مقابلة خاصة: مسؤول مصري: خطة إحياء القاهرة التاريخية تجري على قدم وساق لتحويل المنطقة إلى متحف مفتوح

مقابلة خاصة: مسؤول مصري: خطة إحياء القاهرة التاريخية تجري على قدم وساق لتحويل المنطقة إلى متحف مفتوح

2023-08-19 19:52:45|xhnews

القاهرة 19 أغسطس 2023 (شينخوا) أكد رئيس صندوق التنمية الحضرية في مصر المهندس خالد صديق أهمية مشروع تطوير القاهرة التاريخية، الذي يستهدف إحياء الطابع التاريخي والأثري لهذه المنطقة المسجلة ضمن مناطق التراث بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وتحويلها إلى "متحف مفتوح".

وقال المسؤول المصري في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إن الحكومة المصرية تنفذ خطة لتطوير القاهرة التاريخية من المقرر الانتهاء منها بحلول العام 2030.

وتمتد القاهرة التاريخية من منطقة باب الفتوح وباب النصر حتى منطقة متحف الحضارات، وشملت مشروعات الترميم التى تمت حتى الآن في إطار خطة التطوير جامع عمرو بن العاص ومساجد الأقمر والحسين والسيدة نفيسة والحاكم بأمر الله ووكالة قايتباى وحصن بابليون ومعبد بن عزرا اليهودى بمجمع الأديان، وفقا لخالد صديق.

وأضاف رئيس صندوق التنمية الحضرية أن الهدف هو إحياء القاهرة التاريخية لأنها مسجلة لدى اليونسكو كمنطقة تراث حى، وتحويلها إلى متحف مفتوح.

وفي العام 1979، أعلنت منظمة اليونسكو أن القاهرة التاريخية هي موقع تراث ثقافي عالمي باعتبارها واحدة من أقدم المدن الإسلامية في العالم.

وأضاف صديق أن الخطة لا تتضمن فقط عملية تطوير بل إحياء المبانى التراثية ذات القيمة ودمجها فى النسيج العمرانى التاريخى وإقامة فنادق تراثية وإحياء وكالات قديمة مندثرة وإنشاء مطاعم وأنشطة سياحية وتجارية، فضلا عن تنفيذ مخطط كامل لشبكة الطرق والشوارع بالقاهرة التاريخية.

وأوضح أن التكلفة الإجمالية للخطة، التي تتضمن خمس مراحل، كانت تبلغ قبل تغير سعر الصرف نحو 100 مليار جنيه (الدولار الأمريكي يعادل حاليا 30.93 جنيه مصري)، وأشار إلى أن العمل يجري حاليا في المرحلة الأولى حيث تم إنفاق نحو ثلاثة مليارات جنيه حتى الآن في هذه المرحلة.

وأرجع المسؤول المصري طول أمد الخطة إلى أن القاهرة التاريخية تتضمن عدة مواقع أثرية يجرى لها عمليات ترميم من قبل الأثريين، وهو ما يستغرق وقتا طويلا.

وأشار إلى أن هناك تحديات كثيرة جدا تواجه مشروع تطوير القاهرة التاريخية من بينها أن مساحة الشوارع صغيرة والمباني متقادمة وحالتها الإنشائية صعبة جدا ما يتطلب تركيزا كبيرا في العمل حتى لا تحدث كارثة.

ومن بين التحديات أيضا تواجد المواطنين داخل المناطق بالتزامن مع أعمال التطوير، ما يتطلب إجراء الأعمال بهدوء حتى لا تؤثر على المواطنين ولا تشل الحياة بالمنطقة، فضلا عن أن تكلفة تطوير المباني القديمة مرتفعة جدا، وفقا لرئيس صندوق التنمية الحضرية.

واستبعد أي تأثير سلبي لمشروع التطوير على النسيج المجتمعي للقاهرة التاريخية، مؤكدا أن المنطقة مسجلة لدى اليونسكو كـ "نسيج مجتمعى حي" ونحن نحافظ على ذلك ولن يخرج أحد من المنطقة.

وأردف صديق "نحاول ترميم المباني القديمة وإعادتها إلى طابعها الأصلي مع الحفاظ على النسيج العمراني والمجتمعي كما هو، لأن السائح عندما يأتي يريد رؤية الحياة داخل القاهرة التاريخية وليس المباني الجديدة".

وتابع "نحن نحافظ على الطابع التاريخي والأثري للقاهرة التاريخية ونجري بعض التدخلات مثل إعادة بناء مباني ومناطق مهدمة وفقا لطرازها الإسلامي القديم حتى تعود لأصلها بحيث تدخل في النسيج العمراني الإسلامي من أجل الحفاظ على التراث الإسلامي".

ونوه بأن القاهرة حصلت في ثلاثينيات القرن الماضي على لقب أجمل مدن العالم ونريد أن تعود لتحصل على نفس اللقب مرة أخرى، كما نريدها أن تكون متواجدة على الخريطة السياحية للعالم وأن يستمتع السائحون بتجربتهم في القاهرة التاريخية.

وتوقع المسؤول المصري أن تجذب القاهرة التاريخية السياح بمجرد انتهاء التطوير الذي سيغير الخريطة السياحة بها بشكل كامل.

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد عقد يوم (الخميس) الماضي اجتماعا مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء وبعض المسؤولين، لمتابعة خطة تطوير منطقة القاهرة التاريخية.

وأطلع السيسي خلال الاجتماع على الموقف التنفيذي لتطوير المنطقة لاسيما ما يتعلق بربط قطاعات المنطقة بشبكة من المسارات السياحية المتنوعة ومحاور الحركة وتكوين شبكة مساحات خضراء تعمل على إحياء المناطق التراثية وربط المزارات الأثرية والسياحية والمقابر التاريخية، بهدف الحفاظ على التراث بالمنطقة وتعزيزها سياحيا، بحسب بيان للرئاسة المصرية. 

الصور