مقالة خاصة: الإسرائيليون يستعدون للاحتفال بأعيادهم بعد توقفها لعامين بسبب كورونا
القدس 6 سبتمبر 2021 (شينخوا) يستعد الإسرائيليون للاحتفال بأعيادهم بعد توقفها لمدة عامين تقريبا بسبب تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
وخلال شهر سبتمبر يحتفل الإسرائيليون بأربعة أعياد مقدسة، تبدأ مساء اليوم (الإثنين) بعيد رأس السنة اليهودية الجديدة، وعيد الغفران وعيد العرش وعيد نزول التوراة.
وبدت الأسواق قبل ساعات من عيد رأس السنة اليهودية الجديد (روش هشانا بالعبرية) في جميع أنحاء إسرائيل هذا العام مكتظة بالزبائن على خلاف العام الماضي التي خلت من المارة والمشترين بسبب قيود التنقل والإغلاقات المتكررة.
وفرضت إسرائيل العام الماضي ثلاثة إغلاقات محكمة على جميع مناحي الحياة للحد من تفشي مرض فيروس كورونا.
ويقول الأربعيني كوبي شمعون، من سكان مدينة القدس ويمتلك محلا لبيع العسل "هناك اقبال كبير من المواطنين على شراء احتياجات عيد رأس السنة".
ويضيف شمعون (48 عاما) في حديثه مع وكالة أنباء (شينخوا) "العام الماضي كان هذا الشارع فارغا من المارة بسبب الإغلاقات التي فرضتها الحكومة للحد من كورونا، وهذا الأمر كلفنا الكثير، لكن هذا العام هناك إقبال ممتاز".
وتزدهر تجارة وبيع العسل خلال الفترة التي تسبق عيد رأس السنة اليهودية في إسرائيل لأنه يعتبر جزءا من الطقوس المرتبطة بالعيد.
ووفقا للعقيدة اليهودية، فإن عيد رأس السنة الجديدة مرتبط بخلق العالم وفكرة البداية الجديدة، حيث يحيي اليهود بعضهم البعض بعبارة "شاناه توفاه" أي سنة جديدة مليئة بالبركة والخير.
ومن مظاهر عيد رأس السنة في إسرائيل، ذهاب العائلات للصلاة في المعابد، والنفخ في "الشوفار" هو بوق مصنوع من قرن الكبش، ولا ينفخ في الشوفار إذا صادف أول أيام العيد يوم السبت، بل يتم النفخ في الشوفار باليوم الثاني.
وتقول ربة البيت أوشري يتسحاق وهي في الثلاثينيات من عمرها من سكان مدينة حيفا في حديث مع وكالة أنباء (شينخوا) "العام الماضي حرمنا من الاحتفال بالأعياد مع أقاربنا وذوينا، إلا أن هذا العام سيكون مختلف بالتأكيد".
وتضيف الأن بينما ارتسمت ابتسامتها على وجهها "لقد بدأت أجهز وأحضر كل ما يتعلق بالاحتفال لهذا العام أنا وزوجي وابني، على أمل أن تكون هذه السنة تختلف عن سابقتها، وأن يختفي فيروس كورونا وأن يكون هذا العام مليء بالبركة".
وأضحت يتسحاق وهي أم لثلاثة أبناء وهي تجهز شرائح التفاح والعسل التي تعتبر من الأطعمة التقليدية التي يتناولها الإسرائيليون خلال رأس السنة اليهودية "سنذهب للاحتفال مع أصدقائنا وأقاربنا، وللصلاة في الكنيس، سنعيش أجواء العيد التي حرمنا منها العام الماضي".
ويتناول الإسرائيليون خلال رأس السنة اليهودية أطباق معينة مثل الخبز والتفاح المغموس في العسل للتعبير عن أنها ستكون سنة جديدة طيبة، وفي اليوم التالي يتناولون فاكهة جديدة والتي في الغالب تكون عبارة عن فاكهة الرمان.
ويذهب اليهود في اليوم الثاني إلى مصدر مياه نقي مثل البحر أو الينابيع أو الأنهار، ويلقون فيه قطع الخبز مع أداء صلوات دينية خاصة، حيث يرمز هذا الطقس إلى أن الانسان يلقي الذنوب التي ارتكبها العام الماضي في المياه.
ويقول الأربعيني هدار يتسحاق وهو زوج أوشري "سنذهب هذا العام لزيارة أقاربنا والاحتفال معهم، كما أنني سأقابل أصدقائي واحتفل معهم كما كانت العادة في السنوات قبل كورونا".
ويضيف يتسحاق لوكالة أنباء (شينخوا) وهو يساعد زوجته على تجهيز شرائح الخبز والتفاح "إذا التزمنا بكل قيود وارشادات كورونا سننتصر على المرض وستعود حياتنا إلى طبيعتها كما كانت سابقا".
وعلى الرغم من ارتفاع أعداد الإصابات اليومي بمرض فيروس كورونا في إسرائيل، إلا أن الحكومة لم تفرض إغلاقا شاملا خلال عيد رأس السنة العبرية الجديد.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في بيان "تمكنا من التصدي للضغوط وتجنب فرض إغلاق في عيد رأس السنة العبرية"، مطالبا الجمهور الإسرائيلي بالالتزام بالتعليمات حتى يستمر كل شيء مفتوحا خلال الأعياد المقبلة.
وشدد بينيت على ضرورة توخي الحذر جيدا خلال فترة الاحتفال بالأعياد، قائلا "الأمر الذي نحتاجه في هذه الفترة بالذات حيث يتواجد خلالها الأشخاص على مقربة من بعضهم البعض، هو الالتزام الأشد بوضع الكمامات والتباعد الاجتماعي".
وأضاف "إذا كان الحديث يدور عن مائدة واسعة بمشاركة أطفال دون الـ 12 عامًا من العمر الذين لم يتلقوا التطعيمات إلى جانب الأجداد والجدات، فأرجوكم الخضوع لفحوصات ذاتية"، موضحا "يجب توخي الحيطة، فنحن نتواجد على مقربة من بعضنا، وسيكون من المؤسف إذا تضرر أشخاص بهذا الشكل الذي يمكن تفاديه".
وفيما يتعلق بالمعابد والصلوات، قال بينيت إن جميع من سيؤدي الصلاة في الكنس اليهودية خلال فترة أعياد الميلاد ملزمون بأحكام الشارة الخضراء، أما بالنسبة للأطفال يمكن الخضوع لفحص PCR والذي سيكون ساري المفعول لمدة 96 ساعة من ناحية الشارة الخضراء.
وطالب بينيت الأهالي بالتوجه فورا لإجراء فحص PCR للأطفال أو تجنب اصطحابهم للكنس خلال فترات الأعياد لأنهم ينقلون العدوى بوتيرة سريعة وعالية.
ولم يبد الحال مماثلا بالنسبة للخمسيني أوفيري رابين من سكان مدينة القدس، الذي بدى عليه الحزن لفقدانه والده قبل عدة شهور إثر إصابته بفيروس كورونا الجديد.
ويقول رابين (52 عاما) وهو أب لأربعة أبناء "سيكون الاحتفال بعيد رأس السنة هذا العام حزين بالنسبة لي بعد فقد والدي بسبب كورونا".
وأضاف الخمسيني بنبرة حزن وهو يجهز مع زوجته حلوى الجزر المحلى وخبز الحلى (وهو خبز مصنوع بشكل مدور يرمز إلى نهاية السنة) ويعتبران من طقوس عيد رأس السنة في إسرائيل "على الرغم من حزني على وفاة والدي إلا أنني سأحتفل مع عائلتي وسنقيم احتفالا بسيطا لأنني أعلم أن والدي يشاهدنا الآن لعلي أدخل السعادة على روحه التي ترقد في السماء حاليا".
وتمنى رابين أن تنتهي موجة تفشي الفيروس "القاتل" وأن يستعيد اليهود في إسرائيل حياتهم الطبيعية وأن يتمكنوا من الاحتفال بأعيادهم دون وجود أي قلق أو خوف على حياتهم.