تكنولوجيا التصنيع المتقدمة والطاقة الجديدة تصبح ركيزة للتحديث الصيني النمط

(الصورة الأرشيفية)

بكين 12 يونيو 2024 (شينخوانت) جذب معرض الإلكترونيات الاستهلاكية الأمريكي (CES) لعام 2024  ما يزيد عن 4000  شركة من أكثر من 150 دولة ومنطقة للمشاركة في المعرض، منها أكثر من 1100 شركة صينية مشكلة أكثر من ربع إجمالي العارضين. وظهرت لأول مرة في المعرض سيارة طائرة من إنتاج الصين تحت اسم "شياو بنغ"، وجذبت العديد من المشاهدين بمظهرها العالي التقنية. ومن المحتمل أن تبدأ الشركة المنتجة لسيارة "شياو بنغ" الطائرة في قبول الطلبات بحلول نهاية العام الجاري والتسليم في عام 2025.

وذكرت العديد من وسائل الإعلام الأجنبية أن الصين أصبحت بالفعل رائدة عالمية في صناعة السيارات الكهربائية. ونقلت وكالة رويترز عن مؤتمر معلومات سوق سيارات الركاب في الصين أنه مع تحقيق "بي واي دي" و"شيري" وشركات صناعة السيارات الصينية الأخرى تقدما كبيرا في الخارج، أصبحت الصين التي تعد أكبر سوق للسيارات في العالم، أكبر مصدر للسيارات لأول مرة في العام الماضي. ووفقا لبيانات رسمية صينية، فقد وصل إجمالي صادرات الصين من السيارات في عام 2023 إلى 5.26 مليون وحدة، بقيمة صادرات تبلغ حوالي102  مليار دولار أمريكي.

(الصورة الأرشيفية)

وأورد موقع وول ستريت جورنال أن الصين أظهرت طموحات كبيرة في مجال التصنيع العالي التقنية، حيث أصبحت شركات تصنيع التكنولوجيا الفائقة الصينية مثل عملاق السيارات "بي واي دي"، وشركة تصنيع البطاريات "كاتل"، وشركة تكنولوجيا الطاقة الشمسية "لونغجي قرين إنرجي"، من بين أكثر الشركات تصنيعا للتكنولوجيا الفائقة والشركات المعروفة في قائمة العالم. وبحسب البيانات الرسمية الصينية، نما الاقتصاد الصيني بنسبة%5.2  في عام 2023. وبدعم من صناعات مثل الإلكترونيات والطيران والاتصالات، ازداد الاستثمار في التصنيع العالي التقنية في الصين بنسبة9.9 % على أساس سنوي في عام 2023. وقال روري جرين، كبير الاقتصاديين في شركة لومبارد للاستشارات بالمملكة المتحدة، إن نموذج النمو الاقتصادي الصيني يجمع بين القوة التكنولوجية للاقتصادات المتقدمة ومستويات الدخل في الاقتصادات النامية، كما أن تخطيط التصنيع في الصين ثلاثي الأبعاد وسيواصل تصدير المزيد من المنتجات العالية الجودة إلى السوق العالمية.

وأصدرت وكالة الطاقة الدولية مؤخرا تقريرا أشارت فيه إلى أنه من خلال تسريع التحول إلى الطاقة النظيفة، يمكن للصين كسب فوائد اقتصادية وإبداعية وتوظيفية مهمة، في حين تساعد أيضا العالم على الاقتراب من تحقيق الأهداف المناخية.

وجاء في مقال نشر على الموقع الإلكتروني لمجلة تايم في الولايات المتحدة أن أحد الأسباب المهمة لنهضة صناعة السيارات في الصين يمكن عزوه إلى اتخاذ القرار الصحيح من قبل الدولة وشركات تصنيع السيارات بشأن التحول إلى الطاقة النظيفة. وفي عام 2009، أطلقت الصين سلسلة من الخطط لتطوير تكنولوجيات الطاقة النظيفة بقوة، بما في ذلك السيارات الكهربائية. وتغطي السياسات نطاقا واسعا، وتستمر لفترة طويلة، وتحقق نتائج مهمة، مما يساعد الشركات الصينية على إكمال تحول الطاقة والانطلاق في العالم. وفي الوقت الحالي، تعد الشركات الصينية رائدة على المستوى العالمي في تصنيع مجموعة من تقنيات التكنولوجيا الفائقة والطاقة النظيفة، من الألواح الشمسية إلى بطاريات الليثيوم-أيون.

ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "ماينيتشي شيمبون" اليابانية، فإنه مع تحول "إزالة الكربون" إلى قضية عالمية استجابة لظاهرة الانحباس الحراري العالمي، أصبح شعار "صنع في الصين" يحظى بشعبية في جميع أنحاء العالم في المجال الرئيسي للطاقة النظيفة. وفي الصين، ينشأ بسرعة عدد من الصناعات الأساسية الجديدة والمتطورة والذكية والخضراء.

ونشر موقع "فايننشال تايمز" البريطاني مقالا قال فيه إن تطور صناعة الطاقة النظيفة في الصين مثير للإعجاب. وقد تكاثرت مرافق الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في الصين، والآن تنتج الصين وحدها كمية طاقة شمسية تفوق ما تنتجه بقية دول العالم مجتمعة. وتمتلك الصين معظم قدرات المعالجة والتكرير لمواد الطاقة النظيفة الرئيسية مثل الليثيوم والكوبالت والجرافيت، وتنتج ثلاثة أرباع بطاريات الليثيوم في العالم.