مقالة خاصة: فنانون عالميون يقدمون أعمالا إبداعية تخدم أهداف التنمية المستدامة في منتدى فني في مصر

2022-01-19 16:09:56|arabic.news.cn
Video PlayerClose

القاهرة 19 يناير 2022 (شينخوا) لفت تمثال كبير لإنسان يبدو في حالة حركة أنظار الزوار في منتدى فني عالمي داخل المتحف القومي للحضارة المصرية بالقاهرة، لكن بالاقتراب من التمثال وإمعان النظر، يكتشف الزوار أنه مصنوع من الخردة المعدنية، مثل مفكات البراغي المكسورة وأقراص التقطيع التالفة وبقايا الدراجات العادية والبخارية المتهالكة.

وبجانب التمثال، كانت هناك مجموعة من الطيور "المعدنية" تقف جنبا إلى جنب في شكل منحوتة من الملاعق والشوك التالفة، حيث كونت الملاعق أجسام الطيور بينما شكلت الشوك أجنحتها.

وتم عرض هذه الأعمال في النسخة الأولى من منتدى الفن الدولي الذي تنظمه مؤسسة شيراندا (Sheranda) للفن الدولي بالشراكة مع الأمم المتحدة، حيث يسعى المنتدى إلى استخدام الفن في خدمة أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.

ويجمع منتدى الفن الدولي، الذي يختتم أعماله اليوم (الأربعاء)، ما يزيد على 150 فنانا من أكثر من 30 دولة، يقدمون لوحاتهم ومنحوتاتهم التي يسلط معظمها الضوء على قضايا إنسانية وعالمية.

وقال النحات المصري عمار شيحة، إن فلسفته في أعماله المعدنية هي إظهار أن الخردة التي يتم إلقاؤها في الشوارع والطرقات والتي تؤذي العين وتضر البيئة يمكن أن تتحول إلى قطعة فنية جميلة إذا تم النظر إليها بشكل إيجابي.

وأضاف شيحة لوكالة أنباء ((شينخوا))، "يمكننا صنع تمثال جميل من نفس الخردة المعدنية لتزيين الشوارع بدلا من إساءة استخدامها وإلقائها كقمامة في نفس المكان"، مشيرا إلى أن أعماله تخدم أهداف التنمية المستدامة وتدعو الناس لإيجاد الجمال في النفايات المعدنية عديمة الفائدة.

وفي معرض آخر داخل منتدى الفن الدولي، تعرض مارغو كالديريرو لي لين، وهي رسامة من فرنسا ومؤسسة جمعية فنية خيرية تسمى جمعية التبادل الفني والثقافي (ACCES)، أربعة من أحدث لوحاتها التي تحذر فيها من تغير المناخ وما يترتب عليه من كوارث طبيعية.

ويمكن الشعور بهذا التحذير في اختيارها للألوان الزاهية والقوية في لوحاتها وتصويرها للفوضى الناتجة عن تلك الظواهر الطبيعية، وكذلك من عناوين اللوحات الأربعة، وهي: "الحدود القصوى" و"الحمم البركانية" و"تسونامي" و"إعصار".

وقالت الفنانة التي ولدت ونشأت في الفلبين، "إنني أتبرع بنسبة 100 في المائة من عائدات لوحاتي إلى جمعية ACCES، لأن الفن لغة عالمية ويمكننا استخدامه لمساعدة الآخرين، مثل إرسال الأطفال إلى المدارس".

وأضافت لي لين لوكالة ((شينخوا))، أنه "بسبب تغير المناخ والاحتباس الحراري، عانت الفلبين من المزيد من الأعاصير والأنشطة البركانية، وهذا أمر يدعو للقلق حقا، لذلك نحن نستخدم الفن لمساعدة الأشخاص الذين عانوا من تبعات التغيرات المناخية".

ومن بين الأعمال المعروضة في منتدى الفن الدولي لوحة زيتية على الخشب تصور سيدة مصرية كبيرة السن ترتدي ثوبا تقليديا أزرق بعنوان "الأم مدرسة"، للفنان المصري فريد فاضل، ولوحة أخرى من القهوة والأكريليك على القماش تصور وجه شابة مستلقية ومغمضة العينين، للرسام الإيطالي فابيو إمبريال.

وكانت زائرة كينية تلتقط صورا للوحة تصور امرأة واقفة بثوب أبيض تحيط بها زهور وطيور صفراء وزرقاء في الخلفية الحمراء، وهي احدى أعمال الرسامة المصرية فيروز سمير.

وقالت لوريتا بينو، وهي معلمة في مدرسة ابتدائية كينية، "لقد لفت نظري أن اللوحة زاخرة بالألوان ووجه السيدة الموجودة فيها يوحي بأنها غارقة في التفكير بشكل عميق، لذلك أحاول معرفة الرسالة التي يحاول الفنان إيصالها من خلال اللوحة"، مضيفة أن المنتدى يحتوي على "الكثير من التنوع الثقافي".

ويضم منتدى الفن الدولي أعمال وجاليريهات فنانين ومؤسسات ومراكز ثقافية من مختلف أنحاء العالم.

من جهتها، أكدت الفنانة شيرين بدر الرئيس التنفيذي لمؤسسة شيراندا، المنظم الرئيسي لمنتدى الفن الدولي، أن الحدث "يسعى إلى نشر رسالة تعلي من أهمية وقيمة الفن في لعب دور أساسي في نشر وزيادة الوعي بقضايا العالم وتبادل المناقشات والخبرات حول مستقبل مستدام نحن جميعا جزء منه".

وقالت إنها بصفتها منسقة فنية دولية لديها مشروع عربي أوروبي يسمى "يورو-أراب أرتوداي" (Euro-Arab Artoday) أقامت مؤسستها من خلاله العديد من المعارض الفنية في إيطاليا وأوروبا.

وأضافت شيرين لـ ((شينخوا))، "أردت نقل هذه التجربة إلى بلدي مصر، لأني أتمنى أن أرى فيها معرضا فنيا عالميا بمشاركة معارض من جميع أنحاء العالم، وهذا ما حدث بالفعل".

الصور

010020070790000000000000011100001310431283