تقرير إخباري: الطوائف المسيحية الشرقية تحتفل بأعياد الميلاد في بيت لحم وسط أجواء من الغبطة والسرور
بيت لحم 6 يناير 2023 (شينخوا) عمت أجواء من الغبطة والسرور ساحة المهد في مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية اليوم (الجمعة) إيذانا ببدء احتفالات الطوائف المسيحية التي تسير حسب التقويم الشرقي.
واحتشد آلاف الفلسطينيين في ساحة كنيسة المهد التي تزينها شجرة الميلاد وسار العشرات من أفراد فرق الكشافة بأزياء مختلفة وآلات موسيقية متعددة وهم يعزفون ترانيم عيد الميلاد.
وبدت السعادة على وجه العائلات من الطوائف المسيحية التي تسير حسب التقويم الشرقي في الأراضي الفلسطينية وهي الروم الأرثوذوكس والسريان والأقباط والأحباش الأرثوذوكس.
وقالت سهاد (38 عاما) من سكان بيت لحم التي وقفت برفقة أطفالها لالتقاط صورة قرب شجرة الميلاد وسط ساحة المهد إن الأجواء جميلة ورائعة بوجود العائلات المسيحية والأصدقاء من كل مكان.
وأعربت سهاد في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) عن أملها أن تأتي المناسبة العام القادم وقد حقق الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
بدوره قال رئيس بلدية بيت لحم حنا حنانيا إن الشعب الفلسطيني أحوج ما يكون إلى السلام والحرية والأمن الذي لا يأتي بأي ثمن، مؤكدا أن السلام يتحقق بالعدل والمحبة بين البشر.
وأعرب حنانيا عن سعادته بالأجواء العامة التي تمر بها بيت لحم من مظاهر بهجة وفرح، مشددا على حرص الجميع على إدخال السعادة إلى قلوب الأطفال والعائلات المحتفلة وتفويت الفرصة للنيل من هذه المناسبات الدينية والوطنية.
وعلى وقع الأنغام وعزف ترانيم عيد الميلاد وصل موكب النائب البطريركي لشؤون الشباب والتنشئة المسيحية، المعتمد البطريركي لأبرشية القدس والأردن وسائر الديار المقدسة للسريان الأرثوذكس المطران مار انتيموس جاك يعقوب، إلى بيت لحم قادما من القدس.
وبحسب التقليد الديني سار يعقوب وعدد من رجال الدين والكهنة وشخصيات فلسطينية رسمية، في الساحة كنيسة المهد ومن ثم دخلها وأقام صلاة خاصة استعدادا لقداس منتصف الليل.
وقال يعقوب للصحفيين في ساحة المهد "أرى بيت لحم اليوم وهي تعيد التاريخ وهو يوم مولد السيد المسيح، وهي رمز للسلام والمحبة، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني والعالم أجمع بأمس الحاجة للفرح والسلام.
ولاحقا وصل موكب النائب البطريركي لأقباط الارثوذكس، رئيس الأساقفة الأنبا انطونيوس إلى كنيسة المهد احتفالا بعيد الميلاد المجيد للكنيسة الشرقية وجرى استقباله من قبل مسؤولين فلسطينيين حسب الستاتيكوس المتبع.
وقال انطونيوس في تصريحات مقتضبة، "أتضرع أن يمن على الشعب الفلسطيني بتحقيق أهدافه التي يناضل من أجلها، وهي الحرية والاستقلال، وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة".
وأضاف "نطلب السلام لكل العالم وأتمنى من كل العرب أن يكونوا يدا واحدة، وعندما نكون كذلك سنصل إلى ما نصبو إليه، واصفا مدينة بيت لحم بأنها "عروسة العالم، وهي تستقبل زوارها وتحتضنهم بالمحبة وتعيش أجواء الفرح والبهجة".
كما وصل إلى بيت لحم قادما من القدس، موكب البطريرك ثيوفلوس الثالث للروم الأرثوذكس في المدينة المقدسة وسائر فلسطين والأردن حيث جرى استقباله حسب الستاتيكو المتبع من قبل المسؤولين الفلسطينيين.
وسار البطريرك ثيوفلوس الثالث برفقة مستقبليه على وقع أجراس كنيسة المهد، وصولا إلى باب الكنيسة وجرى توديعه هناك، ومن ثم دخل الكنيسة وأقام صلاة خاصة استعدادا لقداس منتصف الليل.
ومن المقرر أن يصل لاحقا موكب مطران الأحباش، على أن يقام قداس منتصف الليل بحضور رجال الدين وقناصل وسفراء لدى السلطة الفلسطينية، وأعضاء من القيادة الفلسطينية.
وانتشر منذ ساعات الصباح على مداخل ساحة المهد ومفترقات الطرق والشوارع الرئيسية في بيت لحم العشرات من أفراد الأجهزة الأمنية الفلسطينية لتأمين وصول الشخصيات الدينية، فيما قامت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بنشر متطوعين تحسبا لأي طارئ.
وسبق أن زار أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون سائح الأراضي الفلسطينية في العام 2019، غالبيتهم إلى بيت لحم، قبل أن يتم إغلاق المدينة؛ إثر اكتشاف أولى الإصابات بفيروس كورونا في مارس 2020، بحسب إحصائيات رسمية.
وفي مثل هذه الفترة من العام كانت نسبة إشغال الفنادق في بيت لحم تصل إلى نحو 90%، بحسب ما أفادت جمعية الفنادق في المدينة، فيما بلغ حجم الخسائر في القطاع السياحي حتى نهاية العام 2021 نحو 1.5 مليار دولار.
وفي الصدد تقول وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية رولا معايعة إن الواقع السياحي الفلسطيني يسير نحو الأفضل وهو ما ظهر جليا نهاية العام الماضي وبداية العام الجاري حيث وصل خلال عيد الميلاد حسب التقويم الغربي 100 ألف سائح وزائر.
وأعربت رولا معايعة في بيان صحفي بالمناسبة عن تفاؤلها بأن يكون العام الجاري أفضل، وأن يصل عدد السياح والزوار لفلسطين إلى أكثر مما كان قبل فترة أزمة فيروس كورونا، مشيرة إلى أن وزارتها تقوم بنشاطات ترويجية حول العالم للسياحة في فلسطين.
وتعتبر مدينة بيت لحم وجهة لمسيحيي العالم لأنها تضم كنيسة المهد التاريخية التي بنيت على يد قسطنطين الأكبر العام 330 م فوق كهف أو مغارة ولد فيها السيد المسيح.








