مقالة خاصة: سكان غزة ينتهزون فترة الهدنة لتفقد منازلهم وسط دمار هائل
غزة 28 نوفمبر 2023 (شينخوا) صُدم الفلسطيني أحمد رشيد من حي الزيتون جنوب مدينة غزة من هول الدمار والخراب الذي طال منطقة سكناه بفعل الغارات الإسرائيلية المكثفة طيلة الأسابيع الماضية.
وانتهز رشيد (52 عاما) إعلان تمديد الهدنة الإنسانية يومين إضافيين من أجل العودة إلى منزله لتفقده، بعد أن كان خرج منه قسرا قبل نحو ثلاثة أسابيع بحثا عن ملجأ آمن.
ونزح أبو رشيد رفقة زوجته وخمسة من أبنائه إلى إحدى مدارس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) خوفا من الغارات العنيفة.
ويقول رشيد، الذي وقف مذهولا قبالة منزله الذي تغيرت ملامحه بعد تعرضه لأضرار كبيرة، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن "وقف إطلاق النار منحنا بعض الوقت للعودة مرة أخرى إلى منطقة سكننا ورؤية منازلنا التي تؤوينا شبه مدمرة".
ويستذكر الرجل الخمسيني بحسرة كبيرة وعيناه تدمعان، منزله الذي كان مكونا من ثلاثة طوابق على مساحة 200 متر مربع أسفله أربعة محلات تجارية، لكنه بات غير صالح للسكن بعد أن بناه حجرا فوق آخر من كده وتعبه.
ويشكو رشيد بينما يتمتم ببعض الكلمات ويضرب كفيه ويندب حظه، من أن العودة القصيرة إلى المنزل لعدة ساعات بعد أسابيع من النزوح "غير مجدية ونريد العودة بشكل دائم ضمن اتفاق وقف إطلاق نار دائم".
وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الليلة الماضية "الاتفاق مع الأشقاء في قطر ومصر على تمديد الهدنة الإنسانية المؤقتة مع إسرائيل لمدة يومين إضافيين بنفس شروط الهدنة السابقة".
وتوصلت إسرائيل وحركة حماس بوساطة قطرية مصرية أمريكية، إلى اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ يوم الجمعة الماضي بعد 48 يوما من القتال في قطاع غزة.
وتضمن اتفاق الهدنة وقف العمليات القتالية وإطلاق سراح 50 من المحتجزين المدنيين الإسرائيليين مقابل 150 من الأسرى الفلسطينيين من الأطفال والنساء في السجون الإسرائيلية، إضافة لإدخال مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى غزة.
وعلى مدار اليومين الماضيين، خرجت عشرات الصور على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر حجم الدمار في المباني والممتلكات والأبراج السكنية والشوارع والبنية التحتية بفعل القصف والعمليات البرية الإسرائيلية.
وكان من بين المشاهد ما حل ببلدة بيت حانون القريبة من السياج الفاصل مع إسرائيل أقصى شمال قطاع غزة ويسكنها عشرات العائلات بينها أسر بدوية تعتمد على الزراعة وتربية الحيوانات.
وقال الشاب محمد موسى الذي عاد للتو إلى منزله بعد شهر من الخروج منه لـ ((شينخوا))، إن البلدة، والتي تمثل البوابة الشمالية للقطاع، دمرت وتغيرت ملامحها بشكل شبه كامل بفعل كثافة القصف الذي تعرضت له.
وأضاف موسى (35 عاما)، والذي فقد منزل عائلته في غارة إسرائيلية، أن "القصف لم يبق حجرا في مكانه في البلدة وكأن زلزال أصابها في مشهد لم نعهده طيلة الحروب السابقة".
ونزح موسى مع أفراد عائلته المكونة من 20 شخصا قبل 35 يوما، إلى إحدى مدارس الأونروا في مخيم جباليا شمال القطاع حرصا على حياتهم.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن عدد الوحدات السكنية التي تعرضت إلى هدم كلي جراء الحرب الإسرائيلية، بلغ قرابة 50 ألف وحدة، إضافة إلى 240 ألف وحدة سكنية تعرضت للهدم الجزئي.
وقال المكتب في بيان، إن حجم الدمار ظهر جليا بعد دخول اتفاق الهدنة الإنسانية، وهذا يعني أن أكثر من 60 في المائة من الوحدات السكنية في قطاع غزة تأثرت ما بين هدم كلي وغير صالح للسكن وهدم جزئي.
وأضاف البيان، أن "الحرب العدوانية الإسرائيلية كشفت حجم الدمار الهائل، حيث طالت 2.4 مليون إنسان يعيشون ظروفا غاية في الصعوبة في قطاع غزة وطالت كذلك كل مناحي الحياة بلا استثناء وعلى جميع الصُعد".
بموازاة ذلك، يواجه جهاز الدفاع المدني في القطاع مصاعب شديدة في إزالة ركام المباني وفتح الطرق الرئيسية، بحسب ما أفاد الناطق باسم الجهاز محمود بصل.
وقال بصل للصحفيين في غزة، إن أكثر من ثلثي مركبات جهاز الدفاع المدني باتت غير صالحة للعمل نتيجة استهدافها في غارات إسرائيلية في وقت لا تتوفر فيها أي معدات ثقيلة للتعامل مع أنقاض المباني المدمرة.
ووفق بصل، فإن خدمات الدفاع المدني "متواضعة وتعمل بالحد الأدنى، داعيا إلى إرسال طواقم عربية بكامل إمكانياتها ومعداتها للتعامل مع حجم الدمار الكبير.








