(وسائط متعددة) مقالة خاصة: الروبوتات والطواويس..علامات تطور المصانع الصينية

في الصورة الملتقطة يوم 24 مايو 2024، روبوت يكتب بالخط الصيني في قاعة عرض لشركة جاكا للروبوتات في بلدية شانغهاي بشرقي الصين. (شينخوا) 

    شانغهاي 25 مايو 2024 (شينخوا) الروبوتات في كل مكان، والأنوار مغلقة، وطواويس تتجول خارج المصنع في هدوء... هذه هي المصانع التي نتحدث عنها في الصين.

   إن اعتماد التقنيات المتقدمة مثل الروبوتات، والذكاء الاصطناعي، والإنترنت الصناعي، والبيانات الضخمة يعمل على تحويل بيئات المصانع التقليدية. فالانطباع القديم عن المصانع ذات الآلات الصاخبة والمحادثات بصوت عال يتلاشى بصورة متسارعة.

    في المصنع الرقمي التابع لشركة شانغهاي لصناعة السيارات، يعمل أكثر من 400 روبوت بلا كلل، حيث تخرج سيارة جديدة من خط التجميع كل 70 ثانية تقريبا.

    وبمساعدة تقنية التعرف على الصور، يمكن لروبوت تجميع جسم السيارة العثور بدقة على المحرك المناسب لكل طراز. وفي الوقت نفسه، يمكن لروبوت تركيب الإطارات إكمال تجميع إطارات السيارة الأربعة آليا.

    هنا لا تتطلب عملية التصنيع المعقدة تدخلا يدويا، ويمكن لخط التجميع الواحد تحقيق الإنتاج المختلط لطرازات متعددة.

    تعد شانغهاي أول مدينة في الصين تحسب كثافة عدد الروبوتات، وذلك بحساب عدد الروبوتات لكل 10000 موظف. وفي الوقت الراهن، وصلت كثافة الروبوتات في المؤسسات الصناعية الرئيسية في شانغهاي إلى 426 وحدة، مما وضعها في موقع الريادة عالميا.

    ووفقا لخطة عمل أصدرتها الحكومة المركزية في عام 2023، فإنه بحلول عام 2025، ستتضاعف كثافة الروبوتات في قطاع التصنيع في الصين عما كانت عليه في عام 2020. وستصل كثافة الروبوتات في الصناعات الرئيسية في شانغهاي إلى 500 وحدة في عام 2025.

    تستطيع أن ترى في مصنع جاكا للروبوتات في شانغهاي صفوفا من الروبوتات بمختلف الأحجام ذات الوظائف المختلفة، مثل وضع الغراء على سماعات البلوتوث، ولحام السيارات، وتنظيف الأجهزة الفلكية الضخمة...

    وقال لي مينغ يانغ، رئيس الشركة "استنادا إلى الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، نحسن باستمرار الإدراك الذكي لروبوتاتنا وتخطيط المسار ودقتها التشغيلية وقدرتها على التفاعل".

في الصورة الملتقطة يوم 22 مايو 2024، مصنع لشركة باوستيل يتم إطفاء الأنوار فيه في بلدية شانغهاي بشرقي الصين. (شينخوا) 

    إن التجول في ورشة الدرفلة على البارد في شركة باوستيل في شانغهاي يشبه الدخول إلى غابة فولاذية داكنة.

    يدعم "دماغ الذكاء الاصطناعي" غرفة التحكم الرئيسية بثلاثة مشغلين فقط. حيث حلت الروبوتات محل العمل اليدوي في الورشة، لذلك غالبا ما يتم إطفاء الأنوار لتوفير الطاقة. حتى لوحات السيارات ذات عملية التصنيع عالية التعقيد لا يزال من الممكن إنتاجها بسلاسة دون إضاءة تقريبا.

    باعتبارها "مصنع العالم"، كانت الصين أكبر سوق في العالم للروبوتات الصناعية لمدة 10 سنوات متتالية، وزادت حصتها من القدرة المركبة العالمية من 14 في المائة في عام 2012 إلى 52 في المائة في عام 2022.

في الصورة الملتقطة يوم 22 مايو 2024، طاووس في حديقة لشركة باوستيل في بلدية شانغهاي بشرقي الصين. (شينخوا) 

    حتى أن هناك حديقة حيوان بنتها شركة باوستيل بالقرب من المصنع، والتي يوجد بها طواويس وغزلان سيكا. وتعتبر الحيوانات الحساسة بيئيا أفضل علامة على التغييرات التي تطرأ على البيئة المحيطة بالمصنع.

    أصبحت مصانع الصلب، التي كانت ذات يوم مرتبطة بشدة بـ "التلوث"، طليعة التصنيع الأخضر.   

    قامت شركة باوستيل ببناء منصة ذكية لبيانات الكربون، تتضمن محاسبة الكربون وأصول الكربون والبصمة الكربونية، بحيث يكون لكل منتج من منتجات الصلب المقدمة للعملاء "أثر كربوني" يمكن تتبعه.

    في مارس الماضي، تم إنتاج الدفعة الأولى من منتجات الصلب السيليكوني منخفضة الانبعاثات الكربونية في الصين. من خلال تقليل استهلاك الوقود الخام مثل المعادن الخام والفحم وفحم الكوك في عملية الصهر، تم تقليل البصمة الكربونية للمنتج.

    "بحلول عام 2025، سيكون لدينا القدرة التقنية لخفض انبعاثات الكربون بنسبة 30 في المائة، ونخطط لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050" ، قال ليو شي جيون، نائب المدير العام لمركز العمليات في شركة باوستيل.■