مقالة خاصة: كيف تتناغم الآفاق الاقتصادية الوردية للصين مع العالم؟

مقالة خاصة: كيف تتناغم الآفاق الاقتصادية الوردية للصين مع العالم؟

2023-03-16 11:07:00|xhnews

بكين 16 مارس 2023 (شينخوا) انصب الكثير من اهتمام العالم على الانتعاش الاقتصادي السريع للصين منذ نهاية العام الماضي، وازدادت الأضواء المسلطة على هذا الأمر إشراقا مع انعقاد "الدورتين السنويتين" للبلاد لتوجيه تنميتها للسنوات المقبلة.

حددت الصين خلال الاجتماعات الوطنية السنوية هدف نموها الاقتصادي عند حوالي 5 في المائة في عام 2023 لضمان تحقيق تنمية مطردة وعالية الجودة، وهو ما تصدر العناوين الرئيسية في أصقاع العالم.

بعد جمع قائمة من الأسئلة من صحفيين بوسائل إعلام في دول أخرى حول الآفاق الاقتصادية للصين، دعت وكالة أنباء ((شينخوا)) خبراء وباحثين لتبادل وجهات نظرهم حول الزخم الاقتصادي للبلاد وتأثيره على العالم.

وأعرب المراقبون عن ثقتهم في آفاق الاقتصاد الصيني، قائلين إن الانتعاش الاقتصادي السريع للبلاد سيكون بمثابة محرك نمو قوي للعالم.

-- النمو الواعد للصين

أكد الخبراء أن "الدورتين السنويتين" في الصين طمأنتا المستثمرين والشركات بأن ثاني أكبر اقتصاد في العالم يتعافى من جائحة كوفيد-19.

وبالإضافة إلى هدف النمو لعام 2023، تشمل الأهداف الأخرى التي حددتها الصين توفير حوالي 12 مليون وظيفة جديدة في الحضر وزيادة في أسعار المستهلك تصل إلى حوالي 3 في المائة.

ومن جانبه، ذكر الخبير الاقتصادي يوي مياو جي، وهو رئيس جامعة لياونينغ ومشرع وطني، أن الصين لديها القدرة على تحقيق هدف النمو الذي حددته.

في الواقع، هناك علامات متزايدة تشير إلى عودة الاقتصاد الصيني إلى الازدهار مجددا، وقد تجلى ذلك في الشوارع المزدحمة والمصانع الطنانة.

"فمنذ عيد الربيع، لاحظنا انتعاشا قويا في الاستهلاك بالصين"، هكذا قال دينغ يي فان، وهو خبير اقتصادي وزميل أقدم في معهد تايخه، وهو مركز فكري.

والدليل على تحسن ثقة المستهلك، ارتفعت عائدات السياحة بنسبة 30 في المائة على أساس سنوي، كما سجلت دور السينما في جميع أنحاء البلاد ثاني أعلى رقم مسجل لشباك التذاكر خلال عطلة عيد الربيع التي استمرت أسبوعا في يناير.

لقد جذب الانتعاش السريع للاقتصاد الصيني بالفعل الاهتمام العالمي. ورفع صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو الاقتصادي الصيني في عام 2023 إلى 5.2 في المائة. كما قام مورجان ستانلي وجولدمان ساكس وبنوك استثمارية أخرى بتعديل توقعاتهم صعودا.

وصرح خه وي ون، الزميل الأقدم بمركز الصين والعولمة لوكالة أنباء ((شينخوا)) قائلا إنه "علينا أن نضع في اعتبارنا أن الشيء المهم ليس النسبة، إما 5 أو 6 في المائة".

"الشيء المهم يكمن في أن علينا إعادة الاقتصاد العام إلى الاتجاه لمعالجة المشكلات الكامنة في الاقتصاد وخاصة فيما يتعلق بالأعمال الصغيرة، والأعمال متناهية الصغرة، والوظائف والتوظيف، والربح الصناعي"، وفقا لما ذكره خه.

-- المساهمة في الاقتصاد العالمي

مع تحديد هدف نمو متواضع والتخطيط لاتخاذ إجراءات قوية، أصبحت الآفاق الوردية للاقتصاد الصيني ملحوظة في مختلف أنحاء العالم.

فقد قال ستيفن بارنيت، الممثل المقيم البارز لصندوق النقد الدولي في الصين، إن الصين ستظل واحدة من الدول الرئيسية التي تشهد أقوى نمو هذا العام، وستبلغ مساهمتها في النمو الاقتصادي العالمي 30 في المائة.

وترى الصين أن أداء البلاد لن يكون جيدا إلا عندما يكون أداء العالم جيدا، والعكس صحيح. على مر السنين، عززت البلاد التنمية المشتركة من خلال الربط البيني للبنية التحتية في العقد الماضي من خلال دفع مبادرة الحزام والطريق.

فقد اجتذبت مبادرة الحزام الطريق أكثر من ثلاثة أرباع دول العالم و32 منظمة دولية. وعلى مدى العقد الماضي، جذبت المبادرة استثمارات تقدر بنحو تريليون دولار أمريكي، وأسست أكثر من 3000 مشروع تعاون، ووفرت 420 ألف فرصة عمل محلية، وساعدت في انتشال ما يقرب من 40 مليون شخص من الفقر.

وفي هذا الصدد، ذكر تشارلز أونونايجو، مدير مركز الدراسات المتعلقة بالصين ومقره نيجيريا، أن "الدول الأفريقية، بما فيها نيجيريا، استفادت كثيرا من التعاون القائم على الكسب المشترك مع الصين... وإن مشاريع البنية التحتية التي تغطي الطرق والسكك الحديدية والموانئ والمطارات التي بنتها مؤسسات صينية عززت الترابط داخل القارة الأفريقية ودفعت عملية التكامل".

وأشار أونونايجو أن الدول الأفريقية تأمل في التزام الحكومة الصينية بمواصلة الانفتاح والتعاون عالي الجودة في إطار مبادرة الحزام والطريق لأنه يعني المزيد من فرص التعاون بين الصين وأفريقيا.

وقال دينغ لـ((شينخوا)) "عندما نتحدث عن مبادرة الحزام والطريق، لا يوجد حد جغرافي"، مضيفا "فالآن أصبح البناء عالميا حقا".

ولفت الخبير بمعهد تايخه إلى أنه "من خلال تعاون في إطار الحزام والطريق، يمكننا مساعدة الدول المشاركة على تحسين بنيتها التحتية".

وذكر دينغ أن "مبادرة الحزام والطريق تهدف إلى ربط البلدان المشاركة بالسوق العالمية بأكملها. وبمجرد أن يصبح السوق العالمي مرتبطا ببعضه البعض، ستتحسن الكفاءة بشكل كبير، وسيكتسب النمو الاقتصادي زخما أكبر". 

الصور