مقالة خاصة: أنفاق وترسانة حماس العسكرية في غزة

مقالة خاصة: أنفاق وترسانة حماس العسكرية في غزة

2023-10-31 22:00:15|xhnews

غزة 31 أكتوبر 2023 (شينخوا) تواصل إسرائيل هجومها البري في أطراف قطاع غزة باستخدام قوات النخبة لديها، في خطوة من المتوقع أن تتحول إلى عملية عسكرية دامية ومرهقة وطويلة للغاية مع امتلاك حركة حماس وفصائل فلسطينية مسلحة شبكة أنفاق دفاعية في باطن الأرض وقائمة طويلة من ترسانة الأسلحة.

ومنذ تفجر الصراع، عقب شن حماس هجوما واسعا على جنوب إسرائيل، تسبب في مقتل أكثر 1400 إسرائيلي وآلاف أخرين بجراح متفاوتة، كثف الجيش الإسرائيلي القصف الجوي على أنحاء القطاع ما تسبب في مقتل أكثر من 8 آلاف فلسطيني، بحسب إحصاءات وزارة الصحة في غزة.

ويصر الزعماء الإسرائيليون على إنهاء حكم حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007 ردا على الهجوم الأسوأ في تاريخ الدولة العبرية في السابع من أكتوبر الجاري خلال العقود الخمسة الماضية.

وقال معلقون إسرائيليون إن هدف العمليات الجوية والبرية الإسرائيلية "القضاء على قيادة وسيطرة حماس على الأنفاق ومخابئ الأسلحة وقاذفات الصواريخ" في ظل الهجوم البري على القطاع.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني محمد شاهين لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن اجتياح قطاع غزة سيكبد الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة في المعدات والأرواح .

وأوضح شاهين أن الأسلحة الدفاعية والوحدات المقاتلة لدى كتائب القسام والفصائل الأخرى تتدرب وتعمل منذ سنوات طويلة و"تنظر لحظة المواجهة من مسافة صفر، بل هي التي بادرت إلى القتال واستهدفت فرقة غزة بالجيش الإسرائيلي مع انطلاق معركة طوفان الأقصى".

ونفذت حماس وفصائل مسلحة مناورة عسكرية في غزة، حملت اسم "الركن الشديد 4" منتصف سبتمبر الماضي، أي قبل الهجوم غير المسبوق على جنوب إسرائيل والمتاخم للقطاع، بنحو ثلاثة أسابيع فقط.

وكتب المحلل العسكري الإسرائيلي رون بن يشاي في تحليل نشرته صحيفة ((يديعوت أحرونوت)) الإسرائيلية أن التوغل العسكري البري لقطاع غزة يشتد وسط حماية أمريكية.

ومن المتوقع أن تكون مدينة غزة وشمال القطاع، مسرحا للعمليات البرية الإسرائيلية، لكن الآلاف من المدنيين وعشرات المستشفيات بالقطاع قرروا عدم الاستجابة لتحذيرات إسرائيل بالإخلاء.

 

ــ مترو حماس

ألحق القصف الجوي دمارا واسعا في غزة المدينة المصنفة بأنها أكثر الأماكن اكتظاظا بالسكان في العالم، وهو ما يظهر حجم المخاوف الإسرائيلية من ما تسميه وسائل الإعلام الإسرائيلية "مترو حماس" أسفل المدينة الساحلية.

وعرف الفلسطينيون الأنفاق عندما حفرت الأنفاق الأرضية على الحدود التي أقيمت بين مصر وقطاع غزة في عام 1982 تنفيذًا لاتفاقية السلام طابا التي وقعت بين مصر واسرائيل في عام 1979.

واستلهمت حماس والفصائل الفلسطينية المسلحة فكرة الأنفاق الدفاعية والهجومية عقب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في 28 سبتمبر 2000، ومكنتها من مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية كانت تتولى تأمين الحدود مع مصر والمستوطنات الإسرائيلية التي أخيلت في أغسطس 2005 ضمن خطة الانسحاب الإسرائيلي من جانب واحد في عهد رئيس الوزراء الأسبق أرائيل شارون.

وتلقى الجيش الإسرائيلي أول الصدمات عندما نجح مقاتلون من حماس وفصيلان أخران من اختراق الحدود عبر نفق أرضي والوصول إلى موقع عسكري إسرائيلي قرب مثلث الحدود بين غزة وإسرائيل ومصر وقتل جنديان وأسر الجندي جلعاد شاليط يوم 25 يونيو 2006

ومنذ ذلك الوقت، ضخت حماس بمئات الملايين من الدولارات لتمكين ذراعها العسكري المعروف باسم كتائب القسام من تشييد شبكة أنفاق مترامية الأطراف أسفل القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.

في بداية الآمر، كانت عمليات الحفر سرية وكان عناصر حماس يخفون عملهم وغيابهم في باطن الأرض لأسابيع وأحيانًا أشهر عن عائلاتهم، رغم سيطرة حماس على القطاع بعد اقتتال مع سلطة حركة فتح بقيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في يوليو 2007.

لكن بعد أن استخدمت الأنفاق الهجومية في الصراع الواسع الذي اندلع بين حماس وإسرائيل واستمر 51 يوما في صيف عام 2014، وذلك ساعدها في القدرة على اجتياز الحدود وتمكنها من خطف وأسر الضابط الإسرائيلي هدار جولدن في عملية شرق رفح، والجندي شاؤول أرون في الشجاعية وسحبهما إلى داخل قطاع غزة عبر الأنفاق.

وعقب انتهاء الحرب، توقفت مظاهر السرية وأصبحت نقاط الحفر معلومة، إذ كان يخرج عناصر حماس الرمال على مرآي من السكان المحليين وأثناء تحليق طائرة المراقبة الإسرائيلية، وتلك النقاط كان يجرى ردمها مع اندلاع أي صراع بين الجانبين.

وصرح زعيم حماس في غزة يحيى السنوار في شتاء عام 2019 خلال لقاء مغلق مع إعلاميين بأنه تم تخصيص حوالي ملياري دولار أمريكي لتوسيع وترميم شبكة الأنفاق أسفل قطاع غزة.

وتقول مصادر موثوقة من حماس لوكالة أنباء ((شينخوا)) "بعد حرب 2014 وضمن عمليات استخلاص العبر بعد الضربات الجوية الإسرائيلية ضد الأنفاق، عمدت قيادة القسام إلى توسيع الشبكة وتقسيمها وزيادة عمقها في باطن الأرض".

ووفق تلك المصادر فإن شبكة الأنفاق تتكون من ثلاث طبقات: الأولى مخصصة لحركة المقاتلين وعمقها يتراوح بين 15-12 مترا، ومن خلالها يتم تزويد بطاريات قاذفات الصواريخ المخبأة تحت الأرض بالطلقات قبل أن تخرج من خلال نظام الباب المسحور لتطلق النار وتختفي مرة أخرى.

أما الطبقة الثانية فهي مخصصة لسحب ونقل العتاد العسكري والصواريخ ويتواجد بدخلها قادة الفصائل والألوية وعمقها يتراوح بين 25-20 مترًا، في حين تسمى الطبقة الثالثة الاستراتيجية، حيث يوجد في داخلها مراكز القيادة والسيطرة المركزية ومخازن أسلحة وغرف لإخفاء الأسرى الإسرائيليين وعمقها يتراوح بين 30-35 مترًا.

 

ــ قائمة طويلة من ترسانة الأسلحة

وإبان الصراع الذي تفجر في عام 2021، أعلن الجيش الإسرائيلي تدمير حوالي 100 كيلومتر من الأنفاق الأرضية جراء الهجمات والضربات الجوية"، لكن مصادر في حماس شككت في تلك الأرقام.

وأشارت إلى أن جزءا من طبقة الأنفاق الأولي هي التي تضررت، حيث كثير من أجزائها طينية وغير مدعمه بالخرسانة المسلحة، كما في الطبقتين الأخيرتين.

وفي الأعوام الماضية، سمحت حركتا حماس والجهاد الإسلامي لعدد محدود من الصحفيين والمصورين المحترفين في غزة بالنزول إلى باطن الأرض لملامسة جدران تلك الأنفاق ومشاهدة غرف تخزين الأسلحة وإجراء مقابلات صحفية نادرة، بعد أن عصبت أعين الصحفيين والمصورين عقب نقلهم في مركبات تابعه للحركتين خلال ذهابهم وإيابهم من تلك الرحلات آنذاك.

وعلى الأرض تمتلك حماس ثمانية ألوية عسكرية موزعة على محافظات قطاع غزة الخمسة، ويضم كل لواء آلافا من مقاتلي النخبة في تخصصات متعددة مثل وحدات الدروع، والدفاع الجوي والقنص، والقوات الخاصة، والكومندز البحري.

وبحسب مصادر حماس فإن مقاتلي تلك الوحدات تم اختيارهم بعناية وتلقوا تدريبات عسكرية داخل وخارج قطاع غزة وبعضهم شارك في الهجوم المذهل والواسع على جنوب إسرائيل في السابع من الشهر الجاري.

وأظهرت سلسلة مقاطع فيديو نشرها الذراع العسكري لحماس على مدى سنوات وخلال أيام القتال قائمة طويلة من ترسانة الأسلحة من بينها أنظمة صاروخية، طويلة المدى، مثل "إم - 75 "، يصل مداها حتى 75 كيلومترا، و"إس إتش 85"، يصل مداها إلى 85 كيلومترا، و"الفجر" يصل مداها حتى 100 كيلومتر، و"آر- 160" ويصل مداها حتى 120 كيلومترا، و"عياش 250"، ويصل مداها إلى 250 كيلومترا، و"رجوم"، قصير المدى من عيار 114 ملم، نجح في الوصول إلى تل أبيب ومعظم المستوطنات الإسرائيلية خلال عملية "طوفان الأقصى".

ولدى حماس أيضا ثلاثة أجيال من الطائرات المسيرة من بينها الزواري وشهاب وسرب والخفاش الطائر، ومنظومة متعددة من الصواريخ، القصيرة والمتوسطة من بينها: صاروخ القسام، يبلغ مداه 10 كيلومترات، و"القدس 101"، يبلغ مداه حوالي 16 كيلومترا، كما أن لديها نظام صواريخ "غراد" ويصل مداه حتى 55 كيلومترا، فضلا عن قذائف الهاون وقذائف "107"، علاوة على صواريخ "كورنيت".

كما تمتلك حماس منظومة الدفاع الجوي "متبر1" واستخدمتها في عمليات استهداف الطائرات الإسرائيلية، وهي عبارة عن صواريخ "أرض- جو" محلية الصنع وانتشر فيديو دعائي لاستخدامها خلال الحرب الحالية. 

الصور