تعليق ((شينخوا)): اعتراف الدول الأوروبية بالدولة الفلسطينية يعمّق عزلة الولايات المتحدة

تعليق ((شينخوا)): اعتراف الدول الأوروبية بالدولة الفلسطينية يعمّق عزلة الولايات المتحدة

2024-05-24 20:09:31|xhnews

رام الله 24 مايو 2024 (شينخوا) تظهر القرارات التي اتخذتها النرويج وأيرلندا وإسبانيا بالاعتراف بفلسطين كدولة، والتي لاقت ترحيبا واسعا، أن المزيد من الدول تقف الآن إلى جانب العدالة بشأن هذه القضية، ما يترك الولايات المتحدة معزولة بشكل متزايد.

لقد تطلع الفلسطينيون منذ فترة طويلة إلى إقامة دولة. وبالعودة إلى عام 1988، أعلن اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر العاصمة عن قيام دولة فلسطين. وحتى الآن، اعترفت حوالي 140 دولة بالدولة الفلسطينية. وفي تناقض صارخ، فإن معظم الدول الغربية ليست من بين هذه الدول.

وفي مخالفة للاتجاه العالمي، خذلت الدول الغربية، والولايات المتحدة على وجه الخصوص، الفلسطينيين مرارا. وفي عام 2011، ومرة أخرى هذا العام، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضد حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ما أدى إلى عرقلة الطريق إلى إقامة دولة فلسطينية.

إن الظلم الذي عانى منه الشعب الفلسطيني لفترة طويلة ما زال بحاجة إلى تصحيح، وبذلك أصبح السبب الجذري للصراعات الفلسطينية-الإسرائيلية. وفي حين أن حل الدولتين الأساسي لا يزال أمرا بعيد المنال، فإن تداعياته كارثية. منذ بدء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي الدائر في أكتوبر الماضي، تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين 35000، في حين أن عدد القتلى الإسرائيليين من هجوم حماس المفاجئ في 7 أكتوبر يبلغ 1139، وفقا لتقارير إعلامية.

إن القضية الفلسطينية هي جوهر قضايا الشرق الأوسط وتتعلق بالسلام والاستقرار في المنطقة والمساواة والعدالة على الصعيد العالمي. لقد كان النداء القوي الذي وجهه المجتمع الدولي والمسؤولية المشتركة لجميع الأطراف، يتعلقان بدعم ودفع عملية إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة من أجل تسهيل السلام الدائم في الشرق الأوسط.

وقال رئيس الوزراء الأيرلندي سيمون هاريس في تصريحات عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "نعتقد بأن الاعتراف سيسهم في تحقيق السلام والمصالحة في الشرق الأوسط. إنه بيان دعم لا لبس فيه لحل الدولتين، إنه المسار الوحيد الموثوق به لإحلال السلام والأمن لدى إسرائيل وفلسطين وشعبيهما".

من جانبه، أشار رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى أن إسبانيا تعترف بفلسطين "من أجل السلام والعدالة والانسجام"، حاثا كلا الطرفين على الانخراط في الحوار لتحقيق حل الدولتين.

وفي السياق ذاته، قال رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستوره: "لن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط دون حل الدولتين. ولا يمكن تحقيق حل الدولتين بدون دولة فلسطينية. بعبارة أخرى، فإن إقامة دولة فلسطينية شرط أساسي لتحقيق السلام في الشرق الأوسط".

وخلال جلسة خاصة في وقت سابق من الشهر الجاري، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة قرارا يجدد التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، بما في ذلك الحق في إقامة دولة فلسطينية مستقلة، لتصبح مؤهلة للحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة. كما أوصى القرار بأن يعيد مجلس الأمن الدولي النظر في طلب فلسطين بالحصول على عضوية في الأمم المتحدة.

ويرى هيو لوفات، وهو زميل سياسي بارز في مركز أبحاث المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أن التحرك الإيجابي الذي اتخذته الدول الأوروبية الثلاث يعد خطوة قوية نحو إقامة دولة فلسطينية، لأنه قد يشجع دولا أخرى، وخاصة تلك الموجودة في الغرب، على اتخاذ خطوات مماثلة، مضيفا أن "الاعتراف يشكل خطوة ملموسة نحو مسار سياسي صالح يؤدي إلى تقرير المصير الفلسطيني".

وأشارت صحيفة ((نيويورك تايمز)) الأمريكية إلى أن إعلان الدول الأوروبية الثلاث أوضح وجهة النظر التي يتردد صداها في عدد متزايد من العواصم، بأن السيادة الفلسطينية لا يمكن أن تنتظر التوصل إلى اتفاق سلام دائم مع إسرائيل.

ولعل الأمر الأكثر أهمية هو كيف تشير الاعترافات الجديدة إلى تآكل "ملكية" الولايات المتحدة لعملية السلام الإسرائيلية-الفلسطينية منذ فترة محادثات السلام التي أدت إلى توقيع اتفاق أوسلو، حسبما علقت صحيفة ((الجارديان)) البريطانية.

وعلى الرغم من التقدم المحرز، فإن الطريق نحو إقامة دولة مستقلة مليء بالعقبات التي أقامتها الولايات المتحدة. فقد ردت الحكومة الأمريكية يوم الأربعاء على قرارات النرويج وأيرلندا وإسبانيا، قائلة إن الدولة الفلسطينية لا ينبغي أن تتحقق من خلال "اعتراف أحادي الجانب". وعلى الرغم من ادعائها بدعم حل الدولتين، فإن واشنطن، كما هو الحال دائما، تصرفت في الواقع بطريقة ازدواجية.

وفي تجاهل للنداء العادل من المجتمع الدولي، نرى واشنطن تتحدث عن الحاجة إلى وقف إطلاق النار بينما تضخ أسلحة إلى إسرائيل، وتتحدث عن المساعدات الإنسانية بينما تضع عراقيل أمام وصولها، وذلك في تصرف مشين ينم عن مدى نفاقها.

ومع ذلك، فإن ثمة حاجة ماسة إلى بصيص من الأمل عبر إعطاء الأولوية لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة رغم أنه تبين بالفعل صعوبة تحقيق ذلك. ومع استمرار المفاوضات، يتعين على الدول المعنية إظهار شجاعة سياسية والاستجابة لنداء المجتمع الدولي ووضع المصالح الأساسية لشعوب المنطقة في الاعتبار واتخاذ تدابير ملموسة لدعم حل الدولتين.

الصور