مقالة خاصة: تدابير احترازية رسمية وشعبية خشية توسع الحرب على جبهة جنوب لبنان

مقالة خاصة: تدابير احترازية رسمية وشعبية خشية توسع الحرب على جبهة جنوب لبنان

2024-08-09 20:57:31|xhnews

النبطية، جنوب لبنان 9 أغسطس 2024 (شينخوا) من تخزين المواد الغذائية والأدوية في المنازل إلى تجهيز المستشفيات والمدارس واستحداث مراكز إيواء للنازحين، تسارعت الجهود في لبنان رسميا وشعبيا في إتخاذ تدابير احترازية في ظل التوترات المتصاعدة وتنامي المخاوف من إندلاع حرب واسعة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.

وتسود حالة من الترقب الشديد في لبنان منذ مقتل القائد العسكري البارز في حزب الله فؤاد شكر، في غارة إسرائيلية استهدفت مبنى في ضاحية بيروت الجنوبية الأسبوع الماضي، حيث توعد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، إسرائيل بـ"رد حقيقي مدروس".

ويتبادل حزب الله والجيش الإسرائيلي القصف عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ الثامن من أكتوبر الماضي على خلفية الحرب الدائرة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل في قطاع غزة، وسط مخاوف دولية من تصاعد المواجهات إلى حرب واسعة.

وتصاعدت هذه المخاوف بعد مقتل كل من شكر، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران، في حادثة نسبتها الحركة وإيران إلى إسرائيل، وتوعد حزب الله وإيران بالرد على إسرائيل.

-- أعلى جهوزية

ولمواجهة أي مستجدات وتطورات في معظم المناطق اللبنانية بشكل عام، وفي جنوب لبنان خاصة، رفعت المؤسسات الإغاثية والصحية في البلاد من جاهزيتها.

وقال رئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد الخير لوكالة أنباء ((شينخوا)) "وضعنا الهيئة وتوابعها في أعلى جهوزية لمواكبة التطورات عن قرب وبسرعة".

وأضاف الخير "تركيزنا سيكون في البداية على تقديم الأمتعة للنازحين من فرش وبطانيات، ومن ثم مساعدات غذائية ومياه ومواد تنظيف".

وأشار رئيس الهيئة العليا للإغاثة إلى استحداث عدة مراكز بجنوب لبنان لتخزين كافة المستلزمات الضرورية للنازحين.

فيما أطلقت المستشفيات خطة طوارئ الحرب، ورفعت الجاهزية لدى طواقمها، وعززت غرف الطوارئ والعمليات الجراحية بتوجيهات من وزير الصحة العامة اللبناني فراس الأبيض، وفق مصدر طبي مسؤول بجنوب لبنان.

وقال المصدر ل((شينخوا)) "إن وزارة الصحة سلمت كافة المستشفيات والمراكز الصحية بجنوب لبنان مطلع الأسبوع الجاري كميات من الأدوية لزوم الإسعافات الأولية من جروح وحروق، إضافة لأمصال وحاجيات غرف العناية الفائقة".

بدورها، وضعت وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية الفرق الخاصة بإدارة الكوارث "في حالة استنفار وتأهب قصوى"، وفق ما نقلت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار.

وجال الوزير حجار خلال الأيام الثلاثة الماضية بجنوب لبنان وتفقد المراكز التابعة لوزارته ومدى جهوزيتها لمواجهة ظروف الحرب في حال حصلت.

وقال حجار "عملنا على استحداث مراكز إيواء لآلاف العائلات في معظم المناطق اللبنانية شمال وشرق لبنان مع التركيز على آلية إيصال المساعدات إليها".

كما أصدر وزير التربية اللبناني عصام الحلبي كتابا طلب فيه من إدارات المدارس في نطاق النبطية وصور وصيدا التعاون مع لجنة تنسيق عمليات مواجهة الكوارث، ووضع المدارس في هذه المناطق بتصرفها لتكون وجهة النازحين.

وبجانب التدابير الرسمية، سارع اللبنانيون إلى "تحصين المنازل" بالحاجيات الملحة من مأكل ومشرب ودواء خشية وقوع الحرب.

-- طعام وأدوية

وخلال تجوالها وسط رفوف أحد المحال التجارية بمدينة النبطية جنوب لبنان، قالت الخمسينية فداء الحاج ل((شينخوا)) "يبدو أن الحرب واقعة لا محالة في جنوب لبنان وتوسعها وامتدادها إلى العديد من المناطق أمر بديهي لامفر منه".

وأضافت أنه "أمام هذه الحرب المفروضة وتداعياتها السلبية، علينا التنبه وتحصين منزلنا العائلي بالحاجيات الملحة والضرورية من مأكل ومشرب ودواء تحسبا لأيام صعبة قادمة يمكن أن تطول".

وتابعت الحاج "اشتريت الكثير من المواد الغذائية والمعلبات والحبوب، التي يمكن تخزينها دون الحاجة لحفظها بالبرادات التي ستتوقف بدورها نتيجة لانقطاع التيار الكهربائي خلال فترة الحرب".

وكذلك فعلت ربة المنزل اللبنانية سليمة غادر، التي نزحت مع عائلتها من إحدى قرى العرقوب إلى بلدة حاصبيا شرق جنوب لبنان.

وقالت غادر إنه "في حال توسعت الحرب لن تكون هناك منطقة آمنة في لبنان، هذا شعوري".

وتابعت "تزودنا بأدوية الأمراض المزمنة وحليب الأطفال وبكميات مقبولة من المواد الغذائية مثل الأرز والمعكرونة والبرغل والمعلبات وشرائح المياه المعبأة".

وسجل الطلب على المواد الاستهلاكية في المدن الكبرى ارتفاعا مع بداية شهر أغسطس الجاري بنسبة وصلت إلى حدود 7%، وفق المدير العام لوزارة الاقتصاد محمد بوحيدر.

وقال بوحيدر إنه "في القرى النائية تضاعفت هذه النسبة"، مؤكدا "أن كل المواد الاستهلاكية مؤمنة طالما المعابر البحرية مفتوحة".

كما سجلت الفترة الأخيرة ارتفاع الطلب على أصناف الأدوية المزمنة وبنسبة حوالي 40 % تكفي المريض لفترة ما بين ثلاثة إلى أربعة أشهر، بحسب الصيدلاني طلال الخطيب.

وقال الخطيب إن الطلب ارتفع أيضا على حليب الرضع والحفاضات بنسبة حوالي 30%.

من جانبه، قال رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي ل((شينخوا)) "إن البضائع متوافرة بكثرة ولا يوجد أي انقطاع في الأصناف".

وتابع بحصلي "أن الإقبال على التخزين كإجراء إحتياطي هو أمر طبيعي، وحتى إذا تدهورت الأوضاع يكون لدينا مخزون كاف". 

الصور