مقابلة: خبيرة: تسجيل مليون وفاة في الولايات المتحدة "تذكير صارخ" بأن الوباء لم ينته بعد
نيويورك 12 مايو 2022 (شينخوا) قالت خبيرة في جامعة كاليفورنيا سان دييغو إن الوصول إلى المعلم القاتم المتمثل في تسجيل مليون حالة وفاة مرتبطة بكوفيد-19 في الولايات المتحدة هو تذكير صارخ لنا بأن هذا الوباء لم ينته بعد و"لا يمكننا أن نتراخى من حيث الوقاية".
وتبين الإحصاءات أنه حتى بعد طرح لقاحات كوفيد-19 وإتاحة الأدوية المضادة للفيروسات الفموية، توفي مئات الآلاف من الأشخاص في الولايات المتحدة بسبب عدوى كوفيد-19.
وقالت ستيفاني ستراثدي، الأستاذة في قسم الطب بجامعة كاليفورنيا سان دييغو في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) يوم الثلاثاء، إنه "في الولايات المتحدة، تساهم البنية التحتية للرعاية الصحية الضعيفة، إلى جانب المعلومات المضللة حول كوفيد-19، في التردد إزاء تلقي اللقاح. وهذه المسائل تخلق عاصفة مثالية حيث تتطور متغيرات كوفيد-19 الجديدة والأكثر قابلية للانتشار و'تتعلم' كيفية تفادي اللقاحات".
وأشارت ستراثدي إلى أن هذه المشكلة قد تفاقمت لأن العديد من البلدان خففت من إستراتيجياتها الخاصة بقيود كوفيد-19 - مثل إلزامية ارتداء أقنعة الوجه - مما يسمح للفيروسات بالانتشار.
وذكرت أن "معظم البلدان لم تتعامل مع حقيقة أن كوفيد-19 ومتغيراته محمولة جوا. وتتطلب هذه الخاصية طريقة جديدة تماما للتعامل مع الوقاية".
ولسوء الحظ في العديد من البلدان، لا تتوفر لقاحات كوفيد-19 على نطاق واسع أو لا يتم تطعيم الناس بشكل كامل، بحسب ستراثدي. ولفتت إلى أنه في العديد من البلدان الأفريقية، جرى تطعيم أقل من 10 في المائة من السكان.
وخلال إحياء ذكرى مليون أمريكي فقدوا حياتهم بسبب كوفيد-19، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الخميس إن كل واحد منهم هو خسارة لا يمكن تعويضها وسيبقى الناس يقظين ضد هذا الوباء.
ويمكن أن تكون آثار كوفيد-19 بعيدة المدى حيث فقد قرابة 9 ملايين شخص أو 3 في المائة من السكان في الولايات المتحدة أحد أفراد أسرهم.
وقالت ستراثدي "لا أعتقد أننا شاهدنا التأثير الكامل لهذا الوباء حتى الآن؛ تأثيره سيكون محسوسا للأجيال القادمة".
وأوضحت أن كوفيد-19 له تأثير مباشر وغير مباشر على الصحة، من خلال تأثير كوفيد المديد وتأثير الجائحة على الصحة النفسية. وبالإضافة إلى تأثيره الحاد على الموت والمرض، فإنه سيساهم بشكل متزايد في الإعاقة.
وقد تضررت بعض المجتمعات في الولايات المتحدة بشدة بشكل خاص، حيث عانى الأمريكيون الأكبر سنا والأشخاص الملونون بشكل غير متناسب. وحتى 25 مارس، كان نحو ثلاثة أرباع المتوفين، أو نحو 730 ألفا، من الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاما فما فوق.
وأفادت ستراثدي أن كبار السن كانوا أكثر عرضة لأن أجهزتهم المناعية تضعف مع تقدم العمر، وهم أكثر عرضة للمعاناة من الأمراض الكامنة مثل مرض السكري أو أمراض القلب التي تؤدي إلى تفاقم أعراض كوفيد-19.
وأضافت ستراثدي أن كوفيد-19 أثر أيضا بشكل غير متناسب على مجتمعات السود والملونين لأسباب عديدة.
وقالت ستراثدي إن "العديد منهم يعملون في وظائف تجعلهم في خطر تعرض كبير، وعندما يصابون بالعدوى، يكون لديهم فرص ضعيفة للحصول على الرعاية الصحية وغالبا ما يفتقرون إلى إجازة مرضية مدفوعة الأجر".
وذكرت أنه من المرجح أن يعيش الأشخاص الذين لديهم موارد أقل في ترتيبات معيشية بكثافة سكانية أكثر، مثل البالغين الذين يعيشون مع أطفالهم ووالديهم، مما يعني أنه عندما يصاب شخص واحد، فإن بقية أفراد الأسرة أكثر عرضة للإصابة".
وأشارت الخبيرة إلى أنه علاوة على ذلك، فإن هذه المجتمعات نفسها لديها معدلات أعلى من الأمراض الكامنة مثل أمراض القلب والسكري مما يعني أنها تعاني من مضاعفات أكثر خطورة من كوفيد-19.
وبينت أن هناك أيضا عدم ثقة طبية أكبر في المجتمعات الملونة، والتي تساهم في انخفاض معدلات التطعيم، مضيفة أن "كل هذه العوامل تساهم في تشكيل عبء أثقل جراء كوفيد".