مقالة خاصة: بعد 20 عاما من الغزو.. أكاذيب أمريكا الشنيعة كلفت العراق ثمنا باهظا وغضب العراقيين ما زال مشتعلا

مقالة خاصة: بعد 20 عاما من الغزو.. أكاذيب أمريكا الشنيعة كلفت العراق ثمنا باهظا وغضب العراقيين ما زال مشتعلا

2023-03-29 14:11:30|xhnews

بكين 29 مارس 2023 (شينخوا) رغم مرور 20 عاما، فإن المشهد الذي ما يزال ماثلا في ذاكرة العالم وخاصة العراقيين حتى اليوم، ذاك الذي زعم فيه كولن باول وزير الخارجية الأمريكي آنذاك في 5 فبراير من عام 2003 في جلسة لمجلس الأمن الدولي امتلاك العراق لسلاح كيميائي حاملا في يده أنبوب اختبار مملوء بمسحوق أبيض.

وفي 20 مارس 2003 بدأت الولايات المتحدة عملية عسكرية خاصة في العراق دون موافقة من الأمم المتحدة. ومنذ ذلك الوقت، تغيرت الصورة تماما في العراق نتيجة الحرب الدامية التي استمرت حوالي 8 سنوات، مما أودى بحياة مئات الآلاف وتسبب في تشريد الملايين الآخرين من العراقيين.

وكتب الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي قام برمي حذائه على الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش خلال مؤتمر صحفي في بغداد في ديسمبر 2008 احتجاجا على غزو أمريكا للعراق، على حسابه على موقع التدوين المصغر ((تويتر)) "حزنت على وفاة كولن باول من دون أن يحاكم على جرائمه في العراق، لكنني على يقين من أن محكمة الله ستنتظره"، حسبما نقلت شبكة ((الجزيرة نت)) في مقالة منشورة في عام 2021.

ورأى الزيدي أن باول لم يقر بالخطأ الذي ارتكبه أمام مجلس الأمن الدولي، بل رآه مجرد حديث "غير دقيق" و"مؤلم" و"نقطة سوداء" في تاريخه المهني.

بالنسبة للولايات المتحدة، قضية أسلحة الدمار الشامل كانت ثانوية مقارنة برغبتها في الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين. ونقلت شبكة ((بي بي سي)) العربية عن لويس رويدا رئيس مجموعة عمليات العراق في وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" قوله في مقالة منشورة في 14 مارس الجاري "كنا سنغزو العراق، حتى ولو كان ما بحوزة صدام حسين هو مجرد رباط مطاطي ومشبك ورق.. كنا سنقول إنه سيستخدم هذه الأشياء لفقأ عينك".

ويستذكر وزير الخارجية الباكستاني السابق خورشيد محمود قاصوري، في تصريحات لوكالة أنباء ((سبوتنيك))، تجربته كممثل لباكستان في تلك الجلسة لمناقشة امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل، مشددا على أن واشنطن تبنت سياسة الإجراءات الأحادية لغزو العراق وهو الأمر الذي عاد عليها بالضرر.

وحول مواقف الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، أفاد قاصوري أنه كان من الواضح للإدارة الأمريكية آنذاك أنها لم تتمكن من نيل دعم المجلس في الملف العراقي، أما فيما يخص تداعيات سياسة الإجراءات الأحادية التي مارستها الولايات المتحدة مع تجاوز مجلس الأمن الدولي في الملف العراقي، أفاد الدبلوماسي السابق أنه "كان هناك رد فعل هائل، وأعتقد أن سمعة أمريكا عانت بشدة من ذلك؛ في البداية كانت هناك أفغانستان، ثم كان هناك العراق، وقد أحدث ذلك في الواقع تأثيرًا سلبيًا للغاية على الولايات المتحدة".

وفي الذكرى الـ20 لغزو أمريكا للعراق، أعرب الكثير من رواد الانترنت عن غضبهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وقال "Lawyer.. Zaid Al-Tikriti" على حسابه بموقع ((تويتر)) إن "الحجج والادعاءات التي تذرعت بها أمريكا بخصوص أسلحة الدمار الشامل، لم تكن إلا غطاء لاحتلال العراق وتدمير بنيته التحتية والخارجية، إضافة لإحلال الخراب والدمار في كامل العراق".

وأشارت "Hanan Abdullatif" في تغريدة لها إلى أن "الجريمة الأبشع في العصر الحديث هي جريمة غزو أمريكا ودول التحالف العراق واحتلاله بذريعة أسلحة الدمار الشامل والتي لا زالت تداعياتها قائمة من جرائم وانتهاكات ترتكب بحق الشعب العراقي دون معاقبة الجناة الحقيقيين".

ونشر مرتضى الميساني سلسلة من الصور التي تظهر جنودا أمريكيين وهم ينقلون ويدمرون الآثار الثقافية العراقية، وكتب "الذكرى العشرين لاحتلال أمريكا للعراق بحجة وجود أسلحة الدمار الشامل وخطورتها على البشرية وهذه بعض الصور لأسلحة الدمار التي أخذتها أمريكا من العراق كي تنقذ البشرية،" حيث شكلت الكلمات والصور مفارقة ساخرة وتباينا مريرا.

لقد أثبتت تجربة العراقيين أن هذه الكذبة الأمريكية كلفت العراق ثمنا باهظا لا يزال يدفعه حتى اليوم. فغزو العراق أدى إلى سلب مئات الآلاف من الأبرياء أرواحهم وهدم حاضرهم ومستقبلهم، وهذا ما تكرر في سوريا واليمن وليبيا.

ولقد أدت أفعال الولايات المتحدة إلى تضرر سمعتها بشكل كبير في مختلف أنحاء الشرق الأوسط. فقد نشر مركز الدراسات العربية في الدوحة بقطر في شهر يناير من هذا العام "مؤشر الرأي العربي لعام 2022" والذي أشار إلى أن 78 بالمائة من العرب يعتقدون أن الولايات المتحدة "تشكل تهديدا مزعزعا للاستقرار في المنطقة".

وقال رزاق حميد، 30 عاما، صاحب محل في العراق، إن "الحرب هي كذبة قائمة على اعتقادهم بوجود أسلحة دمار شامل، لكن الحرب ليس بسبب أسلحة الدمار، بل لغزو العراق"، مضيفا "لم يأتوا بالديمقراطية أبدا.. لقد قتلوا أناسا أبرياء، وهم من حارب الديمقراطية وجلبوا لنا الحرب والدمار".

خلال الفترة ما بين عامي 2003 و2021، لقي نحو 209 آلاف مدني عراقي مصرعهم في الحروب والصراعات العنيفة، وأصبح نحو 9.2 مليون عراقي لاجئين أو أجبروا على ترك وطنهم، وفقا لقاعدة بيانات ((ستاتيستا))، وهي قاعدة بيانات إحصائية عالمية. ويعتقد الكثير أن الكارثة بدأت من أنبوب الاختبار المملوء بالمسحوق الأبيض.

ومع اعتراف العديد من المسؤولين الأمريكيين بأن العراق لم يمتلك لا أسلحة كيماوية ولا أسلحة دمار شامل، تساءل أحد رواد الانترنت على تويتر، "وماذا ينفع الندم؟ ... والحرب كانت عبثية وسقط مئات الآلاف قتلى بلا سبب..." 

الصور