مقالة خاصة: ما فعلته الصين بشكل صحيح للحفاظ على نمو معتدل في مؤشر أسعار المستهلكين

مقالة خاصة: ما فعلته الصين بشكل صحيح للحفاظ على نمو معتدل في مؤشر أسعار المستهلكين

2023-01-18 11:00:16|xhnews

بكين 18 يناير 2023 (شينخوا) نجحت الصين في تجنب صدمة التضخم التي عانت منها معظم الاقتصادات الغربية العام الماضي، على الرغم من التحديات المتعددة التي واجهتها مثل ازدياد الضغوط التضخمية المستوردة وعودة ظهور حالات كوفيد-19 المحلية.

أظهرت بيانات صادرة عن الهيئة الوطنية للإحصاء أن مؤشر أسعار المستهلكين في الصين، وهو مقياس رئيسي للتضخم، ارتفع بنسبة 2 في المائة في عام 2022 مقارنة بعام 2021، وذلك أقل بكثير من الهدف الرسمي البالغ حوالي 3 في المائة، بينما ارتفع مؤشر أسعار المنتجين في الصين بنسبة 4.1 في المائة في عام 2022.

وبالمقارنة مع الأرقام المسجلة في الدول الأخرى، فإن ارتفاع المؤشر في الصين ليس سوى جزء صغير من تلك التي تم الإبلاغ عنها في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو وبريطانيا، وكذلك أقل بكثير من تلك التي شوهدت في الاقتصادات الناشئة الأخرى مثل الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا.

بدوره، قال وان جين سونغ، مسؤول في اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح: "إن أسعار المستهلكين المحلية المستقرة تتناقض بشكل صارخ مع الارتفاع العالمي".

يؤكد التضخم المعتدل دور الصين كعامل استقرار للأسعار العالمية، ويمهد الطريق أمام الحكومة لتنفيذ تدابير تحفيزية لإنعاش الاقتصاد.

 

- تحقيق الاستقرار في أسعار المواد الغذائية

يعد سوق الغذاء المستقر أمرا حاسما لضمان استقرار الأسعار بشكل عام، حيث شكلت أسعار المواد الغذائية ما يقرب من ثلث مؤشر أسعار المستهلكين في الصين في العام المنصرم.

ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 2.8 في المائة على أساس سنوي في الصين في العام الماضي، وهو أقل بكثير من الزيادة البالغة 10 في المائة التي شوهدت في الاقتصادات الكبرى مثل الولايات المتحدة وأوروبا.

لم يكن من الممكن تحقيق ذلك في الصين بدون تدابير تنظيم الاقتصاد الكلي التي اتخذتها الحكومة، ومن الأمثلة على ذلك سعر لحم الخنزير، وهو اللحم الأساسي في الصين.

ومن جانبه، قال وان إنه عندما انخفضت أسعار لحم الخنزير في النصف الأول من عام 2022، اشترت الحكومة المركزية لحم الخنزير لزيادة احتياطياتها المركزية 13 مرة متتالية، وطلبت من الحكومات المحلية زيادة المشتريات في محاولة لدعم أسعار لحم الخنزير وتعزيز ثقة مربي الخنازير. وعندما كانت إمدادات لحم الخنزير شحيحة خلال النصف الثاني من نفس العام، أطلقت الحكومة المركزية سبع دفعات من لحم الخنزير المجمد من الاحتياطيات المركزية وسط ارتفاع الأسعار، وحثت الحكومات المحلية على زيادة الإمدادات.

وأضاف وان أن "قدرة إنتاج الخنازير في الصين تقع بشكل عام ضمن نطاق معقول، ومن المرجح أن نشهد تقلبات أقل في الأسعار هذا العام".

من جانبه، قال نيو يوي بين، مسؤول في الهيئة الوطنية للتنمية والإصلاح، إن سعر الحبوب مثال بارز آخر. ففي عام 2022، ارتفعت الأسعار العالمية الشهرية للقمح والذرة بنسبة 74 في المائة و 36 في المائة على التوالي على أساس سنوي، بينما انخفض سعر التجزئة للأرز بنسبة 1 في المائة في 36 مدينة صينية رئيسية في نفس العام، وارتفع سعر الطحين بنسبة 3 في المائة فقط.

 

- ضمان إمدادات الطاقة

ظلت الصين محمية إلى حد كبير من تأثير أزمة الطاقة العالمية، بسبب تدابيرها لضمان الإمدادات الكافية.

قررت الصين خفض الرسوم الجمركية على استيراد الفحم إلى الصفر في الفترة من 1 مايو عام 2022 إلى 31 مارس عام 2023. كما زادت البلاد أيضا من قدرة إنتاج الفحم عالي الجودة بطريقة منظمة، وسرعت وتيرة بناء قواعد كبيرة لطاقة الرياح والطاقة الكهروضوئية، وزادت من التنقيب عن موارد النفط والغاز وتطويرها.

ومن أجل تحقيق الاستقرار في توقعات السوق، استجابت السلطات الصينية بشكل فعال للتغيرات غير الطبيعية في أسعار الطاقة، وكبحت جماح المضاربات الخبيثة، كما اتخذت إجراءات صارمة ضد تلفيق ونشر المعلومات المزيفة حول الزيادات في الأسعار.

أنشأت الصين نظاما لرصد أسعار الفحم والتحقيق في التكلفة، وأطلقت تقييمات ومراجعات الامتثال فيما يتعلق بمزودي مؤشرات أسعار الفحم.

قفزت أسعار الطاقة في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو بنحو 27 في المائة و 38 في المائة على التوالي في الأشهر الـ11 الأولى من عام 2022 مقارنة بالعام السابق، بينما سجلت أسعار الوقود في الصين زيادة معتدلة بنسبة 3 في المائة.

 

- تقديم الإعانات

أنشأت الصين آلية لدعم الأسعار لتقديم المساعدة المالية للمجتمعات الضعيفة في حالة ارتفاع الأسعار.

وعدلت الصين هذه الآلية في عام 2022، وقامت بتوسيع نطاق المستفيدين من السياسة وخفضت عتبة بدء التشغيل من سبتمبر 2022 إلى مارس 2023.

هذا وأظهرت بيانات صادرة عن الهيئة الوطنية للتنمية والإصلاح، أنه تم تقديم حوالي 6.5 مليار يوان (حوالي 968 مليون دولار أمريكي) من دعم الأسعار إلى 200 مليون شخص معوز العام الماضي.

كما قدمت السلطات الصينية ما مجموعه حوالي 37.5 مليار يوان من دعم الأسعار إلى 730 مليون شخص في محنة منذ عام 2020، من أجل المساعدة في التخفيف من تأثير ارتفاع الأسعار.

عندما يتعلق الأمر باتجاهات الأسعار هذا العام، يتفق المحللون على أن الصين لديها الثقة والقدرة على الحفاظ على استقرار الأسعار الإجمالية، مستشهدين بالمحاصيل الوفيرة المتتالية والقدرة المعقولة على إنتاج لحوم الخنازير وإمدادات الطاقة الكافية.

ومع اقتراب عطلة عيد الربيع، حثت السلطات الصينية على اتخاذ خطوات أقوى لضمان الإمداد واستقرار أسعار الضروريات والسلع الطبية والطاقة، من أجل تلبية حاجة الناس إلى الغذاء والرعاية الطبية والتدفئة الشتوية. 

الصور