(وسائط متعددة) مقالة خاصة: الفلسطينيون يستعيدون حياتهم تدريجيا في مخيم جباليا وسط آمال التوصل لهدنة

(وسائط متعددة) مقالة خاصة: الفلسطينيون يستعيدون حياتهم تدريجيا في مخيم جباليا وسط آمال التوصل لهدنة

2024-06-11 23:33:15|xhnews
في الصورة الملتقطة يوم 5 يونيو 2024، فتاة فلسطينية تلعب بدمية وهي على الأنقاض في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة. (شينخوا)

غزة 11 يونيو 2024 (شينخوا) بعد أيام من انسحاب الجيش الإسرائيلي من مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، أعاد الشاب محمد عادل افتتاح بسطته على ركام منزله الذي سوته الطائرات الحربية الإسرائيلية بالأرض خلال العملية العسكرية الأخيرة التي استمرت لمدة ثلاثة أسابيع تقريبا.

ويقول عادل (25 عاما) "الشيء الوحيد الذي اختلف أنني كنت قبل شهر أقيم بسطتي أمام بيتي الذي كان ما يزال صامدا أمام الهجمات الإسرائيلية، لكن اليوم أقيم بسطتي على أنقاضه".

وفي 31 مايو الماضي انسحب الجيش الإسرائيلي من مخيم جباليا بعد عملية عسكرية استمرت لمدة ثلاثة أسابيع أسفرت عن عشرات القتلى ودمار واسع في المنازل والمنشآت والبنى التحتية.

ويضيف عادل لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لم يستغرق منا الأمر كثيرا حتى نستعيد حياتنا بعد العملية العسكرية، يقتلونا ويدمرون منازلنا اليوم، وغدا نستقيظ نمارس حياتنا على أنقاض ما دمروه".

وعلى مسافة ليست بعيدة من عادل، يقف الخمسيني صبحي حسان يداعب أطفال صغار ينتظرون دورهم للعب على أرجوحة بدائية قام بتثبيتها على ما تبقى من أعمدة منزله الذي دمره الجيش.

ويقول حسان لوكالة أنباء ((شينخوا)) وهو يحاول جاهدا رسم ابتسامة على وجهه ذات الملامح الحزينة "عدت لأضع الأرجوحة الصغيرة على أنقاض منزلي من أجل أن يلهو الأطفال والتخفيف عما قد عايشوه خلال الأيام الماضية".

ويضيف "يدفع لي الطفل شيقلا واحدا فقط مقابل اللعب، الأرجوحة مصدر رزق يومي لي ولعائلتي، ومصدر سعادة وابتسامة للأطفال الصغار".

وقال حسان وهو يداعب حفيده الصغير أنه يأمل أن تنتهي الحرب ويتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة في أسرع وقت ممكن.

في الصورة الملتقطة يوم 2 يونيو 2024، طفلة تحمل قارورتين فارغتين تقف بالقرب من الحطام في مخيم جباليا للاجئين شمالي قطاع غزة. (شينخوا)

مخيم جباليا هو أكبر المخيمات الثمانية المنتشرة في قطاع غزة، وتم إنشاؤه بعد حرب عام 1948، ويبلغ عدد سكانه 59574 نسمة وفقا لإحصائية جهاز الإحصاء المركزي عام 2023.

ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، كان مخيم جباليا مسرحا للعمليات العسكرية بين الجيش والفصائل الفلسطينية المسلحة وعلى رأسهم حركة حماس.

وبصوت عال يجذب الانتباه، ينادي سمير وهو شاب أسمر اللون "خشب أخضر سابوه (تركوه) اليهود وراهم للبيع".

ويقول سمير الذي رفض الكشف عن اسم عائلته لوكالة أنباء ((شينخوا)) "بعد ما انسحب الجيش من المخيم، ترك وراه مخلفات كثير من بينها هذه الصناديق الخشبية".

وكان سمير يقف خلف تلة من الصناديق الخشبية المكتوب عليها باللغة العبرية والتي يستخدمها الجيش للذخيرة.

ويضيف لوكالة ((شينخوا)) "وجدنا ما يزيد عن 300 صندوق خشبي للذخيرة، قمنا بحملهم وعرضهم في السوق وقررنا نبيعهم للناس حتى يستخدموها لإشعال النار، لأنه لا يوجد غاز للطهي".

ويقول "الحرب ستنتهي لا شك في ذلك، ولكن أمل أن يكون ذلك اليوم قبل غدا".

ومنذ السابع من أكتوبر، يشن الجيش الإسرائيلي حملة عسكرية واسعة النطاق في غزة أودت بحياة أكثر من 37 ألف فلسطيني حتى الآن، ردا على هجوم مفاجئ شنته حماس على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 200 رهينة.

ولم يتم حتى الآن حدوث أي اختراق في المفاوضات بين إسرائيل وحماس بعد إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن عن مقترح من ثلاث مراحل للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بين الجانبين.

تبنى مجلس الأمن الدولي، يوم أمس الاثنين، قرارا يهدف إلى التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار على ثلاث مراحل لإنهاء الحرب في غزة.

واعتمد القرار بأغلبية 14 صوتا وامتناع روسيا عن التصويت، كما يحث القرار طرفي النزاع على التنفيذ الكامل لشروط الاقتراح "دون تأخير ودون شرط".

في الصورة الملتقطة يوم 2 يونيو 2024، أشخاص يسيرون بجانب مبان مدمرة في مخيم جباليا للاجئين شمالي قطاع غزة. (شينخوا)

وبموجب القرار، تتضمن المرحلة الأولى "وقفا فوريا وكاملا لإطلاق النار مع إطلاق سراح الرهائن، من بينهم النساء والمسنون والجرحى، وإعادة رفات بعض الرهائن الذين قتلوا، وتبادل الأسرى الفلسطينيين".

ويدعو القرار إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من "المناطق المأهولة بالسكان" في غزة، وعودة الفلسطينيين إلى منازلهم وأحيائهم في جميع أنحاء القطاع، من بينها الشمال، فضلا عن التوزيع الآمن والفعال للمساعدات الإنسانية على نطاق واسع.

وستشهد المرحلة الثانية وقفا دائما للأعمال القتالية "مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن الآخرين الذين لا يزالون في غزة والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة".

وفي المرحلة الثالثة، ستبدأ "خطة إعادة إعمار كبرى متعددة السنوات لغزة" وستتم إعادة رفات أي رهائن قتلوا ولا يزالون في غزة إلى إسرائيل.

كما أكد المجلس بند الاقتراح بأنه إذا استغرقت المفاوضات أكثر من ستة أسابيع للمرحلة الأولى، فإن وقف إطلاق النار سيستمر طالما استمرت المفاوضات.

ومن جانبها، رحبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بما تضمنه قرار مجلس الأمن الدولي حول وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب التام من قطاع غزة، مؤكدة استعدادها للتعاون مع الوسطاء للدخول في مفاوضات غير مباشرة.

وقالت حماس في بيان إنها "ترحب بما تضمنه قرار مجلس الأمن وأكد عليه حول وقف إطلاق النار الدائم في غزة، والانسحاب التام من قطاع غزة، وتبادل الأسرى، والإعمار، وعودة النازحين إلى مناطق سكناهم".

وأكدت الحركة رفضها "لأي تغير ديموغرافي أو تقليص لمساحة قطاع غزة"، مشددة على "إدخال المساعدات اللازمة لأهلنا في القطاع".

وأعربت عن استعدادها "للتعاون مع الوسطاء للدخول في مفاوضات غير مباشرة حول تطبيق هذه المبادئ التي تتماشى مع مطالب شعبنا ومقاومتنا".

وأعرب الفلسطينيون عن أملهم أن يكون قرار مجلس الأمن بداية نهاية الحرب وأن يتمكنوا من استعادة حياتهم قريبا وأن يتمكنوا من إعادة بناء ما تم تدميره في قطاع غزة.

الصور