تحقيق إخباري: أيتام أفغان يعتصرهم الحزن على أقارب لهم قتلوا في الحرب التي قادتها الولايات المتحدة

تحقيق إخباري: أيتام أفغان يعتصرهم الحزن على أقارب لهم قتلوا في الحرب التي قادتها الولايات المتحدة

2023-06-02 13:41:45|xhnews

كابول أول يونيو 2023 (شينخوا) عندما سُئل معظم الأطفال من دار للأيتام بالعاصمة الأفغانية كابول السؤال الذي يقول: "ماذا تريد أن تصبح في المستقبل"، جاءت أجابتهم دون تردد كالتالي:"أريد أن أصبح طبيبا"، حيث قتل أشخاص أعزاء على قلوبهم في الحروب وأصيب العديد من أقاربهم بإعاقات تلازمهم مدى الحياة.

قال صبغة الله (12 عاما) "لقد فقدت والدي منذ 11 عاما. كنت أتمنى بصدق أن يكون والدي على قيد الحياة اليوم. فوالدي رجل طيب ولطيف".

كما تحدث الفتى المراهق، الذي ينتمي أصلا إلى لاية تخار شمالي البلاد ويعيش حاليا في كابول، بحزن عن أن وفاة والده سلبت أسرته كل شيء.

أفادت التقارير بأن القوات التي تقودها الولايات المتحدة قتلت، خلال تواجدها الذي دام 20 عاما في أفغانستان وانتهى في أغسطس 2021، العديد من المدنيين الأفغان وكان والد صبغة الله أحد الضحايا.

ذكر الفتى وهو يشعر بشديد الأسف "عندما أرى أطفالا آخرين مع آبائهم، أتمنى لو كان والدي موجودا هنا أيضا".

فصبغة الله يعتصر قلبه الحزن على والده الراحل، في الوقت الذي يُحتفل فيه باليوم العالمي للطفل بجميع أنحاء العالم لتعزيز حقوق الطفل.

ومع ذلك، فإن عددا لا يحصى من الأطفال، ومعظمهم من اليتامى في أفغانستان التي مزقتها الحرب واجتاحها الفقر، قد حُرموا من حقهم في التعليم واتجهوا للعمل في الشوارع من أجل كسب لقمة العيش لأسرهم الفقيرة.

وقال فتى أفغاني يتيم، يدعى ناويد وفقد والده أيضا خلال الحرب التي قادتها الولايات المتحدة ضد أفغانستان، لوكالة أنباء ((شينخوا))، "أخرج لبيع أكياس التسوق يوميا في الشوارع، إذا كسبت بعض المال، أقوم بشراء (نان)، وهو خبز أفغاني تقليدي مسطح، في طريق عودتي إلى المنزل".

وتمتم فتى أفغاني آخر (14 عاما) من ولاية لغمان شرقي البلاد وحزن مماثل يعتصر قلبه، قائلا إن حياته قد دُمرت بعد مقتل والده قبل بضع سنوات.

تذكر شهاب بحزن ما حدث قائلا "ذات يوم كنت أنا ووالدي نسير خارج المنزل، ولكننا سمعنا فجأة دوى طلقات أعيرة نارية من بنادق كلاشنيكوف وتعرضنا لإصابات. لقد مات وادي، وفقدت صوابي ولم أتذكر الكثير عن الحادث".

إن الأطفال هم أضعف ضحايا الحروب. ووفقا لبعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان (يوناما)، فإنه في الفترة ما بين عامي 2009 و2018، تسببت النزاعات المسلحة في مقتل ما يقرب من 6500 طفل وإصابة ما يقرب من 15 ألف آخرين.

يحلم شهاب، الذي يعيش ويدرس في مدرسة بكابول، بأن يصبح طبيبا في المستقبل، حيث قال لـ((شينخوا)) "كان حلم والدي أن أصبح طبيبا في المستقبل. أحاول تحقيق حلمه، وهو حلمي أيضا الآن".

إن الأطفال مثل أولئك الأطفال الذي يعيشون في دار الأيتام هذه قد يكونون أوفر حظا مقارنة بأولئك الذين يتجولون في الشوارع، دون رعاية من أي فرد بالعائلة.

فقد نزح أكثر من 900 ألف أفغاني حديثا داخل البلاد منذ عام 2021، الغالبية العظمى منهم من النساء والأطفال، وفقا لما ذكرته وكالة الأمم المتحدة للاجئين.

يقول شهاب "لقد اعتنى بي والدي، ولكن للأسف بسبب الحرب، لم تسنح لي فرصة الاعتناء به والآن قد مات. أبي كان بطلا". 

الصور