مقالة خاصة: قطاع طاقة الهيدروجين في الصين يتقدم وسط التحول الأخضر

مقالة خاصة: قطاع طاقة الهيدروجين في الصين يتقدم وسط التحول الأخضر

2022-11-03 13:17:45|xhnews

تشانغتشون 3 نوفمبر 2022 (شينخوا) في أعقاب إصدار خطة وطنية في مارس الماضي تهدف إلى تعزيز تطوير صناعة الطاقة الهيدروجينية، تضع السلطات المحلية في الصين سياسات مفصلة لاغتنام الفرص الناشئة.

وبحلول عام 2025، سيكون لدى البلاد حوالي 50 ألف مركبة تعمل بخلايا وقود الهيدروجين وسيصل إنتاجها السنوي للهيدروجين من الطاقة المتجددة إلى ما بين 100000 و200000 طن، وفقا للخطة التي أصدرتها اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح بشكل مشترك مع هيئة الطاقة الوطنية.

وكشفت مقاطعة جيلين، وهي قاعدة لطاقة الرياح والطاقة الكهروضوئية في شمال شرقي الصين، النقاب عن تخطيطها الصناعي لطاقة الهيدروجين الشهر الماضي، معلنة عن خطط لبناء 400 محطة للتزود بالوقود الهيدروجيني بحلول عام 2035، حيث من المتوقع أن تولد صناعة الطاقة الهيدروجينية في ذلك الحين قيمة إنتاج تزيد عن 100 مليار يوان (حوالي 13.9 مليار دولار أمريكي).

وتنتج جيلين، الغنية بموارد الطاقة المتجددة، الهيدروجين باستخدام الكهرباء النظيفة المولدة من طاقة الرياح والطاقة الكهروضوئية. وتهدف المقاطعة إلى أن تصبح قاعدة لإمدادات الهيدروجين المتجددة على المستوى الوطني بحلول نهاية عام 2025.

وقد لاحظ ليو ليه، وهو سائق حافلة في مدينة بايتشنغ، بشكل مباشر كيف تسير المقاطعة إلى الاخضرار، حيث تم التحول من استخدام الديزل إلى وقود الهيدروجين قبل عامين.

وقال ليو: "اعتدت أن أقود حافلة تعمل بالديزل كان من الصعب بدء تشغيلها في البرد. ومع وقود الهيدروجين، لا يهم مدى برودة الجو في فصل الشتاء، ولم أعد أشم رائحة الديزل بعد يوم من العمل"، مضيفا أن المركبة مجهزة بثمانية خزانات لتخزين الهيدروجين وأن الانبعاثات الوحيدة أثناء القيادة هي الماء.

وتعد حافلة ليو واحدة من بين 15 حافلة تعمل بالهيدروجين وضعت على الطريق في بايتشنغ في عام 2020، وهو ما مثل أول خط لحافلات تعمل بالطاقة الهيدروجينية في المنطقة المتجمدة في الصين.

 

إنتاج الهيدروجين الأخضر

يمكن إنتاج الهيدروجين من مصادر مختلفة للطاقة الأولية، بما في ذلك الفحم والغاز الطبيعي والطاقة المتجددة من خلال توليد الطاقة. ويمكن للتحليل الكهربائي استخراج الهيدروجين، الذي يمكن تخزينه وتحويله إلى كهرباء مرة أخرى عند الحاجة.

ويتم إنتاج الهيدروجين الأخضر من الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الكهروضوئية، مما يجعله أحد أكثر التقنيات الصديقة للبيئة. وتنخفض تكاليف إنتاج الهيدروجين الأخضر في الصين نتيجة لزيادة الاختراقات التكنولوجية.

وكقاعدة مهمة للطاقة في الصين، تزخر جيلين بموارد للرياح يمكن بناء 69 مليون كيلوواط من قدرة طاقة الرياح المركبة عليها، كما تزخر بموارد شمسية يمكن بناء 46 مليون كيلوواط من قدرة الطاقة الكهروضوئية المركبة عليها، وفقا للخطة الصادرة.

وفي الأسبوع الماضي، بدأ بناء مشروع تجريبي لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا في مدينة داآن في جيلين، باستثمار إجمالي قدره 6.3 مليار يوان. ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل المشروع في عام 2024 لينتج 32 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنويا في ظل قدرة مركبة تبلغ 800 ألف كيلوواط، وفقا لشركة جيلين المحدودة للطاقة الكهربائية.

ومن المتوقع أن يؤدي المشروع، الذي يمثل الخطوة الأولى في استراتيجية جيلين الصناعية لطاقة الهيدروجين، إلى خفض 650 ألف طن من انبعاثات الكربون كل عام، مما يعزز التحول والتحديث في القطاع الصناعي المعني.

وبالإضافة إلى جيلين، أطلقت مقاطعة آنهوي في شرقي الصين أيضا في يوليو الماضي محطة متكاملة لاستخدام الهيدروجين على مستوى ميجاواط، والتي تشبه إلى حد كبير "بنك طاقة" كبير.

ومن خلال تحويل الكهرباء المولدة من خلال الطاقة المتجددة إلى مخزون من الهيدروجين، وتحويل الهيدروجين إلى كهرباء، يمكن لمحطة الطاقة إنشاء تداول منخفض الكربون بين الكهرباء المتجددة والهيدروجين الأخضر، كما قال تنغ يوه، المدير الفني للمحطة.

 

تطبيقات متنوعة

إن تطوير قطاع طاقة الهيدروجين في الصين في مراحله المبكرة، بينما لا تزال سيناريوهات التطبيق آخذة في التوسع.

وبالإضافة إلى الصناعة الكيميائية وصناعة الصلب وغيرها من المجالات الصناعية التقليدية، يستخدم الهيدروجين في مجالات الطاقة والنقل والبناء.

وقال تشه وين بين، مدير هيئة التنمية الاقتصادية في منطقة التجارة الحرة التجريبية (لياونينغ) بمنطقة داليان الصينية: "المركبات التجارية التي تعمل بخلايا وقود الهيدروجين مثل الشاحنات الثقيلة والحافلات لديها آفاق جيدة".

وفي يونيو، قامت شركة تصنيع الشاحنات الصينية "فاو جيهفانغ" بشحن 300 مركبة تعمل بخلايا وقود الهيدروجين من جيلين وتسليمها إلى عملاء في بكين وشانغهاي وشانشي وأماكن أخرى. وقد غطت هذه المركبات سيناريوهات التطبيق بما في ذلك الخدمات اللوجستية وبناء المدن.

وفي دورة بكين للألعاب الأولمبية والبارالمبية الشتوية 2022 ، تم استخدام أكثر من 1000 مركبة تعمل بخلايا وقود الهيدروجين وأكثر من 30 محطة للتزود بالوقود الهيدروجيني، مما يمثل أكبر نشر في العالم لمركبات خلايا الوقود.

كما تجلت الجدوى التقنية والاقتصادية لتطبيق مركبات الطاقة الهيدروجينية في البيئات الباردة، التي تعد عقبة رئيسية أمام مركبات الطاقة الجديدة التي تعمل ببطاريات الليثيوم.

وتتسابق شركات صناعة السيارات مثل "تويوتا" و "هيونداي" و "تشانجان" للتنافس على سوق سيارات الركاب التي تعمل بخلايا الوقود الهيدروجيني.

وأنتجت الصين حوالي 33 مليون طن من الهيدروجين في عام 2021، مما يجعلها أكبر منتج للهيدروجين في العالم.

وقال وانغ تشيانغ، رئيس مجلس إدارة شركة للاستثمار والتنمية في مجال الطاقة في جيلين: "كجزء من جهود تحويل الطاقة في جميع أنحاء البلاد، فإن كل قطاع من السلسلة الصناعية لطاقة الهيدروجين لديه إمكانية النمو إلى سوق بقيمة 100 مليار يوان. وإن سوق طاقة الهيدروجين في الصين واسع للغاية".

الصور