مقالة خاصة: فنانة تشكيلية من غزة تنتج أول مجموعة قصص ملونة خاصة بالمكفوفين

مقالة خاصة: فنانة تشكيلية من غزة تنتج أول مجموعة قصص ملونة خاصة بالمكفوفين

2022-11-10 19:31:00|xhnews

غزة 10 نوفمبر 2022 (شينخوا) نجحت فنانة تشكيلية من قطاع غزة أخيرا في إنتاج أول مجموعة قصص ملونة خاصة بالأطفال المكفوفين باستخدام تقنية الرسم البارز المعروف بفن "الريليف"، والكتابة بلغة البرايل باللغتين العربية والفرنسية.

وسعت تيماء سلامة (24 عاما) خريجة كلية الفنون الجميلة لخلق عالم بصري خاص بذوي الإعاقة البصرية من خلال تجسيد القصص برسومات ومنحوتات بارزة تمكنهم من التعرف على عناصر القصة عبر خاصية اللمس.

وتقول سلامة بينما تقلب صفحات إحدى القصص التي أنتجتها لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الأطفال المكفوفين اعتادوا الاعتماد على حاستي السمع واللمس لقراءة القصص دون أن يكون لديهم القدرة على تخيل تفاصيل عناصرها.

وتضيف أن المبصرين مهما حاولوا الشرح لشخص كفيف عن شكل السحب أو البحر لن يتمكن من تصورها أو حتى رسمها بخياله، بينما حينما نصفها له ونجعله يتلمسها بأصابعه سيكون بإمكانه أن يحفظها في عالمه المظلم.

ولجأت سلامة إلى استخدام فن الريليف الذي يعتمد على أسلوب النحت البارز باستخدام تقنية النقش مما يوحي للناظر إليها أو المتلمس لها بأنها مجسمات حقيقية، وتسهل على ذوي الإعاقة البصرية التعرف على تفاصيل الأشياء، حسب ما تقول.

وتابعت أنه مع تكرار التعرف على مختلف العناصر، "يصبح الشخص من ذوي الإعاقة متشوقا أكثر للتعرف على المزيد من العناصر المحيطة به، وهذا ما لاحظته مع الأطفال الذين قرأوا قصصي التي أنتجتها مؤخرا".

وتضم مجموعتها القصصية على قصة شعبية فلسطينية "مروية" بعنوان "الشجرة والحطاب"، حيث تتناول فيها مجموعة من القيم الإنسانية مثل النهي عن السرقة أو الغش والكذب.

أما الثانية فهي ترجمة قصة بعنوان "ميريكال" للكاتبة الفلسطينية جيهان أبو لاشين، من خلال فن الريليف والتي تتناول قصة فتاة من ذوي الإعاقة الحركية وكيفية تغلبها على إعاقتها ونجاحها في الاندماج بالمجتمع من أجل تحقيق أحلامها.

وتقول سلامة "اخترت هاتين القصتين لكي أزرع قيم إنسانية في نفوس الأطفال من ذوي الإعاقة البصرية، وتعريفهم بأن الإعاقة ليست نهاية العالم بل في كثير من الأحيان تكون هي أساس التميز والنجاح".

وتمتاز القصتان اللتان أنتجتهما سلامة بخفة الوزن على الرغم من أن من يتصفحهما يشعر بأنهما عبارة عن مجموعة من اللوحات التشكيلية، حيث تحتوي كل واحدة منهما على 12 صفحة.

وعملت سلامة على استخدام نوع مخصص من الطين الذي يمتاز بخفة الوزن وسهولة التشكيل دون أن يتأثر بعوامل البيئة مع مرور الوقت، بالإضافة إلى الجبس والقماش والأزرار، بينما استخدمت ألوان لإضفاء مزيد من الجمال والتميز لصفحات قصصها.

وحصلت الفنانة الشابة على تمويل جزئي من "المركز الفرنسي" الموجود في قطاع غزة لإنتاج مجموعتها القصصية، فيما تكفلت بباقي المصاريف اللازمة.

وعلى الرغم من أن عملية إنتاج اللوحات الفنية الخاصة بالقصص لم تستغرق أكثر من شهر ونصف لكل واحدة منهما، إلا أن الصعوبة بالنسبة لسلامة كانت تكمن في عملية تدقيق وإخراج وتصميم تلك القصص.

وما أن أصبحت قصصها جاهزة، عرضتها على مجموعة من الأطفال المكفوفين في إحدى مدارسهم الخاصة بالقطاع، حيث تركت أثرا إيجابيا عندهم، فيما طالبوها بإنتاج المزيد منها لهم.

وتقول "أيقنت في هذه اللحظة بأن حلمي تحقق وصنعت المستحيل، في البداية لم أتلق أي تشجيع من الآخرين لكن اليوم أنا أثبت لنفسي أولا وللآخرين بأن المعجزات تصنع بالإيمان والثقة بالنفس فقط".

ومنذ العام 2019، نشطت سلامة في إنتاج العشرات من اللوحات الفنية المنحوتة للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، حيث شاركت في العديد من المعارض الفنية التي أقيمت في قطاع غزة.

وتطمح سلامة بإنتاج عدة نسخ من قصة ميريكال بعدة لغات وأن تصل إلى جميع الأطفال، بما فيهم الأصحاء لأنها من القصص التفاعلية التي تحتوي على الأجسام المنحوتة والملابس والقماش والألوان.

الصور