مقالة خاصة: قصص من المحطة الأولى للبعثات الطبية الصينية في الخارج

مقالة خاصة: قصص من المحطة الأولى للبعثات الطبية الصينية في الخارج

2023-04-10 23:17:30|xhnews

الجزائر 10 أبريل 2023 (شينخوا) من أعماق الشمال الغربي الجزائري، رسمت ولاية سعيدة الواقعة على بعد 460 كيلومترا عن الجزائر العاصمة، والتي يقطنها 200 ألف نسمة، صورة أخرى من صور تضامن وتلاحم الشعوب الصديقة عندما استقبلت في أبريل من العام 1963 أول بعثة طبية صينية لتبدأ قصة حب استمرت 60 عاما.

ومن بين أعضاء البعثة الصينية الأولى الطبيب شيويه جين، الذي عمل في مدينة سعيدة لثلاث سنوات في تلك الفترة، وهو يتذكر جيدا أنه لم يكن في الولاية الجزائرية إلا طبيبا واحدا وممرضة مع قلة المعدات والمستلزمات الطبية عند قدوم البعثة الصينية.

ويقول شيويه جين، الذي يبلغ من العمر حاليا (86 عاما)، إنه في إحدى الأمسيات بالعام 1966، سارع فنان موسيقي إلى مستشفى سعيدة مع ابنته الصغيرة وقد أصيبت بجرح في فكها، مشيرا إلى أنه سرعان ما قام بتقطيب الجرح بعناية فائقة، ومع مرور الوقت كان قد نسي الأمر.

وبعد ستة أشهر، عاد الفنان مع ابنته إلى المستشفى للتعبير عن شكره بعدما تعافت الطفلة بشكل جيد دون أي ندوب للجرح، ونظير ذلك قام هذا الفنان بأداء أغنية في قاعة المستشفى، بحسب شيويه جين.

وعبر الطبيب شيويه جين عن سعادته بالأغنية في ذلك الوقت، قائلا "لقد كانت أجمل أغنية سمعتها في الجزائر".

بدوره، التحق الطبيب تو دا تشون، بالبعثة الطبية الصينية في سعيدة عام 2013، وبسبب نقص الأطباء اضطر للعمل 14 ساعة في اليوم من الساعة 8:00 صباحا حتى 10:00 مساء كل يوم على مدى ثلاثة أشهر متواصلة، وبالإضافة إلي ذلك، عمل في قسم الاستعجالات الليلية كل ثلاثة أيام.

ويقول تو "إنه جراء العمل المتواصل كان يتصبب عرقا إلى درجة تحول ثوب الجراحة الأزرق في كل مرة إلى اللون الرمادي".

من جهتها، قالت الطبيبة تشنغ لي، التي تعمل في سعيدة ضمن الفريق الطبي الصيني "إنني مسرورة جدا رغم أنني أقوم بأكثر من عشر عمليات جراحية في اليوم في مستشفى الولاية"، حيث يعترف لها الجميع بمهارتها كطبيبة للتوليد وأمراض النساء.

ووفق ما كشفته مسؤولة البعثة الطبية الصينية في سعيدة الطبيبة لي لي رونج، فإن 90 بالمائة من عمليات التوليد في ولاية سعيدة يجريها حاليا الأطباء الصينيون، الذين يلقون إقبالا كبيرا حتى من سكان ولايات مجاورة.

وصرح مدير قسم أمراض النساء والولادة في مستشفى التوليد وأمراض النساء في سعيدة، جيلالي فرتوت، والذي عمل مع أطباء صينيين لمدة 16 عاما، بأن الأطباء الصينيين مهمون جدا بالنسبة إلى ولاية سعيدة.

كما أثنى مدير الصحة بولاية سعيدة، نصر الدين لعموري، في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) على مساهمة البعثة الطبية الصينية، قائلا إن الصين أول دولة أرسلت بعثة طبية إلى الجزائر، وهذه البعثة تقوم بأعمال جبارة في ولاية سعيدة منذ 60 عاما.

وأضاف لعموري أن العلاقة الجزائرية الصينية تتطور يوما بعد يوم، وخاصة في السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أنه عندما ضربت جائحة كوفيد-19، الصين الصديقة، أرسلت الجزائر كمية من المستلزمات الطبية إلى الصين، وبعد تحسن الوضع، أرسلت الصين بدورها كمية كبيرة من المستلزمات الطبية إلى الجزائر، بما فيها اللقاحات.

ويتطلع نصر الدين لعموري إلى تبادلات أكثر في مجال الطب بين البلدين، وخاصة في مجال البحوث العلمية.

إن 60 عاما من الجهود الدؤوبة جعلت الأطباء الصينيين "نجوما" في شوارع سعيدة، حيث يرحب الناس بهؤلاء الأطباء بحرارة ويلتقطون صورا معهم، كما أن أصحاب المتاجر يقومون بمنحهم خصما "حصريا" على مشترياتهم.

ومع مرور الزمن تغير مظهر المستشفى الذي عمل فيه شيويه جين، غير أن بذور المحبة التي زرعها مع زملائه في ولاية سعيدة منذ 60 عاما جراء خدمات الرعاية الطبية الجيدة أنبتت وأزهرت حبا وعلاقات طيبة وراسخة لدى سكان المنطقة، وقد انتشر هذا الحب اللامحدود للأطباء الصينيين من سعيدة إلى 76 دولة ومنطقة في العالم أوفدت إليها الصين 30 ألف عامل طبي، ما ساهم في إجراء 290 مليون تشخيص وعلاج للسكان المحليين.

الصور