تعليق ((شينخوا)): أمريكا تخسر العالم

تعليق ((شينخوا)): أمريكا تخسر العالم

2023-06-02 06:43:30|xhnews

بكين أول يونيو 2023 (شينخوا) أصبحت أمريكا أكثر وحدة وانفصالا عن الآخرين في وقوفها في الجانب الخطأ من التاريخ، وهذه حقيقة أكيدة سواء كانت أمريكا تود الاعتراف بها أم لا.

لقد أصبح المؤشر على هذه الحقيقة أقوى منذ مايو المزدحم بالدبلوماسية العالمية، حيث اختتمت آسيا والشرق الأوسط قمتين منفصلتين بالتزامات أقوى بالتنمية السلمية والتعاون متبادل الربح؛ وعلى إثرهما، لعبت أمريكا المسعورة دور حليف الشيطان في تجمع آخر، حيث حاولت جاهدة جذب أتباعها الأثرياء لإذكاء الانقسام والمواجهة.

الترتيب الصحيح للأمور يقتضي وجود عالم متعدد الأقطاب حيث تجلس البلدان ذات الأحجام والثقافات واللغات المختلفة على طاولة واحدة وتعمل معا من أجل السلام والتنمية . لقد نبهت الحرب الباردة الكثيرين بالفعل إلى الأهمية المتزايدة لمبدأ "عش ودع غيرك يعيش"، وقد جعلت جائحة كوفيد-19 المزيد يدركون أن تحقيق مستقبل أكثر أمانا وأفضل للجميع يحتاج إلى عقلية منفتحة وشاملة وتعاونية من كل فرد منا.

لكن أمريكا فشلت في إدراك ذلك. إنها لا تزال تعيش في حقبة الحرب الباردة وتتشبث بالدليل الدبلوماسي البالي الذي يقول: "لا أحد يستطيع أن يتحداني. لا أحد مسموح له بالوقوف في طريقي."

وللتأكد من أنها لا تزال الزعيم الأكبر للعالم، تغذي أمريكا المواجهات عن طريق تقليص وحتى إزالة حيز الحوار والتعاون بشأن التعايش السلمي والتنمية المشتركة.

إن الشبكة المعقدة التي كانت تنسجها مؤخرا لعزل الصين الواعدة تتضمن سياسة الترغيب والترهيب. لقد حاولت، عدة مرات، إثناء إفريقيا عن الانخراط مع الصين؛ كما هددت بإلغاء تمويل 21 دولة، معظمها في أمريكا اللاتينية، لأن هذه الدول دعمت الصين في مسألة تايوان.

وقعت أحدث حلقة من هذه الشرور في هيروشيما، فبتحريض من أمريكا، اختتمت مجموعة الدول السبع قمتها هناك ببيان عاجل تدعي فيه رغبها في "إزالة مخاطر" الصين.

إنها مجرد مناورة أخرى لسياسة أمريكا تجاه الصين التي تسعى إلى سحق المجال المتاح لتنمية الصين، وزرع الشقاق بين الصين وأصدقائها، وربط حلفاء أمريكا بالركب التابع لواشنطن.

لتأمين دورها كقائد عام عالمي، حاولت أمريكا أيضا اجتذاب العالم النامي ليكون تابعا لها من خلال وعود فارغة. وقد شهد التاريخ الحديث أن هذا الكم الكبير من التعهدات الأمريكية بجعل العالم مكانا أفضل للجميع كان مجرد كلام أجوف.

يندُر أن نجد برامج المساعدات التي تقودها أمريكا جديرة بالثقة بالفعل، بدءا من مبادرة "إعادة بناء عالم أفضل" التي تم طرحها في قمة مجموعة السبع 2021 "للمساعدة في تضييق الحاجة إلى 40 تريليون دولار للبنية التحتية في العالم النامي"، إلى تسمية المبادرة باسم آخر في يونيو 2022 هو " مبادرة الشراكة من أجل البنية التحتية العالمية والاستثمار "، إلى الدعوة إلى حشد 600 مليار دولار أمريكي من التمويل العام والخاص للبلدان النامية بحلول عام 2027.

وقبل أن تتبلور أي من تعهداتها، سارعت أمريكا إلى تحرير شيك بدون رصيد آخر في قمة هيروشيما الماضية، مدعية "إشراك" و"دعم" و"تمويل" البلدان النامية والاقتصادات الناشئة.

إن ما تفعله أمريكا منذ أعوام يؤدي في الواقع إلى ابتعاد العالم عنها. وقال رئيس غانا نانا أدو دانكوا أكوفو-أدو "قد تكون هناك وساوس وهواجس في أمريكا بشأن النشاط الصيني في القارة، لكن لا توجد مثل هذه الوساوس هنا". وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن بلاده لن تكون "تابعة" لأمريكا. وحث الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا على تكامل إقليمي أقوى ضد هيمنة أمريكا على التجارة العالمية.

هذا بالإضافة إلى موجة المصالحة العربية خلال الأشهر القليلة الماضية التي أثارت استياء أمريكا، والتي تميزت باتفاق سلام تم ترتيبه بمساعدة الصين بين الخصمين الإقليميين السابقين، إيران والسعودية، وعودة سوريا التاريخية إلى جامعة الدول العربية.

الصور