مقالة خاصة: منطقة منغوليا الداخلية تزدهر وسط جهود بيئية متكاملة

مقالة خاصة: منطقة منغوليا الداخلية تزدهر وسط جهود بيئية متكاملة

2022-09-27 15:17:15|xhnews

هوهيهوت 27 سبتمبر 2022 (شينخوا) مع اقتراب موسم حصاد الخريف، يكدح القروي تشنغ جيه تحت أشعة الشمس الحارقة، منهمكا في ريّ كرمه الواقع على سفح تل بمياه تُضَخ من بئر قريبة تمتد على عمق أكثر من 100 متر، حيث تعرضت المنطقة لجفاف طويل تسبب في ذبول العنب إلى حد ما.

وإلى جانب زراعة العنب، يعمل تشنغ البالغ من العمر 59 عاما، كحارس غابات أيضا، فهو مسؤول عن حراسة 500 مو (33.33 هكتار) من الغابات في قرية ماآنشان بمنطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم بشمالي الصين.

وببلوغ معدل الغطاء الغابي فيها إلى 90 في المائة، تقدم قرية ماآنشان مثالا رائعا للجهود البيئية المتكاملة المبذولة لحماية المناظر الطبيعية الجميلة في هذه المنطقة الغنية بالأراضي العشبية، على الحدود الشمالية للصين.

 

-- مراع أفضل، حياة أفضل

في بلدة توهوم الجبلية، الواقعة في الراية الأمامية لجناح هورتشين الأيمن، تنقسم الأراضي العشبية إلى شبكات مربعة صغيرة تشكل منظرا طبيعيا فريدا. ويقول عنها بورنسين، أحد المسؤولين في البلدة: "الشبكات عبارة عن كتل من الأعشاب، زُرع فيها العشب بشكل اصطناعي".

وفي مايو من العام الماضي، أطلقت بلدة توهوم مشروعا لاستعادة الأراضي العشبية، باستثمارات قيمتها 9 ملايين يوان، حيث يجمع المشروع بين الاستعادة الطبيعية والتدخل اليدوي لمعالجة 60 ألف مو من الأراضي العشبية المتدهورة.

وتُظهر بيانات الرصد أن الغطاء النباتي للمراعي في الرايات على مستوى المحافظة، قد زاد بنسبة 28.67 نقطة مئوية من عام 2016 إلى عام 2021.

وفي مراعي أولانمود التابعة للراية، ترعى قطعان متناثرة من الماشية والأغنام على ضفاف الأنهار وسفوح التلال. ووفقا لسياسة التوازن بين الأراضي العشبية والماشية المحلية، يلزم 16 مو من الأراضي العشبية لتربية خروف واحد، و80 مو لتربية رأس واحد من البقر. ويتلقى الرعاة دعما يقارب أربعة يوانات سنويا لكل مو من أراضيهم العشبية المتعاقد عليها.

وقالت سارنقوا وهي تربي حوالي 100 رأس من البقر وحوالي 700 رأس من الأغنام على أكثر من 20000 مو من الأراضي العشبية: "نعيش هنا منذ أجيال. ونعلم جيدا أنه فقط من خلال حماية الأراضي العشبية بشكل جيد يمكننا أن نحيا حياة أفضل".

ويمثل عدد الماشية التي ترعاها سارنقوا نصف ما كان عليه في الماضي؛ كما أنها وظفت شخصين لرعي الماشية، لتكرس اهتمامها لورشة ألبان افتتحتها حديثا، على مساحة 330 مترا مربعا، بالتعاون مع أربع أسر أخرى.

وأوضحت سارنقوا: "ننتج منتجات ألبان تقليدية مثل اللبن الرائب والزبادي والجبن لتوسيع مصادر دخل الرعاة".

من الجدير بالذكر أن مساحات شاسعة من الأراضي العشبية في المنطقة عانت من التصحر والتملح بسبب الرعي الجائر والجفاف وعوامل أخرى.

ويتذكر باي جيرانبايار، أحد الرعاة في قرية هادابوتشي في الراية الوسطى لجناح هورتشين الأيمن، قائلا "عندما حل الربيع، هبت عاصفة رملية شديدة استمرت عدة أيام، تاركة الرمال تحت الأبواب وعلى حواف النوافذ". إذ تقع القرية في المناطق النائية من منطقة هورتشين الرملية، وهي ثاني أكبر منطقة رملية في الصين، وتبلغ مساحتها قرابة 100 مليون مو، يقع أكثر من 86 بالمائة منها في منغوليا الداخلية والباقي في المقاطعات المجاورة.

وفي عام 2017، نفذت الراية المذكورة حظراً كاملاً على الرعي. وبفضل سياسة الحد من الفقر، تركت عائلة باي جيرانبايار منزلها الطيني المتهالك وانتقلت إلى منزل مبني حديثا من الطوب بتمويل من الحكومة. وبدأت في تربية الماشية في حظيرة.

وعلى جانب آخر، وكجزء من جهود استعادة الأراضي المتصحرة، بلغ ارتفاع 1500 مو من أشجار النبق البحري المزروعة قبل ثلاث سنوات، مترا واحدا. ويعمل باي جيرانبايار الآن كأحد حراس أشجار النبق البحري.

وقال جين جالقا، أمين فرع الحزب الشيوعي الصيني في القرية، إن الفوائد البيئية لغابة أشجار النبق البحري أصبحت واضحة بالفعل، وستتضح فوائدها الاقتصادية المميزة العام المقبل بعد حصاد فاكهة النبق البحري.

وتُظهر البيانات الصادرة عن حكومة منطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم أنه على مدى العقد الماضي، زرعت المنطقة 122 مليون مو من الأشجار و286 مليون مو من العشب، بجانب استمرار انخفاض مساحة الأراضي المتصحرة.

 

-- من تلال قاحلة إلى "جبال ذهبية"

تزدهر قرية ماآنشان، حيث يعيش حارس الغابات تشنغ جيه، ويعمل السكان المحليون في زراعة العنب والتخضير والسياحة. ويوجد أيضا مركز استقبال سياحي في القرية قيد الإنشاء.

ولدى استذكاره المشهد قبل 10 سنوات، قال الأمين السابق لفرع الحزب في القرية، تشانغ قوه تشي: "كانت التلال جرداء، والأمطار الغزيرة تؤدي إلى فيضانات تجرف معها الحجارة".

وشجعت القرية الأهالي على زراعة الأشجار، مما يضمن لهم عائدا اقتصاديا. وحتى الآن، أكملت القرية تخضير حوالي 3000 مو من الأراضي الجبلية. وإلى جانب السياحة، يحصل السكان المحليون على دخل من المنتجات الجبلية مثل البندق والفطر والمشمش.

ومن اللافت أن القرية التي يبلغ عدد سكانها أكثر من ألف نسمة، نجحت في القضاء على الفقر في عام 2017، بينما بلغ دخل الفرد القابل للتصرف 15900 يوان العام الماضي.

وقال ليو يه يانغ، الأمين الحالي لفرع الحزب في القرية: "سنواصل جهودنا في التخضير ونهدف إلى أن نصبح منطقة سياحية على مستوى 5A".

ومثل قرية ماآنشان، تمت ممارسة التكامل بين الزراعة والسياحة في مناطق ريفية أخرى.

 

-- الاعتماد على الغابات في كسب العيش

وفي المزرعة الحرجية "باي آن" في جبال داهينغقان في مدينة قنخه بمنغوليا الداخلية، ينشغل حراس الغابات بتهيئة الحفر لزراعة الأشجار في الربيع المقبل.

وقال تشو يي تشه، عامل في المزرعة الحرجية: "الحماية البيئية هي وظيفتنا الآن". ففي عام 2015، مع فرض حظر على القطع التجاري للأشجار في الغابات الطبيعية في المنطقة، تحول عمال مثل تشو إلى حراس يحرسون الغابات ويزرعون الأشجار.

وفي مدينة آرشان، الواقعة في الجنوب الغربي من جبال داهينغقان، يعيش ثلثا السكان المحليين على الخدمات المتعلقة بالسياحة.

ويعتز جيانغ هوي شين، الذي يعمل والده حارسا للغابات بعدما كان حطابا، يعتز بوظيفته في حديقة آرشان الوطنية الغابية، حيث يتولى مسؤولية سلامة السياح وحماية النباتات. كما أنه يعلّم ابنه البالغ من العمر خمس سنوات حماية الطبيعة عندما يخرجان معا.

وقال جيانغ "ما زلنا نعتمد على الغابات في كسب العيش ولكن بطريقة مختلفة. فالسياحة تطورت بسبب الغابات والمشاهد الطبيعية الخلابة، وهو ما جعل حياتنا أفضل".

الصور