قضاء عيد ربيع دافئ في شتاء بارد وقاسٍ
بكين 13 يناير 2023 (شينخوانت) كان شتاء عام 2022 شديد البرودة، لكن درجات الحرارة المنخفضة لا يمكنها وقف حماس الناس للاحتفال بعيد الربيع في السنة الجديدة. ومع تزايد انفتاح الصين، يختار المزيد من الأجانب الدراسة والعمل في الصين، وأصبح قضاء عيد الربيع أمرا لا ينفصل عن حياتهم.
وجاء أليرس ويرنر البالغ من العمر36 عاما من جنوب أفريقيا الجميلة ومنذ عام 2016، يعمل مدرس كيمياء في مدرسة لوخه الدولية ببكين في منطقة تونغتشو التي تعد المركز الفرعي لبكين، وحظي أسلوب تدريسه اللطيف باستحسان من طلابه. وعاش وعمل أليرس ويرنر في بكين لمدة 7 سنوات ويقضي السنة الصينية الجديدة هنا كل عام. وخلال عطلة عيد الربيع في هذه السنوات، كان يتزلج في شمال شرق الصين ويغطس في مياه سانيا الدافئة، وقد تركت له المناظر الطبيعية العظيمة في الصين ذكريات جميلة. وفي عيد الربيع المقبل، يختار هو وزوجته الإقامة في بكين للاحتفال بعيد الربيع لعام الأرنب الصيني. وقال لمراسل وكالة أنباء شينخوا إنه في عشية العيد، سيجهز الكثير من الأطعمة اللذيذة، ويدعو أصدقاءه الصينيين إلى منزله لإعداد الفطائر المحشوة الصينية المعروفة بـ"الجياوزي"، ومشاهدة حفل عيد الربيع، وانتظار لحظة حلول رأس السنة الجديدة.
وخلال فترة بقائه في الصين، شهد أليرس ويرنر تطورات الصين وتغيراتها. وهو راضٍ جدا عن حياته الحالية. وأخبر المراسل أن منطقة تونغتشو مكان جميل، والناس هنا مهذبون وودودون، والمواصلات سهلة، وتوجد فيها أيضا أطعمة لذيذة متنوعة، فمن المريح جدا العيش في هذا المركز الفرعي للعاصمة .
وبالنسبة لأولئك الأجانب الذين عاشوا في الصين لفترة طويلة، أصبح لديهم فهم جيد للثقافة الصينية. وكلما يقترب عيد الربيع، يشعر العديد من الأجانب دائما بالوحدة، لأنهم يجدون أن الكثير من الصينيين حولهم قد عادوا إلى مسقط رأسهم. إن الشاب الفرنسي لويس أنتونيو صاحب مطعم فرنسي في بكين. وقد عاش في بكين أكثر من 10 سنوات. وفي كل ليلة رأس سنة جديدة، يدعو العمال الذين لا يستطيعون العودة إلى مسقط رأسهم بسبب العمل للحضور إلى مطعمه لتناول عشاء ليلة رأس السنة الجديدة. وقال للمراسل إنه من أجل الاحتفال بعيد الربيع لعام الأرنب، سيطبخ لحم أرنب حارا على الطريقة الفرنسية في عشاء ليلة رأس السنة. وخلال عيد الربيع، يتطلع الكثير من الناس بالفعل إلى تناول عشاء لم الشمل مع عائلاتهم، ولكن ليس باستطاعة جميع الأشخاص تحقيق هذا الحلم. وبسبب وجود مثل هذا الشاب الفرنسي، يمكن للذين لا يتمكنون من العودة إلى ديارهم الشعور بدفء عيد الربيع في الشتاء البارد.
وجاء شانكار كويرالا، البالغ من العمر 29 عاما، من نيبال، وقد عاش وعمل في شانغهاي ثلاث سنوات حتى الآن. ويصادف هذا العام أول عام يقضي فيه عيد الربيع بشانغهاي، ويأمل في أن يكون عيد الربيع هذا أكثر جدوى. وقال للمراسل إنه منذ تفشي الجائحة، شهد الإجراءات الفعالة التي اتخذتها الحكومة الصينية لمكافحة الجائحة، كما تأثر كثيرا بجهود المتطوعين في الأحياء السكنية الذين يعملون بجد كل يوم. ولذلك قرر أن يصبح متطوعا في الحي السكني الذي يقيم فيه خلال عطلة عيد الربيع المقبل. وقال إنه سيرسل هدايا عيد الربيع إلى كبار السن الذين يعيشون بمفردهم وذوي الاحتياجات الخاصة الذين يواجهون صعوبات في الحياة، وأضاف أن الأعمال التطوعية تساعده على فهم حياة الصينيين العاديين بشكل أفضل، كما تجعله يشعر بالحب بين أبناء الشعب الصيني، وهذا جزء من الثقافة الصينية التقليدية. وفي المستقبل، سيواصل نشر الصداقة في مدينة شانغهاي التي تعد مسقط رأسه الثاني.








