مقابلة: باحث: الاقتصاد الريعي يدفع الولايات المتحدة إلى حالة سجنية جماعية ويؤدي إلى شكل جديد من العبودية

2022-05-14 13:06:17|arabic.news.cn
Video PlayerClose

جنيف 13 مايو 2022 (شينخوا) بالنظر إلى أن الولايات المتحدة لديها أعلى نسبة سجناء بالمقارنة مع عدد السكان في العالم، قال باحث أمريكي إن السعي غير المقيد لتحقيق أرباح ريعية والتراكم المفرط لرأس المال الوهمي قد دفع البلاد إلى حالة سجنية جماعية.

وذكر روبن دي.جي. كيلي، وهو أستاذ بارز وحاصل على جائزة كرسي غاري بي. ناش الشرفي في تاريخ الولايات المتحدة بجامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، أنه مع عقود من المساعدات من كلا جانبي الممر، أدى هذا الاتجاه إلى شكل جديد من أشكال العبودية على حساب الأكثر حرمانا في الولايات المتحدة.

وصرح البروفيسور المقيم في الولايات المتحدة لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة افتراضية أجريت معه مؤخرا بأن ظهور السجن الجماعي في البلاد أمر جوهري في السعي النيوليبرالي لتحقيق أرباح ريعية.

بعد الركود الاقتصادي في سبعينيات القرن الماضي وتحت تأثير الخوف السياسي، صوت الأمريكيون لبناء المزيد من السجون عن طريق رفع الديون العامة على أمل استعادة فرص العمل ومكافحة كساد سوق الإسكان.

ولتلبية فائض السجون الذي تم إنشاؤه بشكل مصطنع، أصدرت الولايات بعد ذلك قوانين الحق في إصدار الأحكام والتي عكفت على إطالة مدة عقوبة السجن من خلال المتطلبات الإلزامية.

وقال الباحث "ليس الأمر أن هناك المزيد من الجرائم، بل أن الناس في السجن لفترة أطول، ثم يزداد ذلك، ويصبح لديك المزيد والمزيد من الناس، ثم لديك قوانين تحاكم القاصرين، والمزيد والمزيد من الموارد تذهب إلى تشكيل السجناء".

وحتى سبتمبر 2021، تم احتجاز 79 في المائة من الأشخاص المحتجزين كل يوم في حجز إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية في مرافق احتجاز خاصة، وفقا للاتحاد الأمريكي للحريات المدنية.

والولايات المتحدة لديها أكبر عدد من السجناء يتجاوز المليونين وأعلى معدل لنزلاء السجون يبلغ 629 سجينا لكل 100 ألف نسمة، وفقا لمعهد أبحاث سياسة الجريمة والعدالة في كلية الحقوق في بيركبيك بجامعة لندن.

وأشار إلى أن جنون بناء السجون لم يجلب في الواقع سوى القليل من الفوائد للمجتمعات المحلية، بل بدلا من ذلك، أصبحت السجون الخاصة مستفيدة من العقود الحكومية وخصخصة الخدمات العامة.

وأضاف أنه مع السياسات النيوليبرالية حول الخصخصة، "لم يكن توسيع السجون الربحية يتعلق دائما بتحويل السجناء إلى عمال، بل كان يتعلق بتحويل المرافق إلى رأس مال مربح وقابل للاستثمار".

واستشهد كيلي بقضيتي "كور سيفيك" و"جيو غروب" المتداولتين الآن علنا، وكلاهما تلقى أموالا عامة لاحتجاز مهاجرين من بينهم أطفال، وقال "تفتح السجون الخاصة الباب أمام الخدمات الخاصة في إدارة السجون العامة. لذلك، تصبح الإدارة والخدمات المصدر الحقيقي للإيرادات، من نواح كثيرة، ويصبح تزويد السجون وسيلة لكسب المال".

وأضاف "بدأوا في القيام بأشياء مثل فرض رسوم على السجناء مقابل نقل الشرطة وفرض رسوم حجز على السجناء وفرض رسوم على السجناء مقابل اختبار الحمض النووي وفرض رسوم على السجناء للمحامي العام، والتي كانت مجانية في المحكمة".

وبالنسبة لكيلي، اتبع نظام السجن في أمريكا نمط التنمية النيوليبرالية لمجتمعها، كما هو موضح في مثال أجهزة المراقبة الإلكترونية التي حولت الخدمات العامة إلى الأسر الفردية، أو سجن المدينين الصاعدين في أمريكا، حيث يتم سجن المزيد من الناس بسبب الإعسار المالي.

وذكر أنه "يتم دفع ثمن بناء المدن على ظهور الفقراء من خلال تحرير المخالفات، وكانت القضية الأكثر شهرة هي فيرغسون ضد ميسوري"، مبينا أن المدينة التي يبلغ عدد سكانها 21 ألف شخص فقط أصدرت حوالي 33 ألف مذكرة اعتقال في 2013.

وأوضح الباحث "أي أنها بمثابة مذكرة اعتقال واحدة ونصف لكل شخص، وأوامر الاعتقال هذه هي لأشياء مثل في حال عدم جز العشب الخاص بك سيتم منحك مخالفة، وفي حال عدم وجود تسجيل محدث لسيارة لا تستطيع حتى قيادتها"، مضيفا "أنهم تمكنوا من جمع 2.6 مليون دولار من جيوب الفقراء لإدارة تلك المدينة من خلال القيام بذلك، والأشخاص الذين لم يتمكنوا من الدفع ذهبوا إلى السجن".

وقال كيلي إن هذا هو استخراج الفائض من مجرد سرقة أساسية لموارد الناس واختزالها في نوع من العبودية داخل المدينة، التي تفتقر إلى التمويل من مصادر أخرى وتضطر إلى الاعتماد على الفقراء كأجهزة صراف آلي لسحب الموارد منهم.

وتابع الباحث "لدينا أزمة أمنية في الولايات المتحدة، وأعني بذلك أن السلامة العامة لا تتعلق بالأمان على الإطلاق، بل تتعلق بتراكم رأس المال، وحماية الفاشيين، وإدامة نظام للإدارة يستخدم العنف والتهديد بالعنف لإبقاء الناس ملتزمين".

وأضاف أنه "ببساطة لا يجدي نفعا، أنه يرهب الناس فقط، ويؤدي إلى الموت المبكر، ويؤدي إلى تشكيل مدن فقيرة".

الصور

010020070790000000000000011100001310593078