(وسائط متعددة) مقالة خاصة: أطفال فلسطينيون يتشبثون بالأمل رغم استمرار الحرب

(وسائط متعددة) مقالة خاصة: أطفال فلسطينيون يتشبثون بالأمل رغم استمرار الحرب

2024-05-22 20:29:15|xhnews
في الصورة الملتقطة يوم 19 مايو 2024، طفل فلسطيني يقف على الأنقاض عقب غارة جوية إسرائيلية استهدفت مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة. (شينخوا)

غزة 22 مايو 2024 (شينخوا) بخطى متسارعة، تحاول الطفلة أسيل الشيخ علي أن تسابق والدتها لتهربان من المنطقة التي تعيشان فيها في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة قبل استهدافها من الجيش الإسرائيلي.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أنذر سكان حي الهوجة بضرورة إخلائه فورا تمهيدا لاستهدافه بحجة أنه "تحول إلى ساحة قتال مع المسلحين الفلسطينيين"، على حد قول سكان الحي.

وسادت حالة من الهلع والخوف بين السكان المحليين، الذين عاد غالبيتهم قبل أسابيع قليلة فقط إلى منازلهم المدمرة للعيش فيها بعد انسحاب الجيش منها.

ولكنهم مرة أخرى أجبروا على النزوح والرحيل إلى "المجهول" دون معرفة مصيرهم القادم في ظل اشتداد المواجهات بين الجيش الإسرائيلي والمقاتلين الفلسطينيين.

وبصوت متقطع تقول الطفلة أسيل بينما كانت تسير حافية القدمين لوكالة أنباء ((شينخوا)) "أنا لا أريد أن أموت (..) أنا طفلة صغيرة (..) أريد أن أعيش وأن ألعب وأن أستمتع بالحياة".

وقبل أن تكمل حديثها، دوى انفجار ضخم هز أرجاء الشارع الذي تسير به، وبصرخات بدت للوهلة الأولى أنها أعلى من صوت الانفجار راحت تنادي على والدتها بينما كانت ترتجف.

وراحت الطفلة تركض يمينا ويسارا دون أن تعلم أين تذهب، إلى أن حملها عمها وراح يهدئ من روعها ويخبرها بأن والدتها بخير والجميع على ما يرام.

في الصورة الملتقطة يوم 13 مايو 2024، خيمة في مأوى توفره مدرسة محلية للمشردين في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. (شينخوا)

ويقول محمد الشيخ علي، عم أسيل لوكالة أنباء ((شينخوا)) "هذه الطفلة التي ترونها خائفة وحائرة هي من أكثر الأطفال حبا للحياة وهي طوال الوقت تحاول أن تخبرنا بأننا جميعا سننجو وأننا سنستعيد حياتنا الطبيعية يوما ما (...) طوال الوقت تنشد أغاني للحياة وترفض فكرة الموت نهائيا ظنا منها بأن الأطفال لا يموتون".

وتمكنت وكالة ((شينخوا)) من الحديث مجددا مع أسيل بعد أن وصلت إلى أحد مراكز الإيواء في جباليا لتقول إنها "تحب الحياة واللعب مع أصدقائها وتحلم كل يوم بأن تنتهي الحرب وأن تعود مجددا إلى منزلها للبحث عن دميتها وكتبها".

وتضيف الطفلة ذات البشرة القمحية "بعد ما تنتهي الحرب سيقوم والدي وأعمامي ببناء المنزل ويقوم الجيران ببناء المدرسة والمستشفى (...) سوف تعود غزة جميلة وتوجد بها أماكن للعب".

الأمل ذاته يتمسك به الطفل إبراهيم شعث من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، على الرغم من فقدانه قدمه اليمنى خلال قصف إسرائيلي استهدف منزله قبل أسبوع، مما أدى إلى مقتل عدد من أفراد عائلته وإصابة آخرين.

وفقد شعث والديه وأشقاءه الثلاثة فيما نجا هو وشقيقته مها التي ترافقه في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة لاستكمال علاجه.

ويقول شعت (12 عاما) لـ ((شينخوا)) بينما كان يمسك دمية بين يديه "أنا لم أسمع صوت أي انفجار أو حتى صاروخ ولكنني شعرت بأن المنزل ينهدم فوق رأسي (..) في البداية، ظننت أنني قتلت وأنني أصبحت في العالم الآخر لكن بعد ذلك سمعت أصوات رجال يخبرونني بألا أخاف وألا أقلق لأنني ما زلت على قيد الحياة".

ويتمنى شعت أن تنتهي الحرب وأن يتمكن الأطفال في قطاع غزة من النوم "ولو لليلة واحدة دون أصوات القصف والانفجارات التي تهز كافة أنحاء القطاع".

ويضيف "نحن نحب الحياة ونريد أن نعيش بأمان (...) عائلتي قتلت فقط لأننا نعيش في غزة في حين أن أطفال العالم يعيشون بأمان دون خوف ودون قلق ويتمتعون بكامل حقوقهم".

ويتابع الطفل بينما كان يشاهد صور والديه وأشقائه عبر هاتفه المتنقل "لقد فقدت كل شيء في هذه الحرب.. عائلتي وأشقائي ومنزلي والأمان ولكنني لم أفقد الأمل بأن أكبر وأصبح طبيبا وأعالج أبناء شعبي يوما ما".

في الصورة الملتقطة في الأول من مايو 2024، طفلان بين أنقاض منزل مدمر في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة. (شينخوا)

كل تلك الأحلام كانت تراود سما أبو زايد من مخيم المغازي وسط قطاع غزة ولكنها لم تتمكن من تحقيق أي منها عقب مقتلها في غارة إسرائيلية استهدفت منزل عائلتها قبل شهرين.

وتقول هنية أبو زايد والدة سما لـ ((شينخوا)) "كانت طفلتي تحلم أن تصبح رسامة يوما ما (...) لكن الجيش الإسرائيلي قتلها وقتل أحلامها وقتل الحياة في داخلي".

وتضيف الأم المكلومة "ما هو الذنب الذي ارتكبه أطفالنا ليتم قتلهم بهذه الوحشية؟ وما هو ذنبنا أن نعيش مع كل هذا القهر والظلم؟"، مطالبة المجتمع الدولي بأن يوقف ما وصفته بـ"شلال الدم في غزة".

ويشن الجيش الإسرائيلي حربا واسعة النطاق في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي وذلك عقب تنفيذ حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هجوما مباغتا على البلدات والمواقع العسكرية الإسرائيلية، وقتل حوالي 1200 شخص وأسر ما يقارب 240 آخرين.

ومنذ ذلك الوقت، يواصل الجيش الإسرائيلي شن هجماته البرية والجوية والبرية على غالبية مناطق القطاع،  مما أدى إلى مقتل أكثر من 35 ألف فلسطيني وجرح ما يزيد على 79 ألفا آخرين غالبيتهم من الأطفال والنساء، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) قالت في بيان لها إن الأطفال في قطاع غزة يواجهون تهديدا ثلاثيا مميتا مع ارتفاع حالات الإصابة بالأمراض، وانخفاض التغذية، واقتراب تصعيد الأعمال العدائية من شهره الثامن.

وشددت اليونيسف على ضرورة توفير حماية لجميع الأطفال والمدنيين من العنف وتمكينهم من الوصول إلى الخدمات والإمدادات الأساسية لتجنيبهم خطر الموت إما بالأعمال العدائية أو حتى نتيجة لسوء التغذية والأمراض.

الصور