(وسائط متعددة) تحقيق إخباري: مزارع سوري يحافظ على البيئة من خلال تمسكه بزراعة الوردة الشامية التراثية

(وسائط متعددة) تحقيق إخباري: مزارع سوري يحافظ على البيئة من خلال تمسكه بزراعة الوردة الشامية التراثية

2024-06-05 11:15:15|xhnews

محمد جمال عباس، مزارع متخصص في زراعة الوردة الشامية، يتحدث خلال مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) في بلدة المراح شمال العاصمة السورية دمشق في 28 مايو 2022. (شينخوا)

دمشق 5 يونيو 2024 (شينخوا) يقف المزارع السوري الستيني محمد جمال عباس وسط أرضه المزروعة بالوردة الشامية، يتأملها كيف غدت بعد مضي زمن كبير على زراعتها، ليحافظ عليها وتبقى متألقة وخضراء نضرة.

ويعمل عباس الملقب بأبي قصي بكل جد ونشاط بأرضه التي ورثها عن أبيه وجده، ويحاول أن يشجع الناس على زراعة الوردة الشامية في قريته المراح بريف دمشق الشمالي (الموطن الأصلي لها)، لتبقى الأرض خضراء ومعطاءة.

زار فريق وكالة أنباء ((شينخوا)) بلدة المراح مؤخرا، البلدة التي تحتفل سنويا بالوردة الشامية عبر مهرجان سنوي يقام فيها احتفاء بهذه الوردة التراثية التي سُجلت على لائحة التراث غير المادي لمنظمة اليونسكو، والذي يتزامن مع اليوم العالمي للحفاظ على البيئة، وشاهدوا اهتمام المزارعين بالوردة الشامية.

وفي عام 2019، أدرجت منظمة اليونسكو الوردة الشامية ضمن قائمة التراث العالمي الإنساني غير المادي.

ويقام في قرية المراح كل عام في شهر مايو، الذي يصادف مطلع موسم جمع الورود، مهرجان وردة الشام تحت شعار "وردة الشام أثمن من الذهب وأطول عمرا من النفط".

وقال عباس، وهو يرتدي الزي التقليدي لتلك المنطقة، إن "أهالي قريتي يزرعون الوردة الشامية لكونها نبتة لها تاريخ عريق في تلك المنطقة، وتساعد في تثبيت التربة من الانجراف، وتعطي منظرا جميلا"، مؤكدا أن الوردة الشامية تحافظ على البيئة وتنقي الجو من التلوث.

واعتبر الرجل، وهو أب لخمسة أولاد، أن الزراعة هي العمل الأساسي له، مبينا أنه ورث هذه الأرض عن أبيه وجده، وعمل على تجديد النباتات فيها لتبقى نضرة، وتعطيه موسما جيدا.

وتابع يقول "الموسم جيد هذه السنة، وكانت الأمطار أكثر من السنوات الماضية وقمنا بري الوردة"، لافتا إلى أن "تثبيت بئر ماء في القرية لري الأراضي ساهم في تحسين موسم الوردة الشامية هذا العام وأعطى انتاجا وفيرا ".

وأشار عباس إلى أن كل الشتلات الزراعية للوردة الشامية التي تذهب للخارج تأتي من قرية المراح، مضيفا "نحن مرتبطين بالأرض، ونعمل لتبقى هذه الأرض خضراء".

امرأة سورية تشارك في عملية قطاف الوردة الشامية في بلدة المراح شمال العاصمة دمشق سوريا في 25 مايو 2023. (شينخوا)

وحث عباس المزارعين على العمل على توسيع زراعة الوردة الشامية، لأن هناك مساحات لا تزال غير مزروعة، لافتا إلى أن ارض القرية غنية وتعطي انتاجا وفيرا في حال تم الاهتمام بها.

وأكد أن "الوردة الشامية هي منتج وطني بالأساس من تراثنا، تراث سوريا، هذه الوردة تم إدراجها باليونسكو وهذه المنطقة هي الأم للوردة الشامية".

وأضاف "نحن نورث أبناءنا منذ الصغر هذه الأرض وحب الوردة الشامية، نحن مولعون بهذه النبتة ومرتبطون بها"، مؤكدا أن أولاده خلال أيام العطلة من الجامعة يأتون للعمل في الأرض بغية مساعدته.

وأوضح عباس أن أولاده متمسكين بالأرض ويحاولون تعلم كيفية رعاية نبتة الوردة الشامية.

وأوضح أن انتاج الوردة الشامية يتم تسويقه محليا عبر بيع الورد من أجل صناعة المربى أو صنع شراب الورد.

ومن جانبه، قال المهندس رائد حمزة مدير المركز الوطني للسياسيات الزراعية بوزارة الزراعة السورية، إن "أي نبات أخضر هو مفيد للبيئة، والوردة الشامية أو الدمشقية هي من النباتات التي تسهم في الحفاظ على البيئة، إنها صديقة البيئة".

وأكد حمزة أن هذه الوردة بالإضافة إلى فوائدها البيئية فهي تعطي منظرا جماليا.

وأضاف "هذه الوردة غير مستهلكة للمياه، ونشجع الناس على زراعتها لعدة عوامل بيئية وجمالية وصحية".

وأشار حمزة إلى أن الوردة الشامية من الناحية الاقتصادية تشكل مصدر دخل لمن يزرعها، والخلاصات العطرية التي تخرج منها تستخدم في صناعة العطور، وهي أيضا ذات مردود مادي عالي جدا.

يذكر أنه يتم الاحتفال بيوم البيئة العالمي في يوم 5 يونيو من كل عام وهو احتفال عالمي للتوعية العامة وكيفية الحفاظ على نظامنا البيئي.

الصور