الصين تتخذ تدابير متنوعة وفعالة لحماية التنوع الأحيائي البحري

بكين 8 يونيو 2024 (شينخوانت) يصادف الـ8 من يونيو اليوم العالمي السادس عشر للمحيطات. وفي السنوات الأخيرة، حُمِيت موائل ومجموعات عدد من الكائنات البحرية النادرة في الصين بشكل فعال، وانتعش التنوع الأحيائي البحري بصورة ملحوظة، مما حقق تعايشا متناغما بين الإنسان والطبيعة.

وتوجد حاليا في معهد مقاطعة لياونينغ لعلوم مصايد الأسماك البحرية العديد من صغار فقمات الميناء التي فُصلت عن أمهاتها وتترعرع تحت رعاية دقيقة. وقال العاملون إنه بعد تعافي العلامات الجسدية للأشبال بشكل جيد، سيدربونها في الظروف الطبيعة للتأكد من أن لديها القدرة على البقاء على قيد الحياة بعد إطلاق سراحها. وأوضح المربي ليو في، لمراسل شينخوانت أن هناك نوعين رئيسيين من الأطعمة التي تعطى للفقمات كل يوم، أحدهما أسماك الربيع والآخر الأسماك الطائرة. ويؤدي العاملون أعمالا راتبة كل صباح، مثل تغيير المياه، وتنظيف البركة، والتغذية. ويجري الأطباء البيطريون فحوصات كل يوم.

وتعتبر فقمة الميناء الزواحف الوحيدة التي يمكنها التكاثر في المياه الصينية. وفي فبراير من العام الماضي، أعلنت قائمة الحيوانات البرية الوطنية المحمية الرئيسية المعدلة حديثًا ورُقِّيت فقمة الميناء من حيوان بري محمي وطني من المستوى الثاني إلى المستوى الأول. ومن أجل حماية هذه الأنواع المهددة بالانقراض، أنشأت الصين محميات طبيعية متعددة بمساحة مائية إجمالية تزيد عن 1,56 مليون هكتار.

وبالإضافة إلى إنشاء المحميات الطبيعية وتنفيذ عمليات الإنقاذ، تعد التربية الاصطناعية أيضا وسيلة مهمة لحماية الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض. وفي محمية السلاحف البحرية الوطنية الطبيعية في مقاطعة قوانغدونغ، تمكنت السلاحف البحرية من وضع البيض وتفقيسه في بيئة اصطناعية بالكامل. وقال الفني لي مان وين إن السلاحف الخضراء التي ربوها العام الماضي أصبحت الآن بصحة جيدة للغاية، ويعملون كل يوم على تصريف المياه وغسل حوض السباحة، ثم وضع بعض الأدوية على السلاحف، لأن طبيعة الحيوانات هي أن تعض بعضها بعضا، وإذا لم يوضع الدواء، فقد تلتهب الجروح.

وقال يو تشونغ، الممثل الرئيسي للمكتب التمثيلي لمنظمة "وايلد إيد" في بكين، إن السلاحف البحرية، باعتبارها نوعا رئيسيا، تؤدي دورا مهما للغاية في النظام البيئي البحري بأكمله، وفي السنوات الأخيرة، شهدت إجراءات حماية السلاحف البحرية في الصين تحسنا متزايدا. وأضاف أن وجود السلاحف البحرية يمكنه المساعدة في الحفاظ على الشعاب المرجانية سليمة نسبيا، فالشعاب المرجانية هي في الواقع موائل مهمة للغاية للعديد من الكائنات البحرية الأخرى، ويمكن لوجود السلاحف البحرية أيضا تحقيق موازنة أعداد الحيوانات البحرية مثل الإسفنج وقنديل البحر. وخلال العامين الماضيين، وبفضل جهود العديد من منظمات حماية السلاحف البحرية ودعم الحكومة، أطلقت الصين على التوالي مشاريع تجريبية لبناء مجتمعات حماية السلاحف البحرية لتعزيز وعي الصيادين بالحماية البيئية من خلال الإدارة المشتركة للمجتمع والتدريب على الإنقاذ.

وفي السنوات الأخيرة، تحسنت نوعية المياه البحرية والبيئة البحرية في الصين بشكل كبير. وأظهرت نشرة جودة البيئة الإيكولوجية البحرية لعام 2023 أن ظروف البيئة الإيكولوجية البحرية في الصين مستقرة بشكل عام، وأن مساحة المناطق البحرية ذات نوعية المياه من الدرجة الأولى في الصيف تمثل 96,8٪ من مناطق الولاية القضائية البحرية. وتجدر الإشارة إلى أن قضايا مثل إلقاء النفايات في المحيطات والجسيمات البلاستيكية البحرية الدقيقة لا يمكن الاستهانة بها. وقال يو تشونغ إنه في اليوم العالمي للمحيطات هذا العام، ستطلق منظمة "وايلد إيد" أيضا أنشطة رعاية عامة للدعوة إلى الحد من استخدام المنتجات البلاستيكية، وتشجيع الجمهور على تقليل توليد النفايات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد عن طريق إحضار مستلزماتهم الخاصة. وقال إنه على مستوى السياسة الوطنية، فقد أصدرت الصين بالفعل إشارة واضحة وقوية للغاية للحد من التلوث البلاستيكي، وسيساعد موقف الصين أيضا على مشاركة الجمهور في تقليل استخدام البلاستيك وحماية البيئة.