مقالة خاصة: كيف تسببت حرب قادتها الولايات المتحدة وعقوبات خانقة فرضتها في حرمان الأطفال الأفغان من طفولتهم الطبيعية

مقالة خاصة: كيف تسببت حرب قادتها الولايات المتحدة وعقوبات خانقة فرضتها في حرمان الأطفال الأفغان من طفولتهم الطبيعية

2023-06-02 16:16:00|xhnews

كابول أول يونيو 2023 (شينخوا) أثناء سير الزوار في شوارع العاصمة الأفغانية كابول، يمكن أن تقع عينيهم بسهولة على أطفال قصر يبيعون منتجات وسط زحمة المرور في الشوارع أو أيتام يرتدون ملابس مهلهلة ويجلسون بجوار الحائط دون رعاية من أحد.

على الرغم من انسحاب القوات التي تقودها الولايات المتحدة من أفغانستان في أغسطس من عام 2021، إلا أن سم الحرب لا يزال ينتشر في جميع أنحاء البلاد، ليسلب أضعف الضحايا المنسيين مستقبلهم -- إنهم أطفال البلاد.

فقد أعلنت حكومة ولاية وارداك بشرق أفغانستان يوم الاثنين أن ثلاثة أطفال قتلوا وأصيب آخر في انفجارين نتجا عن ألغام خلفتها الحروب السابقة.

كانت هذه الحالات أكثر تواترا في الأشهر الأخيرة. وأفادت التقارير بأن أفغانستان هي أحد أكثر البلدان تلوثا بالألغام على الصعيد العالمي حيث يُقتل ويشوه عشرات الأشخاص، معظمهم من الأطفال، كل شهر جراء انفجار ذخائر غير منفجرة خلفتها القوات العسكرية.

ووفقا لبعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان، فإنه في الفترة ما بين عامي 2009 و2018، تسببت الصراعات المسلحة في مقتل ما يقرب من 6500 طفل وإصابة حوالي 15 ألف آخرين.

وبسبب معانتها من الإرث الرهيب للحرب التي شنتها الولايات المتحدة، نزحت آلاف الأسر الأفغانية، من بينها أطفال، بحثا عن ملاذ في مخيمات مكتظة تفتقر إلى المأوى والمرافق الصحية وسبل الوصول إلى الرعاية الصحية.

ففي مخيم للاجئين بكابول، قال ناويد (12 عاما) لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه يساعد الآن في إعالة أسرته من خلال بيع أكياس تسوق بلاستيكية في الشارع، مضيفا أن "الأسعار ارتفعت. وأصبح الدقيق والأرز وزيت الطهي أغلى ثمنا، ولا يستطيع الفقراء أمثالنا تحمل تكلفة شراء هذه المنتجات على الإطلاق".

كما يبيع أسد الله (7 سنوات)، وهو صديق ناويد في المخيم، منتجات متنوعة، حيث قال هذا الفتى الذي قُتل والده على يد القوات الأمريكية خلال الحرب "نحن نعيش في مخيم بدون طعام ولا دقيق ولا أرز ولا ملابس جديدة، لذلك أنا مضطر للعمل في الشارع من الصباح حتى الليل".

ومن جانبه قال طاوس خان (39 عاما)، وهو مدير مخيم اللاجئين، "إن حياة الناس في هذه المخيمات صعبة، ولا سيما الأيتام والأرامل. يمكن للأطفال أن يكسبوا من 10 إلى 20 أفغاني (الدولار الواحد يساوي 87 أفغاني) من خلال العمل في الشارع يوميا. وهم بالكاد يستطيعون شراء أي شيء بهذا العائد الذي يحصلون عليه".

لقد جمدت الولايات المتحدة أكثر من 9 مليارات دولار أمريكي من الأصول المملوكة للبنك المركزي في البلاد التي دمرتها الحرب، الأمر الذي يزيد من تفاقم الوضع في هذه الدولة التي تعاني بالفعل من الفقر.

وذكر خان "إننا نطلب من الولايات المتحدة إعادة جميع الأموال الأفغانية إلى أفغانستان حتى يتسنى انتشال الأطفال في بلادنا من براثن الفقر".

وكما قال خان وغيره من اللاجئين، فإن العقوبات الوحشية قوضت اقتصاد أفغانستان الهش بالفعل وعرقلت إيصال الخدمات الأساسية والمعونة الإنسانية المقدمة من المجتمع الدولي.

لقد دمرت القوات الأمريكية وحلفاؤها العديد من المرافق في جميع أنحاء أفغانستان حيث كانت مرافق ضرورة لتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن معدل وفيات الأطفال في أفغانستان لا يزال مرتفعا، وكان من الممكن تجنب العديد من الوفيات. ويعني الافتقار إلى المياه النظيفة والمرافق الصحية أن الأطفال معرضون للأمراض المعدية وسوء التغذية. 

الصور