تحقيق إخباري: لماذا اللاتينيون في ولاية تكساس الأمريكية أكثر عرضة للإصابة والوفاة جراء كوفيد-19
هيوستن 16 مايو 2022 (شينخوا) تدرك مونيكا هيرنانديز تماما أن اللاتينيين في تكساس، ثاني أكبر ولاية أمريكية، يصابون بكوفيد-19 أو يموتون بسببه بمعدل أعلى بشكل غير متناسب.
وكانت هيرنانديز، وهي مساعدة مبيعات في هيوستن، هاجرت إلى الولايات المتحدة من مسقط رأسها كولومبيا قبل 13 عاما، قد أصيبت بكوفيد-19 بعدما نقله إليها ابنها البالغ من العمر 3 سنوات غير الملقح بعد إصابته به - كما فعل معلموه وثمانية من زملائه الـ11 - عندما بدأ مرحلة ما قبل المدرسة في يناير.
وقالت الأم البالغة من العمر 44 عاما "كنت دائما حذرة للغاية، ولكن في نهاية عام 2021، بدا الأمر وكأن الجميع يصابون بكوفيد-19".
ويشكل سكان تكساس من أصل لاتيني نحو 39 في المائة من سكان الولاية، لكنهم يشكلون 42 في المائة من الوفيات المؤكدة في الولاية والبالغة 86673 حالة وفاة بكوفيد-19، وفقا لوزارة الخدمات الصحية في ولاية تكساس.
وأظهرت دراسة حديثة من جامعة رايس أن الإبلاغ المبكر عن الإصابات والوفيات الناجمة عن كوفيد-19 في تكساس كان يتركز بشكل غير متناسب في مجتمعات السود واللاتينيين.
وكشفت نتائج الدراسة، التي نشرت هذا الشهر في مجلة الصحة والسلوك الاجتماعي، عن "قضية واضحة تتعلق بالعرق وأوجه عدم المساواة القائمة في الرعاية الصحية" والتي تفاقمت بسبب جائحة كوفيد-19.
ووجدت الدراسة أن هذا التباين العرقي يتضح من خلال توزيع الجرعات في أكبر خمس مقاطعات في الولاية مع وجود مراكز حضرية مع بدء طرح اللقاح. ومع زيادة عدد السود واللاتينيين داخل المنطقة، ينخفض عدد مواقع اللقاح والجرعات فيها.
وقالت الدراسة "لم يتم توزيع هذا المورد القيم بالتساوي عبر المناطق الحضرية، مع محدودية وصول لسكان معرضين بالفعل لخطر حدوث مضاعفات من الفيروس".
وقالت هيرنانديز إنها رأت في كوفيد-19 مرضا غير تمييزي، يؤثر على جميع الأعراق والإثنيات في تكساس على حد سواء، لكنها تتساءل عما إذا كان عدم كفاية طرح اللقاحات المضادة لكوفيد قد يمثل السبب وراء النسب الأعلى من الأمراض والوفيات داخل أحياء مجتمعات السود واللاتينيين.
وأفادت "إذا كان هناك فرق، فسألقي باللوم أيضا على خدمات الرعاية الصحية الانتهازية للغاية في تكساس والبلاد وممارسات التغطية التأمينية التي لا يسهل الوصول إليها".
وتعتقد هرنانديز أن ما حدث في تكساس هو صورة مصغرة للبلد بأكمله.
وأبلغت الولايات المتحدة عن 82468606 حالات إصابة مؤكدة و999602 حالة وفاة ذات صلة حتى يوم الاثنين، وفقا للوحة معلومات جامعة جونز هوبكنز.
ويمثل اللاتينيون 24.8 في المائة من حالات كوفيد-19 و16.1 في المائة من الوفيات ذات الصلة في البلاد، غير أن السكان من أصل لاتيني يشكلون 18.7 في المائة فقط من إجمالي السكان، بحسب البيانات الصادرة عن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها الصادرة في وقت سابق من هذا الشهر.
وقال هيرنانديز "لا أستطيع أن أصدق أن قوة عالمية لديها هذه الموارد التي تمتلكها لا يمكنها توفير تأمين صحي لائق لتغطية كل شخص".
وأضافت أنه "أيضا، يخشى الكثير من الناس من السكان المهاجرين الذهاب إلى الأطباء أو المستشفيات. لقد توفي العديد منهم بسبب خوفهم من الذهاب إلى المستشفى والحصول على التطعيمات خوفا من تسليمهم إلى سلطات الهجرة وترحيلهم".