الصين ولاوس تحققان المزيد من التقدم الجوهري في بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك
فينتيان 13 أكتوبر 2024 (شينخوا) قام رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ بزيارة رسمية إلى جمهورية لاوس الديمقراطية الشعبية من الجمعة إلى السبت عقب حضوره اجتماعات القادة حول التعاون في شرق آسيا التي عُقدت هنا، حيث أكد على أهمية مواصلة تعميق التعاون العملي مع لاوس.
وحضر لي مع رئيس وزراء لاوس سونيكساي سيفاندون مراسم افتتاح مبنى مستشفى ماهوسوت العام الممول من الصين هنا يوم السبت. وفي كلمة ألقاها خلال تلك المراسم، قدّم لي تهانيه الحارة بمناسبة الانتهاء من إنجاز المشروع بنجاح، مسلطا الضوء على أن المستشفى يعد الأكبر من حيث الحجم، والأكثر شمولا من حيث الوظائف، والأفضل تجهيزا كمستشفى حديث شامل وكقاعدة تدريس طبية في لاوس.
يعد مستشفى ماهوسوت مشروعا رائدا في الخارج في إطار مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين، ويلعب دورا هاما في تحسين الظروف الطبية وصون صحة الشعب اللاوسي.
وقد قال فيلافان كيوكومان، نائب رئيس قسم الأذن والأنف والحنجرة في مستشفى ماهوسوت، إن "المبنى الجديد تماما، والمرافق والمعدات الحديثة في المستشفي، فضلا عن قدرته على استيعاب المزيد من المرضى، توفر لنا المزيد من الراحة".
وأكد رئيس مجلس الدولة لي في كلمته التي ألقاها خلال المراسم أنه في السنوات الأخيرة، ركز البلدان تركيزا وثيقا على بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك عالي المعايير وعالي الجودة ورفيع المستوى، وعززا تآزر إستراتيجياتهما التنموية، وواصلا تعميق التعاون العملي، وعملا بجد على إنجاز عدد من مشاريع البنية التحتية الهامة، الأمر الذي ضخ زخما قويا في التنمية الاقتصادية وتحسين معيشة الشعب في كلا البلدين.
خلال اجتماعه مع ثونغلون سيسوليث الأمين العام للجنة المركزية لحزب الشعب الثوري اللاوسي ورئيس لاوس، قال لي إنه يتعين على الصين ولاوس تعزيز التعاون العملي في مجالات التجارة والاستثمار والقدرة الإنتاجية والكهرباء والمعادن وغيرها، داعيا الجانبين إلى مواصلة الاستفادة من إمكاناتها، وإفساح المجال كاملا أمام التأثير المحفز لخط سكة حديد الصين-لاوس، والدفع نحو تحقيق المزيد من النتائج الملموسة في التعاون الشامل.
خلال حديثه مع سونيكساي، أشار لي إلى أن الصين مستعدة للعمل مع لاوس لتسريع التنمية على طول خط سكة حديد الصين-لاوس وتعزيز مراقبة الحدود المشتركة، وتقوية التعاون في مجالات الطاقة الجديدة والتصنيع المتقدم والاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي وذلك من بين مجالات أخرى.
وقد سهَّل خط سكة حديد الصين-لاوس، الذي تم تدشينه في ديسمبر 2021 ويعد أول خط سكة حديد حديث في لاوس، نقل أكثر من 10 ملايين طن من السلع التي تقدر قيمتها بنحو 5.74 مليار دولار أمريكي حتى سبتمبر 2024، حسبما أفادت السلطات المحلية.
وخلال زيارة لي، أصدرت الصين ولاوس بيانا مشتركا ركز على تحقيق تعاون متبادل المنفعة يتسم بجودة أعلى.
واتفق الجانبان في البيان على مواصلة تعزيز التعاون العملي ضمن إطار المواءمة الإستراتيجية بين مبادرة الحزام والطريق التي طرحتها الصين وإستراتيجية لاوس المتمثلة في "تحويل دولة غير ساحلية إلى محور ربط بري"، وتنفيذ الخطوط العريضة لخطة عمل التعاون في إطار الحزام والطريق بين الدولتين تنفيذا مشتركا.
وفي الوقت الحالي، تعد الصين أكبر مستثمر أجنبي في لاوس، وترى لاوس أن هناك إمكانات هائلة أمام مواصلة تعميق التعاون مع الصين في مختلف المجالات بما في ذلك تصدير المنتجات الزراعية، واستيراد السيارات والشاحنات الكهربائية، والسياحة، والفنادق والمطاعم، والكهرباء، التعدين، والطاقة الشمسية.
وقال محللون إنه من المنتظر أن تتخذ الصين ولاوس من زيارة رئيس مجلس الدولة لي، إلى جانب الذكرى الـ15 لإقامة الشراكة التعاونية الإستراتيجية الشاملة بين الصين ولاوس، لحظتين محوريتين لمواصلة تعميق التعاون الثنائي.
وشدد لو قوانغ شنغ، الأستاذ في معهد العلاقات الدولية بجامعة يوننان، على أن الصين والآسيان، بما في ذلك لاوس، تتمتعان بتكامل صناعي قوي.
وأوضح أن "الصين تحتاج إلى محركات جديدة من لاوس، فيما تتطلع لاوس إلى الصين للحصول على دعم صناعي"، مشيرا إلى أن هذا الاعتماد المتبادل سيعمل على تنشئة إستراتيجيات بناءة لتعزيز الانفتاح عالي المستوى ودفع الرؤية المشتركة لمجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.