تحليل إخباري: التوزيع غير العادل للقاحات يعيق جهود الاستجابة لكوفيد-19 مع تجاوز حصيلة الوفيات بالمرض عالميا 5 ملايين
جنيف 2 نوفمبر 2021 (شينخوا) لا تزال البلدان منخفضة الدخل في جميع أنحاء العالم تواجه صعوبة في الحصول على لقاحات مضادة لكوفيد-19 في الوقت الذي وصلت فيه حصيلة الوفيات عالميا جراء الجائحة المستمرة إلى خمسة ملايين.
وقد أصبح التوزيع غير العادل للجرعات يمثل حاليا عقبة رئيسية أمام جهود المكافحة العالمية للمرض.
-- الولايات المتحدة وأوروبا هما الأكثر تضررا
وفقا لأحدث البيانات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، فإنه حتى الساعة الـ5:40 مساء بتوقيت وسط أوروبا (16:40 بتوقيت غرينتش)، تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية بـ246951274 حالة إصابة مؤكدة بكوفيد-19، بما في ذلك 5004855 حالة وفاة بالمرض.
ولدى الولايات المتحدة أكبر عدد تراكمي من حالات الإصابة المؤكدة والوفاة بالمرض، مع تسجيلها قرابة 45.68 مليون حالة إصابة و740366 حالة وفاة، وهو ما يمثل قرابة 18.5 في المائة و14.8 في المائة على التوالي من إجمالي كل منهما في العالم.
وفيما يتعلق بالمكاتب الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية، فقد أبلغت الأمريكتان وأوروبا حتى الآن عن 93711700 و77231883 حالة إصابة مؤكدة، و2296114 و1432224 حالة وفاة على التوالي. وتمثل المنطقتان معا ما يقرب من 70 في المائة من الإصابات المؤكدة وحوالي 74.5 في المائة من الوفيات في العالم.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنه في الأسبوع المنتهي في 24 أكتوبر، ارتفع عدد الحالات الجديدة من الإصابات المؤكدة والوفيات المبلغ عنها أسبوعيا في جميع أنحاء العالم لأول مرة منذ شهرين، أو بواقع أربعة في المائة وخمسة في المائة على التوالي على أساس أسبوعي، حيث كان الارتفاع المستمر في المنطقة الأوروبية متجاوزا للانخفاضات في أماكن أخرى.
وقد أبلغت أوروبا عن زيادة في حالات الإصابة الجديدة المؤكدة لأربعة أسابيع متتالية، بزيادة نسبتها 18 في المائة مقارنة بالأسبوع السابق لذلك.
-- مزيد من الانتشار مع اقتراب فصل الشتاء
قال خبراء منظمة الصحة العالمية مؤخرا إن العديد من الدول قد ألغت بالفعل على مراحل الإجراءات التقييدية التي فُرضت لمكافحة كوفيد-19، ولكن مع بداية فصلي الخريف والشتاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية وظهور موجات البرد، سيكون الناس أكثر ميلا لقضاء المزيد من الوقت في الداخل، ما قد يؤدي إلى تقليص المسافات الاجتماعية، الأمر الذي قد يفضي، علاوة على سوء التهوية، إلى زيادة انتشار الفيروس وزيادة مستمرة في حالات الإصابة الجديدة في المستقبل. وهذا صحيح بشكل خاص في أوروبا.
وذكرت ماريا فان كيركوف، الرئيسة الفنية لبرنامج الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية، أن "الحالات ستزداد. لدينا المتحور دلتا. المتحور دلتا يتطور. ونحن نتتبع أكثر من 30 متحورا فرعيا من هذا، لهذا ستستمر الجائحة".
وأعرب مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية، عن مخاوفه إزاء عودة المجتمعات إلى ما يعتبره الناس طبيعيا، ورفع القيود تدريجيا على مراحل في العديد من البلدان خلال الأشهر الأخيرة، وهو ما يتزامن مع فترة الشتاء التي يتحرك فيها الناس إلى الداخل مع ظهور موجات البرد.
"ومن هذا المنطلق، هناك المزيد من الاختلاط الاجتماعي، وهناك المزيد من الحركة وعندما يكون لديك المزيد من الاختلاط الاجتماعي والمزيد من الحركة في ظل وجود فيروس ينتشر عن طريق الجهاز التنفسي، فسوف تحصل على المزيد من الحالات. هذه هو الواقع"، هكذا ذكر رايان.
كما حذر رايان من تكرار الوضع الذي حدث في العام الماضي عندما أدى تفشي كوفيد-19 على نطاق واسع إلى فرض ضغوط شديدة على أنظمة الرعاية الصحية الوطنية. ورأى أن الحقيقة المتمثلة في أن العديد من دول الاتحاد الأوروبي تمكنت من فصل الإصابة بالعدوى عن الوفيات تبرز جليا قيمة اللقاحات.
وقال إن "المسألة تكمن في أن هذه الفائدة (من اللقاحات) غير متاحة لملايين الأشخاص في العديد من البلدان، بما في ذلك هؤلاء العاملون الصحيون في البلدان بجميع أنحاء العالم. لذلك نتوقع أن نشهد زيادات في الحالات".
واقترح رايان أيضا ألا يكون التركيز كبيرا على النسبة المئوية الإجمالية للأشخاص الذين تم تطعيمهم، ولكن الأهم من ذلك أن يكون منصبا على أولئك الذين ينتمون إلى المجموعات المعرضة للخطر والذين فاتهم التطعيم باللقاحات ولكنهم لا يزالون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى والوفاة.
-- صعوبات تعترض الدول منخفضة الدخل في الحصول على اللقاحات
أدى التوزيع العالمي غير العادل للقاحات المضادة لكوفيد-19 إلى مواجهة العديد من البلدان منخفضة الدخل لصعوبة في الحصول على جرعات من اللقاحات، الأمر الذي أصبح يشكل عقبة رئيسية في الاستجابة للجائحة.
ووفقا لسجلات منظمة الصحة العالمية، تم إعطاء أكثر من 6.89 مليار جرعة لقاح على الصعيد العالمي. وقالت في أوائل الشهر الماضي إن ما يقرب من ثلث سكان العالم قد تم تطعيمهم بالكامل ضد كوفيد-19. غير أن البلدان منخفضة الدخل تلقت أقل من نصف واحد في المائة من اللقاحات في العالم. وفي أفريقيا، تم تطعيم أقل من خمسة بالمائة من الناس بشكل كامل.
جدير بالذكر أن منظمة الصحة العالمية أعلنت عن مبادرة في أوائل أكتوبر تهدف إلى تطعيم 40 في المائة من سكان كل دولة ضد كوفيد-19 بحلول نهاية عام 2021 و70 في المائة بحلول منتصف عام 2022، من خلال إعطاء الأولوية لإيصال اللقاحات إلى البلدان منخفضة الدخل، لا سيما تلك الموجودة في أفريقيا.
وذكر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن تحقيق هذين الهدفين سيتطلب 11 مليار جرعة لقاح على الأقل، وهي مشكلة تخصيص وليست مشكلة إمدادات. فـ"مع بلوغ إنتاج اللقاحات عالميا الآن ما يقرب من 1.5 مليار جرعة شهريا، هناك ما يكفي من الإمدادات لتحقيق أهدافنا، شريطة توزيعها بشكل عادل"، حسبما صرح الشهر الماضي.
وبالإضافة إلى دعوتها البلدان ذات التغطية العالية من اللقاحات إلى مبادلة جداول التسليم مع كوفاكس، وهي حملة اللقاحات الدولية التي تقودها منظمة الصحة العالمية، والوفاء بتعهداتها بتقاسم الجرعات على الفور، طلبت منظمة الصحة العالمية من مصنعي اللقاحات إعطاء الأولوية للعقود المبرمة مع كوفاكس والوفاء بها على وجه السرعة، وأن يكونوا "أكثر شفافية بشأن ما يجري بشأنها، وتبادل الخبرات والتراخيص غير الحصرية لتمكين جميع المناطق من زيادة القدرة التصنيعية".
في قمة مجموعة العشرين التي اختتمت لتوها في روما، دعت منظمة الصحة العالمية المشاركين إلى زيادة إمدادات اللقاحات المقدمة لأشد الناس فقرا في العالم، وذلك ضمان حصول جميع الأشخاص المتنقلين على اللقاحات، ودعم البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل في مكافحة كوفيد-19 بجميع الوسائل المتاحة، بما في ذلك الدعم المالي والسياسي والتقني واللوجستي.