تقرير إخباري: الساسة الغربيون يسيسون تتبع أصول كوفيد-19 لإخفاء عجزهم عن التعامل مع الجائحة
بكين 19 يوليو 2022 (شينخوا) منذ أن أصدرت لجنة شكلتها منظمة الصحة العالمية تقريرا أوليا عن تتبع أصول كوفيد-19 في يونيو، جدد بعض الساسة والمواقع الإعلامية في الغرب محاولاتهم لتشويه سمعة الصين من خلال المبالغة فيما يسمى نظرية التسرب المختبري في تتبع أصول كوفيد-19.
أشار الخبراء في جميع أنحاء العالم إلى أنه يجب التعامل مع تتبع أصول كوفيد-19 بطريقة علمية وموضوعية، مضيفين أن تسييس بحث أصول فيروس كورونا هو حيلة للتستر على استجابة بعض الساسة الغربيين الفاشلة للجائحة، وقد أعاق ذلك بشكل خطير العملية العالمية المتعلقة بتعقب مصدر الفيروس ومكافحة الجائحة.
ــ تسييس غير علمي
يعد تتبع أصول كوفيد-19 مسألة علمية يجب على العلماء في جميع أنحاء العالم إجراؤها باتباع نهج صارم.
توصّل تقرير دراسة مشتركة بين الصين ومنظمة الصحة العالمية صدر في عام 2021، إلى استنتاج علمي موثوق بناءً على دراسات ميدانية أجراها خبراء من العديد من البلدان، مفاده أن التسرب المختبري لكوفيد-19 "غير مرجح للغاية".
لم يحظ مثل هذا الاستنتاج العلمي الواضح تمامًا بدعم واسع من المجتمع العلمي الدولي فحسب، بل أرسى أيضًا أساسًا متينًا للأعمال العالمية المتعلقة بتتبع أصول في المستقبل.
وقال كافينس أدير، باحث العلاقات الدولية في كينيا، إن مجموعة الخبراء الأولى التي زارت الصين في مهمة لفهم أصول الجائحة بشكل أفضل "استبعدت إلى حد كبير فكرة التسرب المختبري للفيروس".
وأشار أدير إلى أنه منذ ظهور جائحة كوفيد-19، فشلت بعض الدول الغربية في اتخاذ تدابير فعّالة لحماية مواطنيها من العدوى، لكنها قامت بتسييس الجائحة، ما أعاق التعاون العالمي والاستجابة العالمية لاحتواء هذه الأزمة الصحية.
وقال ستانلي بيرلمان، أستاذ علم الأحياء الدقيقة والمناعة في جامعة أيوا، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنه من الضروري إجراء تحقيق شامل في أصول كوفيد-19، مضيفا أن هذا أمر أساسي لتجنب الضجيج السياسي.
وقال مشتوق حسين، مستشار معهد علم الأوبئة ومكافحة وبحوث الأمراض التابع لوزارة الصحة ورعاية الأسرة في بنغلاديش، في حديث لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة أجريت معه حديثا، إن محاولة تسييس ووصم أصول وانتقال 'سارس-كوف-2' غير مقبولة في القواعد العلمية والثقافة".
وذكر حسين أن "هذه المحاولة للقيام بذلك لن تؤدي إلا إلى تعقيد تحقيق منظمة الصحة العالمية والاستعداد العالمي لمواجهة تهديد المرض في المستقبل".
وأشار إلى أن "إلقاء اللوم على بلد أو منطقة أو مجموعة من الناس على وجه الخصوص بشأن أصل الأمراض المعدية وانتقالها، أمر غير علمي على الإطلاق"، متابعا "إنها عملية طبيعية."
ــ إلقاء اللوم غير مقبول
في الواقع، تعد الصين الدولة الوحيدة التي دعت أكثر من مرة مجموعات خبراء منظمة الصحة العالمية للحضور لإجراء دراسة مشتركة حول أصول سارس-كوف-2. كما أنها الدولة الوحيدة التي تشاركت مع منظمة الصحة العالمية، عدة مرات، التقدم الذي أحرزته في البحوث حول تتبع أصول الفيروس. كما تشاركت الصين البيانات ونتائج الأبحاث حول دراسة أصول سارس-كوف-2 أكثر من أي دولة أخرى.
لقد حظي موقف الصين المنفتح والشفاف والمسؤول تجاه هذه المسألة بتقدير كبير من المجتمع الدولي.
في محاولة لإلقاء اللوم على الآخرين للتقليل من أهمية التناقضات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن الاستجابة السلبية للمرض داخليا، يقوم بعض الساسة والمواقع الإعلامية في الغرب باختلاق مختلف الأكاذيب والشائعات ضد الصين بشأن تتبع أصول كوفيد-19.
قال ترسار زيغا، الباحث الاقتصادي في سلوفينيا، في حديث مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إن الصين كانت دائما منفتحة وشفافة في تبادل المعلومات حول تتبع أصول فيروس كورونا مع منظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي، وقدمت الإمدادات المطلوبة بشكل عاجل للعديد من البلدان.
وأضاف أنه في المقابل، قللت الولايات المتحدة من خطورة الجائحة ولم تتخذ تدابير فعالة للوقاية من المرض والسيطرة عليه في المرحلة المبكرة، ما أدى إلى استمرار زيادة العدد التراكمي لحالات الإصابة المؤكدة والوفيات في البلاد ليصبح في المرتبة الأولى عالميا.
وأوضح زيغا أنه من أجل صرف الانتباه عن المشاكل في الداخل، تقوم الحكومة الأمريكية بتسييس الجائحة وتتلاعب بالرأي العام لتشويه سمعة الصين.
وخلال مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، قال جينادي أونيشينكو، النائب الأول لرئيس لجنة التعليم والعلوم في مجلس الدوما الروسي (مجلس النواب)، إن "موضوع التسرب المختبري لفيروس كورونا أثير باستمرار".
وذكر "أولاً، بدأ (دونالد) ترامب ذلك، ثم أيده (جو) بايدن، ومن الواضح أن الهدف هو إلقاء اللوم على الصين، كل هذا يتم من أجل تسييس موضوع أصول كوفيد-19".
ــ تتبع الأصول مسألة معقدة
شدّد الخبراء والعلماء الأجانب على أن عملية تتبع أصول كوفيد-19 معقدة للغاية وقد تستغرق سنوات.
في الواقع، وفقًا للسجلات التاريخية، المكان الذي تم فيه اكتشاف جائحة ما والإبلاغ عنها للمرة الأولى، غالبًا ما تبين أنه ليس مكان نشوء الفيروس المتسبب في تلك الجائحة.
على سبيل المثال، يُعتقد أن الإنفلونزا الإسبانية عام 1918 بدأت بإصابة جندي أمريكي في ثكنة في ولاية كانساس الأمريكية، على الرغم من أنه تم الإبلاغ عنها لأول مرة في أوروبا وسميت بالإسبانية نسبةً إلى إسبانيا.
بالنسبة لجائحة كوفيد-19، وجد العلماء آثارًا لفيروس كورونا في عينات بشرية وبيئية تم الاحتفاظ بها قبل ديسمبر 2019 في العديد من البلدان مثل إيطاليا وإسبانيا والبرازيل، ويعود تاريخ بعضها إلى خريف ذلك العام.
لذلك، يجب أن يمتد تتبع أصول كوفيد-19 في مواقع متعددة في جميع أنحاء العالم، الأمر الذي يتطلب من الدول إجراء تعاون في البحث العلمي بشكل علني ومشاركة النتائج.
قال الاقتصادي الأمريكي جيفري ساكس، وهو أيضًا رئيس لجنة كوفيد-19 بدورية ((ذا لانسيت)) الطبية، في تصريحات لوكالة أنباء ((شينخوا))، "لم تكن حكومة الولايات المتحدة، ولا سيما المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة، شفافة أو صادقة مع الجمهور والمجتمع الدولي بشأن الأبحاث التي كانت الولايات المتحدة تمولها" .
وأوضح ساكس أنه كان ينبغي على الولايات المتحدة أن تعمل على نحو وثيق وصادق مع الصين ودول أخرى لتحديد مصدر الفيروس. على العكس من ذلك، فإن الحكومة الأمريكية "ألقت باللوم على الصين، وأخفت الدور المحتمل للتكنولوجيا الحيوية المتقدمة في الولايات المتحدة."