شي جين بينغ يؤكد على أهمية إطلاق حملة التشجير والتخضير لكتابة فصل جديد في بناء صين جميلة أثناء مشاركته في نشاط تطوعي لزراعة الأشجار في بكين
بكين 5 أبريل 2023 (شينخوا) أكد شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وهو أيضا الرئيس الصيني ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، أثناء مشاركته في النشاط التطوعي لزراعة الأشجار صباح يوم 4 أبريل الجاري في بكين، أن الربيع يأتي مبكرا إذا اجتهدنا في غرس الأشجار في وقتها. ففي هذا الوقت من كل عام، تشهد بلادنا حملات متتالية للتشجير والتخضير من جنوبها إلى شمالها على التوالي. ونشارك اليوم في غرس الأشجار لحث الجميع على القيام بالتشجير لتعم بقاع خضراء أرض الوطن الأم الشاسعة، وكذلك لزرع بذور خضراء في قلوب الجموع الغفيرة من الجماهير، حتى نستقبل ربيعا مفعما بالأمل ونبني صينا جميلة سويا.
كانت زخات المطر الربيعية متقطعة الهطول في ضواحي العاصمة، حيث رائحة الربيع تملأ كل الأرجاء. وفي الساعة 10:30 صباحا تقريبا، جاء شي جين بينغ، ولي تشيانغ، وتشاو له جي، ووانغ هو نينغ، وتساي تشي، ودينغ شيويه شيانغ، ولي شي، وهان تشنغ وغيرهم من قادة الحزب والدولة بالسيارة تحت زخات المطر إلى موقع زراعة الأشجار في حديقة دونغبا المركزية بحي تشاويانغ في بكين، وشاركوا في زراعة الأشجار التطوعية مع جماهير العاصمة.
يقع موقع زراعة الأشجار في حديقة دونغبا المركزية عند تقاطع نهر بيشياوخه ونهر باخه، حيث تبلغ مساحته حوالي 300 مو (يساوي 20 هكتارا ـــ المحرر). وكانت هذه الأرض في الأصل تابعة لمقر قرية دونغفونغ لبلدة دونغبا، وبعد إعادة التوطين والإخلاء من سكانها وإصلاح وتحسين البيئة، يجري حاليا إعادة التخطيط لها لبناء حيز بيئي متميز بالتنوع البيولوجي. وشوهدت داخل حديقة دونغبا المركزية، جموع متطوعة من الكوادر والجماهير والطلائع الصغار من العاصمة يعملون على قدم وساق في غرس شتلات الأشجار.
وعند رؤية الأمين العام قادما، استقبله الجميع وقدموا له تحياتهم واحدا تلو الآخر. وكان شي جين بينغ يرتدي معطفا واقيا من المطر ويمسك في يده مجرفة، ماشيا إلى موقع زراعة الأشجار، وانضم، برفقة الرفاق المسؤولين من حكومة بلدية بكين ومصلحة الدولة للغابات والأراضي العشبية، إلى صفوف الجمهور الذين يزرعون الأشجار.
من الحفر بالمجرفة، وتجهيز التربة بضغطها وإقامة قاع دائري حول الشجرة حتى سكب الماء فيه ... قام شي بزراعة شتلات أنواع مختلفة من الأشجار مثل الصنوبر الأحمر الصيني، وتفاح السلطعون، والصفيراء الصينية، والبرسيمون، والقرانيا البيضاء وغيرها، واحدة تلوى الأخرى، وكان المشهد مفعما بالنشاط والحماسة، وكان شي منشغلا بعمله ويحاول في الوقت نفسه إرشاد الأطفال إلى كيفية غرس الأشجار، ويتبادل أطراف الحديث معهم حول دراستهم ومعيشتهم، ويسألهم عن أحوالهم الشخصية مثل كم أعمار والديهم، وما إذا كان هناك منهج دراسي في علم الأحياء في المدرسة الابتدائية، ومدى معرفتهم بالنباتات، وحجم واجباتهم المنزلية، وما إذا كانت هناك دروس خصوصية كثيرة خارج المنهج الدراسي، ويشجعهم على حب العمل الجاد منذ طفولتهم، لتلقي تربية شاملة لهم أخلاقيا وعقليا وبدنيا وذوقيا وعمليا. وأكد شي على أن تربية الأطفال مثل غرس الأشجار، يجب نصبها مستقيمة في بداية غرسها، وإلا فإنها ستنمو معوجةً.
وبعد زراعة الأشجار، تجمع الطلاب من المدارس الابتدائية والمتوسطة والكوادر الحاضرون حول شي جين بينغ. وقال شي لهم إن الصين تتصدر العالم من حيث حجم التشجير الاصطناعي، ولا تزال مساحة الزراعة في الصين تتوسع. إن الصين وأبناء شعبها قد قدموا إسهامات لا تمحى في عملية اخضرار الأرض والتعامل مع تغير المناخ العالمي، إذ إن الغابات ليست فقط خزانا للمياه وبنكا للأموال ومستودعا للحبوب، ولكنها أيضًا مصرف للكربون. إن التشجير أمر له أهمية كبيرة وقضية سامية تأتي بثمارها في صالح العصر الحاضر وستفيد الأجيال القادمة ويجب أن تستمر دون انقطاع.
وتذكر شي مشاركته في أنشطة التشجير، قائلا إن هذه هي المرة الـ11 التي يشارك فيها في نشاط زراعة الأشجار منذ توليه منصب الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وهي أيضا المرة الـ16 منذ بدء عمله في اللجنة المركزية، بالإضافة إلى مشاركته في أنشطة غرس الأشجار عندما عمل في مقاطعتي فوجيان وتشجيانغ ومدينة شانغهاي. وقال لطلاب المدارس الابتدائية والمتوسطة الحاضرين إنه عندما تصبحون آباء وأمهات، عليكم أن تدعوا أطفالكم وأحفادكم إلى مواصلة زراعة الأشجار جيلا بعد جيل، وهذه هي الطريقة التي يتم بها بناء صين جميلة.
وقال شي إنه نشأ وترعرع في بكين، ويرتبط الكثير من حنينه إلى مسقط رأسه بالأشجار. فكان هناك العديد من الأشجار المتنوعة تنمو في الدور الرباعية في بكين القديمة مثل أشجار الصفيراء جابونيكا، والبرسيمون، وتفاح السلطعون، والرمان، والعناب وغيرها، وأكثرها نسبيا أشجار الصفصاف لأن البيئة في بكين مناسبة لنموها. ولكن علينا في الوقت نفسه الاهتمام بتخصيص نسبة مناسبة من أنواع الأشجار المختلفة بما يتماشى مع السلاسل البيولوجية والإيكولوجية على نحو أفضل. بالإضافة إلى ذلك، يتعين علينا تعزيز التلوين المستند إلى التشجير عن طريق زراعة المزيد من أنواع الأشجار الملونة، سعيا لبناء المدينة لتصبح مدينة من الغابات في كل أرجائها وعلى نحو أجمل.
وأكد شي أن التنمية الخضراء هي في إطار استراتيجية التنمية الرئيسية في البلاد في الوقت الحاضر والمستقبل المنظور. إن حملات زراعة الأشجار التطوعية على مستوى البلاد هي ممارسة حيوية لتعزيز التشجير وبناء صين جميلة. ويجب على جميع المناطق والدوائر إطلاق حملات تطوعية لزراعة الأشجار بناء على ظروفها المحلية. كما من الضروري ابتكار أساليب تنظيمية وإثراء أشكال الوفاء بالمسؤولية وتهيئة الظروف الملائمة للجماهير الغفيرة للمشاركة في هذه الحملات لتحقيق "الوفاء بالمسؤولية على مدار العام وبطرق مختلفة وبشكل ملائم". دعونا نتخذ إجراءات فاعلة ونبذل مزيدا من الجهود انطلاقا من غرس الأشجار لتنمية موارد المياه النقية والجبال الخضراء التي تعتبر جبالا من ذهب وجبالا من فضة والتي يمتلكها جميع أبناء الشعب من أجل كتابة فصل جديد في بناء صين جميلة.
وشارك في نشاط زراعة الأشجار، أعضاء المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وأعضاء أمانة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وأعضاء مجلس الدولة وغيرهم، ممن يتواجدون في بكين.
