مقالة خاصة: الصين رائدة قوية في السعي لتحقيق عالم مشترك أفضل

2022-01-17 14:06:01|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 16 يناير 2022 (شينخوا) على بعد 25 كيلومترا من العاصمة البيلاروسية مينسك، تقع حديقة "الحجر العظيم" الصناعية الصينية-البيلاروسية.

ومنذ أن وقع البلدان الاتفاقية بشأن إنشاء المنطقة في عام 2011، تطورت مع الوقت إلى مجمع حديث يعمل فيه أكثر من 80 شركة من أكثر من 10 دول. وحافظ إنتاجها الصناعي على الصعود حتى وسط جائحة كوفيد-19.

هذا مجرد مثال واحد من أمثلة عديدة حول كيفية تحويل رؤية بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية التي اقترحها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى حقيقة.

واليوم، في عالم يتأثر بتغيرات كبرى مجتمعة وجائحة لم يشهدها منذ قرن، لا تجسد تلك الرؤية الرائدة القيم المشتركة للبشرية وتتوافق مع اتجاه العصر فحسب، بل تحمل أيضا تأثيرا بعيد المدى للرخاء والتقدم للبشرية.

من الرؤية إلى العمل

قدم شي لأول مرة مفهوم مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية إلى العالم خلال زيارته لروسيا في عام 2013. وتوالى شرحه للفكرة في مناسبات عدة.

وخلال خطابه في مكتب الأمم المتحدة في جنيف في عام 2017، أعطى شي الأولوية للشراكة والأمن والنمو والتبادلات بين الحضارات والنظام الإيكولوجي السليم في بناء مثل هذا المجتمع.

وقال جان جاك دي دارديل، السفير السويسري السابق لدى الصين والذي رافق شي خلال زيارته لسويسرا قبل خمس سنوات، لوكالة ((شينخوا)) مؤخرا في مقابلة افتراضية "إن الرؤية التي طرحها الرئيس شي جين بينغ قوبلت بترحيب وثناء لما تحمله من موقف إيجابي للغاية تجاه المستقبل والتعددية والتعاون".

وتعكس الفكرة أمل الناس من جميع البلدان في عالم أفضل، وقد تم إثرائها لتشمل بناء مستقبل مشترك مع البلدان المجاورة وشركاء آسيا-الباسفيك والبلدان الإفريقية ودول أمريكا اللاتينية، وبناء مستقبل بحري مشترك ومستقبل مشترك في الفضاء السيبراني ومجتمع صحي مشترك للبشرية.

و"اليوم، تطور المفهوم إلى نظام شامل للنظريات العلمية، يشكل جزءا مهما من فكر شي جين بينغ بشأن الاشتراكية ذات الخصائص الصينية لعصر جديد وفكر شي جين بينغ بشأن الدبلوماسية"، حسبما قال أستاذ ورئيس قسم الدبلوماسية بجامعة بكين تشانغ تشينغ مين مؤخرا.

ومن خلال المساهمة في الاستجابة العالمية لجائحة كوفيد-19 من بين أمور أخرى، عملت الصين على ترجمة المفهوم إلى إجراءات.

وباعتبارها أول دولة تقدم لقاح كوفيد-19 كمنفعة عالمية عامة وتدعو إلى التعاون العالمي في مجال اللقاحات، قدمت الصين أكثر من ملياري جرعة من اللقاحات إلى أكثر من 120 دولة ومنظمة بنهاية عام 2021، مما يدل على إحساسها بالمسؤولية كدولة كبرى.

وأطلقت الصين أيضا مع أكثر من 30 دولة مبادرة شراكة الحزام والطريق بشأن التعاون في مجال لقاحات كوفيد-19، لتوسيع التوزيع العادل للقاحات وتعزيز إمكانية الوصول إليها والقدرة على تحمل تكاليفها في البلدان النامية.

وقال مارتن جاك، وهو عالم ومعلق سياسي معروف، "من المهم للغاية أن تقدم الصين هذه المساهمة لأكبر عدد ممكن من البلدان. أفهم أن أحدث الأرقام تقول إنه أمام كل جرعتين تم إعطاؤهما في الصين، تم تصدير أو منح جرعة واحدة".

وقال هيرمان تيو لوريل، مؤسس شركة دراسات البريكس الإستراتيجية الفلبينية، إن الصين قدمت في أزمة جائحة كوفيد-19 نموذجا لكيف يمكن لدولة كبرى أن تقود في بناء عالم أفضل للبشرية جمعاء.

التنمية المشتركة

لقد صادف العام الماضي الذكرى العشرين لانضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية والذكرى الثلاثين لانضمام الصين إلى منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والباسفيك، وهو مظهر من مظاهر اندماج الصين في الاقتصاد العالمي.

ووسط تصاعد النزعة الأحادية والحمائية، دأبت الصين على دفع عجلة العولمة الاقتصادية من خلال الانفتاح كسمة مميزة والرخاء المشترك كرؤية.

وباعتبارها الاقتصاد الرئيسي الوحيد الذي سجل نموا إيجابيا في التجارة الخارجية للسلع في عام 2020، قدمت الصين مساهمات مهمة في الحفاظ على استقرار الصناعة وسلاسل التوريد العالمية وتعزيز الانتعاش الاقتصادي العالمي.

كما أصبحت مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين على مر السنين سلعة عامة دولية معروفة وأكبر منصة للتعاون الدولي في العالم، حيث وقعت 141 دولة و32 منظمة دولية على وثائق تعاونية مرتبطة بالمبادرة مع الصين.

ومن الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني إلى السكك الحديدية بين الصين ولاوس، ومن خدمة قطار الشحن بين الصين وأوروبا إلى ميناء بيرايوس، ومن خط سكة حديد مومباسا-نيروبي إلى المجمع الصناعي الصيني-البيلاروسي، تم إحراز تقدم في مجموعة من المشاريع الرئيسية الممتدة عبر القارات وجلب فوائد كبيرة للسكان المحليين.

وبحلول عام 2020، تجاوزت تجارة الصين مع الدول الشريكة في مبادرة الحزام والطريق 9.2 تريليون دولار أمريكي، في حين بلغ إجمالي استثماراتها المباشرة في هذه البلدان ما يقرب من 140 مليار دولار.

وقال روبرت لورانس كون، المفكر المعروف ورئيس مؤسسة كون، لوكالة ((شينخوا))،" تتمتع الصين إلى حد بعيد بأكبر قدر من الخبرة في تصميم وبناء البنية التحتية في العقود الأخيرة، ويعد التزامها بالعمل مع العالم النامي خطوة كبيرة في معالجة الاختلالات العالمية العميقة".

ولتسهيل تنمية عالمية أكثر توازنا واستدامة بعد الوباء، طرحت الصين مبادرة التنمية العالمية، التي حازت على تأييد ودعم العديد من المنظمات الدولية بما في ذلك وكالات الأمم المتحدة وما يقرب من 100 دولة.

إلى جانب ذلك، سيسمح تنفيذ الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة من الأول من يناير، وهي خطوة تاريخية إلى الأمام في العولمة الاقتصادية، سيسمح للمنطقة والعالم بأسره بتقاسم فرص التنمية الصينية بشكل أفضل.

وشدد شي في قمة قادة مجموعة العشرين السادسة عشرة عبر رابط فيديو في أكتوبر عام 2021 على ضرورة "تبنى نهج يركز على الناس وجعل التنمية العالمية أكثر إنصافا وفعالية وشمولية حتى لا تتخلف أي دولة عن الركب".

التمسك بالتعددية

بعد وقت قصير من خطاب شي عام 2017، دُمج مفهوم بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية في عدد من قرارات الأمم المتحدة.

وفي سياق إبداء التزامه برؤية للحوكمة العالمية تجسد التشاور المكثف والمساهمات والمزايا المشتركة، دعا شي جميع البلدان إلى دعم سلطة الأمم المتحدة ومكانتها والعمل معا لممارسة التعددية الحقيقية.

ومنذ عام 1990، أرسلت الصين أكثر من 50 ألف جندي حفظ سلام إلى ما يقرب من 30 بعثة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة. وتعد الآن ثاني أكبر مساهم في تمويل عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام.

وقال لوريل إنه منذ استعادة الصين لمقعدها القانوني في الأمم المتحدة، "دافعت عن التعددية من كافة الجوانب وفي تعاملها مع كل مناطق العالم".

وأضاف أن مثل هذا النهج متعدد الأطراف ساعد الصين على تحقيق التعاون باتجاه أهداف ومشاريع مفيدة للجميع.

وكونها من أشد المؤمنين بضرورة قرن أقوالها بالأفعال، عززت الصين أيضا التعاون الدولي ضد التهديدات الرئيسية مثل تغير المناخ وتعهدت بالوصول إلى ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قبل عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني قبل عام 2060.

كما أعلنت عن إطلاق صندوق بقيمة 1.5 مليار يوان (233 مليون دولار) لدعم حماية التنوع البيولوجي في البلدان النامية، وهو التزام يبني الأمل بـ"العيش في انسجام مع الطبيعة".

ويعلق لورانس لوه، مدير مركز الحوكمة والاستدامة في جامعة سنغافورة الوطنية، قائلا "لقد تحولت الصين بوضوح من بلد منتج ومستهلك إلى بلد مبتكر. وستكمل رؤية الرئيس شي العالمية للتنمية الخضراء والمنخفضة الكربون التقدم باتجاه بلد مستدام. والأهم من ذلك، سيستمر الالتزام في جهودنا بتحقيق التوازن بين الإنسانية والطبيعة".

الصور

010020070790000000000000011100001310427777