مقالة خاصة: توسع مصر في إقامة الجامعات التكنولوجية لتوطين التكنولوجيا الحديثة وسد الاحتياجات من التقنيين المهرة
بقلم عماد الأزرق
القاهرة 8 يوليو 2023 (شينخوا) تتجه مصر للتوسع في إقامة الجامعات التكنولوجية في أنحاء البلاد، بهدف توطين التكنولوجيا وتحديث الصناعة، وسد الفجوة المتعلقة بتوافر التقنيين والأيدي العاملة الماهرة المتخصصة بالمجالات التكنولوجية المختلفة، التي تتطلبها رؤية التنمية المُستدامة (رؤية مصر 2030).
وأنشأت مصر 10 جامعات تكنولوجية بالفعل، وذلك طبقا لقانون رقم 72 لسنة 2019 والخاص بإنشاء الجامعات التكنولوجية بمصر، ففي العام الدراسي قبل الماضي 2021 / 2022 بدأت الدراسة بثلاث جامعات تكنولوجية كانت باكورة هذا التوجه الجديد للحكومة المصرية وضمت جامعة القاهرة الجديدة التكنولوجية، جامعة بني سويف التكنولوجية، جامعة الدلتا التكنولوجية، ثم بدأت الدراسة في 7 جامعات تكنولوجية أخرى خلال العام الجامعي المنتهي 2022 / 2023 وهي جامعة سمنود التكنولوجية، جامعة طيبة التكنولوجية، جامعة برج العرب التكنولوجية، جامعة أسيوط الجديدة التكنولوجية، جامعة 6 أكتوبر التكنولوجية، جامعة شرق بورسعيد التكنولوجية، جامعة مصر التكنولوجية الدولية.
وخلال الشهر الماضي، افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رسميا وتفقد جامعة برج العرب التكنولوجية بمحافظة الإسكندرية، شمال مصر، حيث قام بالوقوف على تجهيزات الجامعة وتفقد المعامل والورش المجهزة بأحدث الوسائط التكنولوجية للاطمئنان على تقديم تجربة تعليمية وبحثية فريدة.
وقال الدكتور محمد مرسي الجوهري رئيس جامعة برج العرب التكنولوجية إن الجامعة تضم عددا من البرامج الدراسية المتميزة من خلال كليات (تكنولوجيا الصناعة والطاقة، برامج تكنولوجيا المعلومات وتكنولوجيا السكك الحديدية وتكنولوجيا الجرارات والمعدات الزراعية وتكنولوجيا الغزل والنسيج وتكنولوجيا الصناعات الغذائية)، فيما تضم كلية تكنولوجيا العلوم الصحية برامج تكنولوجيا الصناعات الدوائية وتكنولوجيا إدارة المعلومات الصحية وتكنولوجيا مساعد تمريض وتكنولوجيا تركيبات الأسنان.
وأضاف الجوهري لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن جامعة برج العرب التكنولوجية تقام على مساحة تبلغ نحو 10 أفدنة، وبلغت تكلفة إنشاء الجامعة ما يقرب من 540 مليون جنيه (الدولار الأمريكي الواحد يساوي نحو 30.85 جنيه)، وتقدم برامج دراسية حديثة تواكب متطلبات سوق العمل المعاصر والمُستقبلي.
وأوضح أن الجامعة وقعت العديد من اتفاقات وبروتوكولات تعاون ونفذت العديد من البرامج مع الكثير من المؤسسات والهيئات ومراكز الإنتاج والشركات والمصانع، وتقيم ورش العمل المشتركة لاكتساب المهارات والخبرات العملية لطلابها، فضلا عن التعاون مع الجامعات والمؤسسات التكنولوجية في عدد من دول العالم.
من جانبه، أكد الدكتور عربي كشك رئيس جامعة الدلتا التكنولوجية، والمقامة بالمنطقة الصناعية بمدينة قويسنا بمحافظة المنوفية، شمال القاهرة، أهمية الجامعات التكنولوجية في سد العجز في الأيدي العاملة في التخصصات التكنولوجية المتقدمة، وتوطين التكنولوجيا الحديثة خاصة في مجالات الصناعات والاتصالات وغيرهما من التخصصات التي تحتاج إليها الخطط التنموية بشدة.
وقال كشك لـ((شينخوا)) إن الجامعات التكنولوجية الجديدة تتمركز في المناطق الصناعية في أنحاء مصر، وتتضمن التخصصات التي تحتاج إليها المشاريع القومية للدولة مثل الطاقة والاتصالات والنقل وغيرها، بالإضافة إلى الاحتياجات التي يتطلب المجتمع الإنتاجي المحيط بكل جامعة من خلال الشركات والمصانع سواء المقامة بالفعل أو المخطط اقامتها.
وأضاف أن هذه الجامعات تقوم على التفاعل مع المجتمع الإنتاجي المحيط والعمل على خدمة هذه المشروعات وحل المشاكل التطبيقية التي تواجهها، والعمل على تحديث الإنتاج والابتكار فيها، وذلك من خلال التعاون والشراكة العملية بين وحدات الجامعة والوحدات الإنتاجية.
وأوضح أن هذه الجامعات التكنولوجية الحديثة تستهدف في المقام الأول تطوير التعليم الفني والتقني، ولذلك فهي تقبل الحاصلين على دبلومات الثانوية الفنية بنسبة 70 بالمائة والثانوية العامة بنسبة 30 بالمائة، بحسب القانون المؤسس لهذه الجامعات.
وأشار رئيس جامعة الدلتا التكنولوجية إلى أن الجامعة تقوم بتقديم 6 برامج تكنولوجية متميزة وهي تكنولوجيا الميكاترونكس، تكنولوجيا الأوتوترونكس، تكنولوجيا المعلومات، تكنولوجيا الطاقة الجديدة والمتجددة، تكنولوجيا الأطراف الصناعية والأجهزة التقويمية، تكنولوجيا التبريد والتكييف.
ونوه كشك بالتعاون المثمر والبناء مع الجانب الصيني في تطوير برامج الجامعة والتدريب المشترك، مشيرا إلى مشاركته خلال الشهر الماضي في منتدى العلوم والتكنولوجيا الدولي لتحييد الكربون، وكذلك زيارته لجامعة هونان حيث تم مناقشة سبل وآليات التعاون بين الجانبين، وإمكانية تبادل الطلاب والأساتذة بالإضافة إلى المشاريع والبرامج التعليمية المشتركة لإثراء الخدمات التعليمية والبحث العلمي والابتكار.
بدوره، اعتبر المهندس طارق النبراوي نقيب المهندسين المصريين أن الجامعات التكنولوجية تمثل طفرة كبيرة في مصر، مؤكدا أنه أمر بالغ الأهمية حيث إن مصر الأن في احتياج شديد إلى التقني الماهر أكثر من أي وقت مضى.
وأكد النبراوي لـ((شينخوا)) أن الجامعات التكنولوجية تحل مشكلة محورية تتعلق بالجمع بين التعليم الفني والتعليم الهندسي، لافتا إلى أن هناك فجوة كبيرة في هذا الملف متمثلة في النقص الحاد في التقني الماهر.
وقال إن "هذا الاتجاه من جانب الدولة للتوسع في إقامة الجامعات التكنولوجية من شأنه أن يساهم في سد الفجوة الكبيرة بين مهندسي التصميم والفنيين المنفذين، حيث إننا نعاني من احتياج كبير إلى التقنيين الذين يلعبون دورا كبيرا جدا ومهما للغاية، ويمكنه أنه ينقل الصناعة نقلة نوعية كبيرة من خلال الابتكار وتوطين التكنولوجية الحديثة"، مشددا على أن هذا الخطوة من جانب الدولة مهمة للغاية وتتسم بالواقعية وأن نقابة المهندسين المصريين تدعم هذا التوجه بشكل كبير.
وأشار نقيب المهندسين المصريين إلى أن هناك العديد من الجامعات التكنولوجية التي تم افتتاحها خلال العامين الماضي والحالي وهناك المزيد من الجامعات التي ستفتتح تباعا في هذا الاتجاه، لافتا إلى أن هناك اقبالا كبيرا على هذا النوع من التعليم البالغ الأهمية.
وتابع النبراوي قائلا "انا كنقيب للمهندسين أؤيد هذا الاتجاه تماما، ونحن ندعم بقوة التعليم التكنولوجي التقني، بل ونطالب بأن تكون هناك نقابة للتقنيين من خريجي الجامعات والكليات التكنولوجية، وسوف نقدم كل الدعم المطلوب لهذا الأمر".
وأكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي المصري الدكتور أيمن عاشور في بيان على الصفحة الرسمية للوزارة بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) الدعم الهائل الذي قدمه الرئيس عبدالفتاح السيسي لإنشاء جامعات تكنولوجية حديثة، كمسار تعليمي جديد للارتقاء بالتعليم التكنولوجي والفني، وتأهيل خريجين قادرين على تلبية مُتطلبات سوق العمل، وذلك لتطوير التعليم الفني والتكنولوجي، وتغيير نظرة المجتمع نحو هذا المسار التعليمي المهم.
وشدد عاشور على أهمية دور الجامعات التكنولوجية في تأهيل الخريجين ليكونوا قادرين على تلبية متطلبات سوق العمل، مشيدا ببروتوكولات التعاون التي تم توقيعها بين الجامعات والمؤسسات الصناعية والتعليمية المختلفة لتدريب الطلاب عمليا وصقل خبراتهم وتنمية مهاراتهم.








