تعليق شينخوا: ينبغي أن يكون تتبع أصول كوفيد-19 قائما على العلم وخاليا من الأكاذيب
بكين 16 يونيو 2022 (شينخوا) أصدرت لجنة تابعة لمنظمة الصحة العالمية تقريرا أوليا بشأن تعقب أصول كوفيد-19، منتهية إلى الحاجة إلى إجراء المزيد من البحوث لتحديد الأصول، بما في ذلك تحليل أكثر تفصيلا لاحتمال التسرب المختبري في ووهان.
من الواضح أن التقرير قد تم تضليله بأكاذيب "نظرية التسرب المختبري" التي ابتدعتها القوى المناهضة للصين لأغراض سياسية، والتي يجب على الناس توخي الحذر منها بشكل خاص. وينبغي أن تسترشد عملية تتبع الأصول، وهي مشروع علمي بحت، بالحقائق لا بالأكاذيب.
في الواقع، قدمت الصين نموذجا في الدعم والتعاون مع البحوث العالمية بشأن تتبع أصول كوفيد-19. فالصين هي الدولة الوحيدة التي دعت أكثر من مرة فرق خبراء منظمة الصحة العالمية للحضور إلى البلاد لإجراء دراسة مشتركة حول أصول سارس-كوف-2. كما أنها الدولة الوحيدة التي شاركت تقدمها البحثي بشأن تتبع الأصول عدة مرات مع منظمة الصحة العالمية. وتقاسمت الصين المزيد من البيانات ونتائج الأبحاث بشأن دراسة أصول سارس-كوف-2 أكثر من أي دولة أخرى. وقد تعاملت مع هذه القضية بموقف منفتح وشفاف ومسؤول.
وانتهى تقرير الدراسة المشتركة بين الصين ومنظمة الصحة العالمية الصادر في 2021 إلى نتيجة علمية موثوقة بناء على دراسات ميدانية أجراها خبراء من العديد من البلدان، مفادها أن تسرب كوفيد-19 من المعمل "غير مرجح للغاية".
وفي ضوء مثل هذا الاستنتاج العلمي الجلي تماما، فإن أي شخص يتمسك "بافتراض الذنب" ضد الصين بحجة البقاء "منفتحا" بشأن هذه القضية يتجاهل على الأقل الوقائع ويشوه الحقيقة أو أنه يحمل نية شريرة لتسييس تتبع الأصول.
من أجل صحة البشرية، ينبغي أن تستند عملية تتبع الأصول في المرحلة التالية على العلم بصرامة وتكون خالية من الأكاذيب، وأن تغطي البلدان الأخرى ذات الأصول المحتملة لكوفيد-19 بناء على الاستنتاجات العلمية التي توصل إليها تقرير الدراسة المشتركة بين الصين ومنظمة الصحة العالمية.
وتحديدا، يجب إجراء بحث متعمق في الولايات المتحدة للحصول على أدلة علمية، فهي الدولة التي تتصدر العالم من حيث وفيات الجائحة حتى الآن.
لقد فشلت الولايات المتحدة بشكل مثير للدهشة في رصد تفشي كوفيد-19 وانتشاره المبكر، بل ذهبت الحكومة الأمريكية إلى أبعد من ذلك عندما قامت بكل ما بوسعها لعرقلة التحقيقات ذات الصلة، مما زاد من الغموض حولها ووضعها في مرمى شكوك المجتمع الدولي.
وأكد الباحثون مرارا أن هناك حالات سبقت الإعلان الرسمي عن الحالات الأولى ولم تقدم واشنطن بعد إجابات مقنعة على أسئلة حاسمة مثل متى ظهر الفيروس بالضبط داخل حدودها.
وفي يونيو عام 2021، كشفت مجلة ((فانيتي فير)) أن شخصا ما داخل وزارة الخارجية الأمريكية قد "حذر" من إجراء تحقيق حول أصول كوفيد-19 لأنه "سيفتح علبة من الديدان". وقالت تقارير إعلامية أخرى إن واشنطن أوقفت أيضا برنامج التعقب التابع للمعاهد الوطنية للصحة وختمت عينات الدم ذات الصلة على أساس أنها "تضر بالأمن القومي للولايات المتحدة".
لقد حان الوقت أيضا لإجراء تحقيق شامل في المسار الأمريكي سيئ السمعة للأنشطة العسكرية البيولوجية لدفع التقدم في الجهود البحثية بشأن تتبع الأصول وحماية صحة وسلامة الناس في جميع أنحاء العالم.
وتشير البيانات إلى أن قاعدة فورت ديتريك الأمريكية والعديد من المختبرات البيولوجية في جامعة نورث كارولاينا شاركت منذ فترة طويلة في أبحاث فيروس كورونا وتعديله. وتم إغلاق قاعدة فورت ديتريك بسبب حادث أمان خطير. وحتى اليوم، لا تزال واشنطن تدين للمجتمع الدولي وللشعب الأمريكي بتفسير مناسب.
وخارج حدودها، تمول الولايات المتحدة وتدير أكثر من 300 مختبر بيولوجي في حوالي 30 دولة، وفقا للمعلومات المقدمة إلى مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأسلحة البيولوجية. وهذه المعامل بشكل عام مبهمة للجمهور. علاوة على ذلك، غالبا ما وقعت أوبئة نادرة حول تلك المختبرات الخارجية، مشكلة مخاطر صحية للناس في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، كما جرت العادة، كانت الولايات المتحدة تتهرب من التحقيقات الدولية. وقد أثارت أفعالها غير المسؤولة والفظيعة منذ فترة طويلة احتجاجات في العديد من البلدان، وما يحتاجه العالم بالفعل هو إجراء تحقيق متعمق.
من المأمول أن تتمكن الولايات المتحدة من الاستجابة للمخاوف المشروعة للمجتمع الدولي بشأن مصدر فيروس كورونا داخل حدودها وتتخذ إجراءات ملموسة لدعم الأبحاث حول تتبع الأصول العالمية لكوفيد-19.