تحليل إخباري: أردوغان يواصل تعزيز النفوذ الإقليمي لتركيا

تحليل إخباري: أردوغان يواصل تعزيز النفوذ الإقليمي لتركيا

2023-05-30 14:21:15|xhnews

أنقرة 30 مايو 2023 (شينخوا) ضمن الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان فترة ولايته الثالثة بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية التي عُقدت يوم الأحد. ويعتقد الخبراء أنه من المرجح أن يُحافظ السياسي المخضرم على التوازن بين الغرب والشرق للحفاظ على مكانة تركيا كقوة ذات ثقل كبير في المنطقة.

وفي سباق يوم الأحد، فاز أردوغان بـ52.14 بالمائة من الأصوات، بينما حصل خصمه كمال كيليجدار أوغلو على 47.86 في المائة من الأصوات، حسبما أفاد رئيس المجلس الأعلى للانتخابات في تركيا أحمد ينر. وجدير بالذكر أن فوز أردوغان بالانتخابات يسمح له بالبقاء في السلطة لمدة 5 سنوات أخرى.

ولفترة طويلة، من أجل تعزيز الأهمية الاستراتيجية لتركيا، أولى القائد التركي أهمية لعضوية بلاده في الناتو على الساحة الدولية من جهة، والانخراط في توازن دقيق بين الغرب والشرق من جهة أخرى.

وعند إعلانه عن برنامجه الانتخابي في أنقرة في أبريل، ألمح أردوغان إلى أن بلاده ستواصل لعب دور فعال في الشؤون الإقليمية.

وأضاف "سنبني محور تركيا بسياسة خارجية، حيث تجد بلادنا ومنطقتنا والبشرية السلام والاستقرار والتعددية، فضلا عن مزيد من التعاون والسلام والاستقرار والدبلوماسية الإنسانية".

ومن جانبه، قال باتو كوسكون، محلل مستقل للمخاطر السياسية مقيم في أنقرة، إنه من غير المرجح أن يُغير أردوغان مساره، مضيفا أن المهمة الرئيسية للبلاد ستكون التصالح مع الخصوم السابقين.

وقال في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا "فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، لا أتوقع تحولا كبيرا عن السياسة المتبعة قبل بدء الدورة الانتخابية" لافتا إلى أن دفع التصالح مع سوريا من أولويات الدبلوماسية التركية.

لقد شهدت العلاقات التركية السورية المُجمدة علامات تحسن العام الماضي في الاجتماعات المنعقدة بين وزراء ومسؤولين أتراك وسوريين وروس في موسكو.

وفي السنوات القليلة الماضية، أصلحت تركيا علاقاتها مع إسرائيل والسعودية والإمارات، بعد عزلة إقليمية صعبة، وستكون مصر التالية في مسار القيادة التركية، بحسب كوسكون.

ومن جهة أخرى، قال مصدر مقرب من الحكومة التركية لوكالة أنباء ((شينخوا)) بشرط عدم كشف هويته "في عالم متعدد الأقطاب، تسعى تركيا جاهدة للاستقلال عن الكتلة الغربية، وتتبع سياسة خارجية مستقلة".

وأردف "ستواصل تركيا الدبلوماسية الاستباقية".

وفيما يتعلق بروسيا، يعتقد المحللون أن أنقرة ستواصل الحفاظ على العلاقات المالية والسياسية الوثيقة مع موسكو، رغم انتقادات حلفائها الغربيين.

وفي ضوء ذلك، قال كوسكون " إنه من غير المرجح أن يتغير موقف تركيا مع روسيا. ستواصل تركيا الانخراط مع موسكو و(الرئيس فلاديمير) بوتين ماليا وسياسيا واستراتيجيا".

وقد أكسب هذا التوازن تركيا سمعة خلال الأزمة الأوكرانية، ولم تنضم أنقرة إلى حملة العقوبات الغربية المناهضة لروسيا، بل كانت بمثابة وسيط بين الأطراف، يعمل على تسهيل تبادل الأسرى وتنفيذ مبادرة حبوب البحر الأسود وإجراء محادثات السلام عند اندلاع الصراع.

وفي هذا السياق، قال كريم هاس، محلل للشؤون الروسية والأوراسية مقيم في موسكو "إن تركيا تحت إدارة أردوغان، ستُعمق علاقتها مع روسيا في المجالات التجارية والاقتصادية والمالية، وكذلك مجال الطاقة، وستوسعها."

وفيما يتعلق بعلاقتها مع الولايات المتحدة، أعرب أردوغان في مقابلة إعلامية عن رغبته في التعاون مع الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته.

لقد أصبحت علاقة أنقرة بواشنطن متوترة بسبب خلافاتهما السياسية حول سوريا وليبيا وشرق البحر المتوسط. وفي الوقت نفسه، فُرضت عقوبات على تركيا من قبل الولايات المتحدة، لشراء الأولى أنظمة دفاع روسية، فضلا عن استبعادها من برنامج تصنيع الطائرات الشبحية إف-35.

ومن وجهة نظر كوسكون، فإن هناك مجال ضئيل لتحسن العلاقات التركية الأمريكية، قائلا "لا أتوقع بالضروري اندلاع خلافات جديدة (مع الولايات المتحدة) ولكن لا أتوقع أيضا انخراطا أو تقاربا. يبدو أن إدارة بايدن بعيدة تماما عن تركيا." 

الصور