المتحورة من فيروس كورونا.
وفي السياق قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية اليوم إن عدم تلقي اللقاحات ليس حرية شخصية إذ تنتهي حرية الشخص عندما تتسبب في الضرر لصحة الآخرين لاسيما الفئات الأولى بالرعاية كالمرضى وكبار السن الذين هم أكثر عرضة للفيروس.
ودعا اشتية في مستهل اجتماع حكومته الأسبوعي في مدينة رام الله الأشخاص الذين لم يتلقوا اللقاحات إلى الإسراع في التوجه لمراكز التطعيم المنتشرة في الضفة الغربية وقطاع غزة لتحصين نفسه ومجتمعه من السلالة المتحورة من الفيروس في ظل الارتفاع المتزايد في منحنى الإصابات.
وأشار اشتية إلى أن حكومته قد تجد نفسها مضطرة للعودة لإجراءات وتدابير تقييد جديدة للحركة من أجل الحد من انتشار السلالات الجديدة من الفيروس، لافتا إلى أن معظم الحالات المصابة هي لأشخاص لم يتلقوا اللقاحات.
وأكد أن إقبال المواطنين على تلقي اللقاحات والتزامهم بارتداء الكمامات وتوخي التباعد الجسدي وتجنب الجمهرة من شأنه أن يحافظ على سلامة المجتمع ويجعلنا لدينا القدرة على مواجهة الفيروس دون تكبد خسائر اقتصادية سببتها الإغلاقات الماضية.
وأفاد اشتية بأن حكومته اتخذت قرارا دخل حيز التنفيذ بإعطاء أجازة بدون راتب للموظفين الرسميين الذين لم يتلقوا تطعيم الوقاية من فيروس كورونا وحتى انتهاء الوباء.
وبحسب مسؤولين في وزارة الصحة الفلسطينية فإن أكثر من 70 % من الحالات المسجلة بالفيروس في الضفة الغربية هي من السلالة المتحورة سريعة الانتشار والأكثر فتاكا.
وعلى إثر ذلك عقدت لجنة الطوارئ العليا الفلسطينية اجتماعا لها اليوم في مدينة رام الله برئاسة اشتية في ضوء انتشار السلالة المتحورة من كورونا.
ودعت اللجنة في بيان جميع القطاعات لاسيما ذات التواصل المباشر مع المواطنين في القطاع العام والخاص والمنظمات الأهلية والدولية لتلقي اللقاحات.
وحث البيان الجامعات على تطعيم كوادرها الإدارية والأكاديمية والطلاب بما يصل إلى 70 % منهم حتى تتمكن من إطلاق العام الدراسي عبر التعليم الوجاهي بأقل مخاطر.
وأشار إلى التحضير لتطعيم طلاب المدارس في الصفوف الثانوية "العاشر والحادي عشر والثاني عشر" أي ابتداء من العمر 16 عام فأعلى.
وأكد البيان على تشديد الرقابة على وضع الكمامة في وسائل المواصلات والأماكن المغلقة والمدارس وتكثيف حملات التوعية والتثقيف الصحي من خلال جميع وسائل الإعلام والتواصل.
يأتي ذلك فيما قررت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة إعطاء الجرعة الثالثة من اللقاح للكوادر الصحية وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة بعد مرور أكثر من 6 أشهر على تطعيمهم وكونهم الفئة الأكثر عرضة للإصابة.
وسجلت الأراضي الفلسطينية 5 حالات وفاة و1366 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الـ 24 ساعة الماضية في حصيلة هي الأعلى خلال الشهرين الماضيين.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في تقريرها اليومي إن 3 حالات وفاة سجلت في قطاع غزة وحالتين في الضفة الغربية ما يرفع حصيلة الوفيات منذ مارس العام الماضي إلى 3910 حالات.
وأشارت إلى أن الإصابات توزعت بواقع 661 في الضفة و663 في غزة و42 في القدس ما يرفع حصيلة الإصابات في الأراضي الفلسطينية إلى 356875 حالات، بينها 9417 حالة نشطة.
وفيما يخص الأشخاص الذين تلقوا التطعيم المضاد لكورونا، بلغ الإجمالي في الضفة الغربية وغزة 712501 شخص، بينهم 439024 شخصا تلقوا جرعتين، بحسب وزارة الصحة.