قيادي فلسطيني : الإدارة الأمريكية أمام محك لمصداقيتها وجديتها في رعاية عملية السلام وحماية حل الدولتين

قيادي فلسطيني : الإدارة الأمريكية أمام محك لمصداقيتها وجديتها في رعاية عملية السلام وحماية حل الدولتين

2023-05-30 20:40:18|xhnews

رام الله 30 مايو 2023 (شينخوا) اعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، اليوم (الثلاثاء) أن الإدارة الأمريكية أمام محك لمصداقيتها وجديتها في رعاية عملية السلام وحماية حل الدولتين المعترف به دوليا.

وجاء ذلك تعقيبا على تصاعد الإجراءات والممارسات الإسرائيلية في الضفة الغربية من خلال هدم المنازل ومصادرة الأراضي وقتل الفلسطينيين واقتحام المدن والقرى والسماح بعودة المستوطنين لمستوطنة حومش المخلاة منذ 18 عاما.

وقال مجدلاني، وهو وزير الشؤون الاجتماعية في الحكومة الفلسطينية للصحفيين في رام الله إن الإدارة الأمريكية أمام "محك لمصداقيتها وجديتها في رعاية السلام وحماية حل الدولتين الذي تتبناه نظريا دون ممارسة أي فعل واقعي وعملي ملموس للحفاظ عليه".

ودعا الإدارة الأمريكية إلى تنفيذ التزاماتها بشأن القضية الفلسطينية ووقف الإجراءات الإسرائيلية لاسيما الاستيطانية غير القانونية طبقا للالتزامات المقدمة لها من قبل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة.

وتابع مجدلاني أن الحكومة الإسرائيلية تسعى من خلال عودة المستوطنين إلى المستوطنات المخلاة وضم الأراضي إلى تطبيق "الحسم التاريخي النهائي والتي تهدف من خلاله لتقويض وإنهاء السلطة الفلسطينية كتمثيل سياسي وأساس لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة".

وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية تستخدم وسائل السيطرة ومصادرة الأراضي والضم التدريجي في إطار "تقويض المكانة السياسية والاقتصادية" للسلطة الفلسطينية، بالإضافة إلى "تقويض الوضع الأمني في المناطق التي تخضع لسيطرة السلطة".

وأشار مجدلاني إلى أن القيادة الفلسطينية تعيش مرحلة جديدة في إطار "التصدي للمشروع الصهيوني ليس فقط في بعده التوسعي وإنما في بعده السياسي المتمثل في إزاحة الحل السياسي عن طاولة المفاوضات وفرض الحل الأحادي الجانب".

وقام عدد من الإسرائيليين يتقدمهم رئيس مجلس مستوطنات الشمال يوسي دغان، صباح أمس (الاثنين) بإعادة إنشاء مدرسة دينية داخل مستوطنة "حومش" المخلاة منذ عام 2005 قرب مدينة نابلس، بحسب ما أفادت الإذاعة العبرية العامة.

وقالت الإذاعة إن عددا من الإسرائيليين قاموا بإعادة إنشاء المدرسة الدينية على مساحة بديلة داخل مستوطنة "حومش" كخطوة تهدف للاعتراف بها لاحقا، مشيرة إلى أن القرار جاء بموافقة وزيري الدفاع يؤآف غالانت، والمالية بتسلئيل سموتريتش، الذي يشغل أيضا منصب وزير ثان في وزارة الدفاع.

وكان غالانت أصدر الأسبوع الماضي تعليمات للجيش بإصدار أمر يسمح للمستوطنين بالعودة إلى المستوطنة بعد أسابيع من مصادقة الكنيست بالقراءتين الثانية والثالثة على العودة إلى أربع مستوطنات شمال الضفة الغربية تم إخلاؤها عام 2005.

وذكرت الإذاعة العبرية أن القرار يحمل تداعيات "أمنية وسياسية كبيرة، إذ سيقوم الجيش بتعزيز تواجده في تلك المنطقة وسينشئ مواقع عسكرية كبداية لإعادة بناء المستوطنة".

وسبق أن صادقت الهيئة العامة للكنيست بالقراءتين الثانية والثالثة في 21 مارس الماضي على العودة إلى أربع مستوطنات شمال الضفة الغربية تم إخلاؤها عام 2005، بحسب ما أفاد موقع الكنيست في حينه.

واحتلت إسرائيل الضفة الغربية في العام 1967 وأقامت عليها المستوطنات، التي تُعتبر مخالفة للقانون الدولي، ويعد ملف الاستيطان أبرز أوجه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وأحد الأسباب الرئيسة لتوقف آخر مفاوضات للسلام بين الجانبين قبل منتصف العام 2014.

إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية إن "اعتداءات المستوطنين ضد الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم ومنازلهم تشهد تصعيدا خطيرا ومتسارعا" في الضفة الغربية والقدس الشرقية بحماية من الحكومة الإسرائيلية.

وأشارت الوزارة في بيان إلى قيام المستوطنين "باستباحة أراضي الفلسطينيين وتنفيذ اعتداءاتهم الهمجية على منازلهم وبأسلوب وحشي متعمد عبر إشعال الحرائق سواء في مزروعاتهم أو أشجارهم أو منازلهم في قرى وبلدات الضفة الغربية".

وأفاد البيان بأن الوزارة تتابع من خلال سفاراتها وبعثاتها الدبلوماسية هذه "الانتهاكات والجرائم على المستويات كافة"، معربا عن استياء الوزارة "لضعف ردود الفعل الدولية على تلك الانتهاكات وعدم ارتقائها إلى مستوى معاناة شعبنا جراء الاحتلال والاستيطان".

ودعا البيان مكونات المجتمع الدولي إلى زيارة الأراضي الفلسطينية لمشاهدة ما يتعرض له المواطن الفلسطيني من "احتلال واستيطان واضطهاد وتنكيل"، مطالبا بممارسة ضغوط حقيقة على الحكومة الإسرائيلية لإجبارها على تنفيذ التزاماتها كقوة احتلال.

ويتطلع الفلسطينيون إلى نهج مغاير من المجتمع الدولي نحو إيجاد حل جدي وسريع في التعامل مع ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بعد سنوات من التهميش صاحب ذلك رفض الحكومات الإسرائيلية الجلوس على طاولة المفاوضات لإحياء عملية السلام.

ويطالب الفلسطينيون بتحقيق دولة مستقلة إلى جانب إسرائيل على كامل الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل العام 1967 بما يشمل الضفة الغربية كاملة وقطاع غزة وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية. 

الصور