الصين وفرنسا بصدد العمل على تمتين العلاقات وسط تحوّل المشهد العالمي

الصين وفرنسا بصدد العمل على تمتين العلاقات وسط تحوّل المشهد العالمي

2024-05-06 12:20:45|xhnews

باريس 5 مايو 2024 (شينخوا) وصل الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى هنا يوم الأحد في زيارة دولة إلى فرنسا، حيث من المتوقع أن يعمل الجانبان على تمتين علاقاتهما الثنائية والتأكيد مجددا على التزامهما بتعزيز شراكتهما وسط تحوّل المشهد العالمي.

من المتوقع أن تشمل المناقشات والاتفاقيات خلال زيارة الدولة الثالثة التي يقوم بها الرئيس شي إلى فرنسا، بعد زيارتيه لها في عامي 2014 و2019، طيفا واسعا من المجالات الهامة. من التجارة والاستثمار وصولا إلى الابتكار والتبادل الثقافي، يعكس جدول الأعمال الطبيعة الشاملة للعلاقات الثنائية بين الصين وفرنسا.

ومن ناحية أخرى، فإن الزيارة سوف تتجاوز كونها ثنائية. فمن المتوقع إجراء حوارات بشأن القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، فضلا عن التعاون متعدد الأطراف. وهذا يؤكد على التقليد الراسخ المتمثل في تفاني البلدين المشترك في التصدي للتحديات المعقدة من خلال المساعي الدبلوماسية التعاونية.

ولدى إشارته إلى أن التعددية تبدو "أنجع وسيلة لحل معظم مشاكل عالمنا متعدد الأقطاب"، قال رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق لوران فابيوس إن فرنسا والصين تتقاسمان "بعض الرؤى المتقاربة ــ إن لم تكن المتطابقة ــ بشأن الحوكمة العالمية".

ولفت الرئيس شي في مقال موقع نُشر يوم الأحد في صحيفة ((لو فيغارو)) الفرنسية إلى أنه كلما طال أمد الأزمة الأوكرانية، تعاظم الضرر الذي ستلحقه بأوروبا والعالم.

وذكر الرئيس شي في المقال أن "الصين تأمل في أن يعود السلام والاستقرار إلى أوروبا في أقرب وقت. ونحن مستعدون للعمل مع فرنسا والمجتمع الدولي بأسره لإيجاد مخرج معقول للأزمة".

أما بالنسبة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي الجاري، أشار الرئيس شي في المقال إلى أن "هناك الكثير من القواسم المشتركة بين الصين وفرنسا بشأن القضية الفلسطينية-الإسرائيلية". وأضاف قائلا "ومن ثم فمن الأهمية بمكان أن نعزز التعاون وأن نساعد في استعادة السلام في الشرق الأوسط".

تتزامن هذه الزيارة، وهي أول جولة يقوم بها الرئيس شي إلى أوروبا منذ ما يقرب من خمس سنوات، مع الذكرى الـ60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وفرنسا، وهو حدث يُمثل معلما هاما في العلاقات بين الصين والغرب.

ومن جانبه، ذكر إريك ألوزيه، رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية-الصينية بالجمعية الوطنية الفرنسية، في منتدى حول التبادلات الشعبية والثقافية بين فرنسا والصين، أن قرار فرنسا بإقامة علاقات دبلوماسية مع الصين قبل 60 عاما جاء معاكسا للمواقف السائدة للقوى الغربية الكبرى في ذلك الوقت.

وقال إن "فرنسا والصين يمكنهما الآن أن تتذكرا بإعزاز لحظة فريدة في التاريخ".

في مقال ممهور بتوقيعه نُشر عند وصوله يوم الأحد، قال الرئيس شي إنه خلال الـ60 عاما هذه، ظلت العلاقات الثنائية دائما مواكبة لعلاقات الصين مع الدول الغربية، وهو ما قدم مثالا رائعا للدول ذات النظم الاجتماعية المختلفة على كيفية التعايش في سلام والسعي إلى تحقيق التعاون المربح للجميع.

وإن تطور العلاقات الثنائية بين الصين وفرنسا يقف شاهدا على تصريحات الرئيس شي. فعلى الرغم من اختلاف النظم السياسية، أقام البلدان شراكة قوية اتسمت بالتعاون والاحترام المتبادل.

وإلى جانب كونها أول دولة غربية كبرى تضفي الطابع الرسمي على العلاقات الدبلوماسية مع الصين في عام 1964، تعد فرنسا أول دولة غربية كبرى تقيم شراكة إستراتيجية شاملة مع الصين. وتعد هذه الدولة الأوروبية أيضا أول دولة غربية تبرم اتفاقا مع الصين للنقل الجوي وأول دولة تتعاون مع الصين في مشاريع الطاقة النووية المدنية.

تأتي هذه الزيارة وسط دعوات وجهها بعض صناع القرار السياسي الغربيين إلى "إزالة المخاطر" من الصين. بيد أن التعاون المثمر المربح للجانبين بين الصين وفرنسا يعد بمثابة دحض قوي لمثل هذه الخطاب الحمائي.

على مدى السنوات الـ60 الماضية، ارتفع حجم التبادل التجاري بين الصين وفرنسا بشكل كبير، حيث زاد بواقع 800 ضعف ليصل إلى 78.9 مليار دولار أمريكي في العام الماضي. وفي الفترة من عام 2019 إلى عام 2023، نمت واردات الصين وصادراتها مع فرنسا بنسبة 5.9 في المائة سنويا.

وتعد الصين الآن أكبر شريك تجاري لفرنسا في آسيا، بينما تعد فرنسا ثالث أكبر شريك تجاري وثالث أكبر مصدر للاستثمار بالقيمة الحقيقية داخل الاتحاد الأوروبي بالنسبة للصين.

علاوة على ذلك، تؤكد البيانات الواردة من الهيئة العامة للجمارك بالصين على الدور المحوري الذي تلعبه فرنسا بخلاف الواردات الزراعية. فإن فرنسا تعد أيضا مصدرا بالغ الأهمية لاستيراد الطائرات والمكوّنات الفضائية، حيث مثلت حوالي 30 في المائة من إجمالي حجم واردات الصين في هذين القطاعين على مدى السنوات الخمس الماضية.

ومن ناحية أخرى، تشير دراسة استقصائية أجرتها غرفة التجارة والصناعة الفرنسية في الصين عام 2023 وشملت الشركات الفرنسية في الصين إلى أن 47 في المائة من الشركات الأعضاء تعتزم مواصلة الاستثمار في الصين.

فقد قالت باربرا فراي، نائبة الرئيس التنفيذي لشركة ((شنايدر إلكتريك))، في حديثها لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن "أهمية السوق الصينية، من وجهة نظري، لم تتغير". وأعربت عن ثقتها في مكانة الصين كاقتصاد أكثر نضجا وأكبر سوق في الأتمتة الصناعية وسلطت الضوء على دور الصين كـ"محرك للابتكار".