مقالة خاصة: أتباع الصدر يؤكدون مواصلة الاعتصام حتى تحقيق مطالبهم

مقالة خاصة: أتباع الصدر يؤكدون مواصلة الاعتصام حتى تحقيق مطالبهم

2022-08-10 20:59:00|xhnews

بغداد 10 أغسطس 2022 (شينخوا) "لايوجد أي انسحاب للمعتصمين حتى تحقيق كل المطالب" بهذه الكلمات لخص إبراهيم الجابري قيادي في التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، موقف التيار الصدري من الاعتصامات الجارية بمحيط البرلمان منذ نحو عشرة أيام.

واقتحم آلاف من أتباع الصدر في 30 يوليو الماضي مبنى البرلمان العراقي بالمنطقة الخضراء شديدة التحصين، للمرة الثانية واستقروا فيه لعدة أيام لكن الصدر أمرهم بالانسحاب من داخله والبقاء بمحيطه.

وكان الصدر دعا يوم 3 أغسطس إلى حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة، وإصلاح العملية السياسية، مطالبا الشعب العراقي بالالتحاق مع المتظاهرين، مؤكدا أن المعتصمين لن ينسحبوا حتى تحقيق مطالبهم.

وقال بكلمة خاطب فيها العراقيين "أنا على يقين أن أغلب الشعب قد سأم الطبقة الحاكمة برمتها بما فيها بعض المنتمين للتيار الصدري"، مضيفا "استغلوا وجودي لإنهاء الفساد، ولن يكون للوجوه القديمة مهما كان انتماؤها وجود بعد الأن، من خلال عملية ديمقراطية ثورية سلمية أولا، ثم عملية ديمقراطية انتخابية مبكرة بعد حل البرلمان الحالي".

وحظيت دعوة الصدر بتأييد رئيس البرلمان محمد الحلبوسي وحيدر العبادي رئيس الوزراء الأسبق وهادي العامري زعيم تحالف الفتح المنضوي تحت الإطار التنسيقي الذي يضم أغلبية الأحزاب الشيعية.

لكن نوري المالكي زعيم ائتلاف دولة القانون ورئيس الوزراء العراقي الأسبق، رفض دعوة الصدر، مشترطا عودة البرلمان لعقد جلساته قائلا "لا حل للبرلمان، ولا تغيير للنظام، ولا انتخابات مبكرة إلا بعودة مجلس النواب إلى الانعقاد، وهو الذي يناقش هذه المطالب".

وفي السياق، قال الجابري لوكالة أنباء ((شينخوا)) أثناء وقوفه وسط عشرات المعتصمين "هؤلاء المعتصمون منذ أكثر من أسبوع عازمون على التغيير المنشود الذي يخدم أبناء الشعب العراقي بكل أطيافه دون تمييز طائفي أو عرقي".

وأضاف "المعتصمون مستمرون حتى تحقيق كل المطالب سواء كان على مستوى البرلمان وإزاحته أو على مستوى إزاحة الفاسدين بداية بكل الأحزاب الفاسدة".

وشدد الجابري على استمرار الاعتصام حتى يقرر الصدر قائلا، "الاعتصام يبقى مستمرا وتبقى كلمة الفصل للزعيم العراقي مقتدى الصدر".

وتابع "أن العشائر العراقية مستمرة بالزحف إلى هذا المكان وكل أبناء الشعب العراقي وكل محافظاتنا جاءت زحفا كي تقول كلمتها، ولا انسحاب حتى تحقيق جميع المطالب".

وأقام أتباع الصدر عشرات الخيم بمحيط البرلمان وحدائقه وفي الشارع المؤدي إليه، بعضها تقدم الطعام والمياه والعصائر والشاي والفواكه للمعتصمين فضلا عن وجود خيم مخصصة للطبابة ما يدل على إصرار أتباع الصدر على مواصلة اعتصامهم.

كما نصبت بعض النقابات والعشائر خيما ووضعت عليها لافتات تؤيد مطالب الصدريين بإصلاح العملية السياسية ومحاسبة الفاسدين.

ومن بين هؤلاء الذين نصبوا الخيم أياد الطلقاني الذي جاء من مدينة النعمانية بمحافظة واسط جنوب بغداد لدعم المعتصمين وتقديم الإسناد لهم ومؤازرتهم بمطالبهم المشروعة على حد وصفه.

وقال الطلقاني لـ ((شينخوا)) "أقدم العصير والمياه الباردة لأخوتي المعتصمين من حسابي الخاص"، مضيفا "أنا متضامن معهم لأن مطالبهم تخدم الشعب العراقي كله، فنحن نريد أن نتخلص من الفساد ونريد خدمات لكي نعيش مثل باقي شعوب العالم".

وتقوم مجموعات من الشباب بتنظيف الشارع وجمع النفايات ووضعها في الأماكن المخصصة لها لتقوم البلدية برفعها للحفاظ على نظافة المكان.

من جانبه، قال حيدر كريم شيخ قبيلة الجورانيين الذي وصل على رأس وفد من قبيلته لدعم المعتصمين "قبيلة الجورانيين ممثلة بشيوخها وشبابها مستمرة باعتصامها وتأييدها للقائد مقتدى الصدر في الإصلاحات من أجل العراق ومن أجل معيشة كريمة ومن أجل ملاذ آمن لجميع شبابنا من كل الطوائف".

وأضاف "لا انسحاب حتى تحقيق المطالب، ولا انسحاب حتى يصدر الأمر من القائد مقتدى الصدر".

ويطالب أتباع الصدر بحل البرلمان ومحاكمة الفاسدين وإصلاح العملية السياسية وإنهاء نظام المحاصصة الطائفية وتوفير الخدمات للشعب العراقي وتوفير فرص عمل للعاطلين.

كما أيد الشيخ أبو حيدر شيخ عشيرة آل محميد الاعتصامات وعدم الانسحاب حتى تحقيق المطالب، قائلا "خرجنا من أجل الإصلاح وخروجنا لهذا البلد الجريح، هذا البلد الذي لا تتوفر فيه أبسط حقوق المواطن، لا كهرباء، ولا يوجد أي شيء من حقوق المواطن شباب عاطل لا وظائف ولا عيشة كريمة".

وأضاف"خرجنا لتأييد الإصلاح الذي دعا اليه الصدر، لأنه منذ 19 سنة لم يتغير أي شيء ونطالب بتغيير العملية السياسية بصورة كاملة".

وحضرت مجموعة من خريجي كلية الهندسة قسم النفط العاطلين عن العمل للمشاركة في الاعتصام المفتوح مع أتباع الصدر.

وقال علي صباح خريج كلية الهندسة ويعمل حاليا قصابا لعدم حصوله على فرصة عمل في بيان تلاه على منصة أعدت لإلقاء الكلمات "نصرة لمشروع الإصلاح الذي دعا إليه الصدر، يقف خريجو هندسة النفط صفا إلى صف مع المعتصمين أمام البرلمان لاستعادة الحقوق المسلوبة على طوال السنوات الماضية بسبب السياسيين الفاسدين"،على حد قوله.

وأضاف "نعلن اعتصامنا المفتوح داخل المنطقة الخضراء لحين تحقيق المطالب".

وأعرب المحلل السياسي ناظم الجبوري عن اعتقاده استمرار أتباع الصدر باعتصامهم للضغط على الكتل السياسية والحكومة للقيام بالإصلاحات ومحاسبة الفاسدين وحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة .

وقال لـ ((شينخوا)) "كل المؤشرات تدل على أنه لن يكون هناك أي انسحاب أو تفاوض من قبل الصدريين إلا بعد تحقيق مطالبهم وأقلها حل البرلمان"،مضيفا "أعتقد أن الاعتصامات سوف تزداد خاصة بعد رفض المالكي لدعوة الصدر".

وتابع "الصدر عازم هذه المرة على تبني مطالب الجماهير لسحب البساط من بقية الأطراف الشيعية ولكي يصبح زعيما للشيعة بدون منافس، لاسيما وأن نوابه قدموا استقالتهم من البرلمان حتى لا يكون هناك أي تراجع عن التظاهرات".

واختتم "لن تكون هناك عملية سياسية ناجحة والتيار الصدري خارجها كونه يستطيع تحريك الشارع ضد الأطراف السياسية التي لا تؤيد توجهاته". 

الصور