مقالة خاصة: ازدهار إرث زراعي يعود لأكثر من 1400 عام في جنوب غربي الصين

مقالة خاصة: ازدهار إرث زراعي يعود لأكثر من 1400 عام في جنوب غربي الصين

2024-11-17 14:57:45|xhnews

قوييانغ 17 نوفمبر 2024 (شينخوا) على مدار أكثر من 1400 عام، توارثت أقلية إثنية في محافظة تسونغجيانغ، بمقاطعة قويتشو جنوب غربي الصين، ممارسة زراعية تقليدية، تتمثل في زرع الأرز في الحقول المدرجة إلى جانب تربية الأسماك والبط بين شتلات هذا النبات.

وتعد قرية تشانلي، المحاطة بالجبال الخضراء، موطنا لأكثر من 800 فرد من إثنية دونغ والذين ينتمون إلى 190 أسرة، وهي واحدة من المناطق الرئيسية في تسونغجيانغ حيث يتم الترويج لهذه الطريقة الزراعية التقليدية.

ومع محدودية موارد الأراضي الصالحة للزراعة، تكيف القرويون مع الظروف المحلية وطوروا نهجا زراعيا فريدا تم توارثه على مر الأجيال.

وعادة ما ينثر السكان المحليون بذور الأرز خلال فترة أمطار الحبوب، التي تمثل الفصل السادس من بين 24 فصلا شمسيا في التقويم الصيني التقليدي، حيث ترتفع درجات الحرارة. وبمجرد أن تبدأ الشتلات في النمو، يتم زرعها في حقول الأرز مع زريعة السمك. وعندما يصل طول الأسماك إلى ما يعادل عرض إصبعين إلى ثلاثة أصابع، يتم إدخال فراخ البط في الحقول.

وأوضح وو قوه بينغ، الخبير في مكتب الزراعة والشؤون الريفية في المحافظة، إن إثنية دونغ عاشت في وئام مع المواسم من خلال التكيف مع خصائص نمو الأنواع المختلفة، وهو ما ساهم في ترشيد موارد الأراضي وتعزيز كفاءة الإنتاج الزراعي.

وأضاف وو أن حقول الأرز توفر موطنا وطعاما للأسماك والبط، بينما في المقابل، تقوم الأسماك وطيور البط بتهوية التربة، والقضاء على الآفات والأعشاب الضارة، في حين تعمل فضلاتها كمغذيات للأرز، وبالتالي تتحقق علاقة تكافلية.

وفي عام 2011 ، تم الاعتراف بـ "نظام تسونغجيانغ دونغ للأرز-الأسماك-البط" من قبل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة كواحد من أنظمة التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية. وفي عام 2013، تم إدراجه ضمن الدفعة الأولى من التراث الزراعي المهم في الصين.

ومع احتضانها لبيئتها الإيكولوجية وثقافتها الأصلية المتميزة، ازدهرت تشانلي أيضا لتصبح وجهة سياحية جذابة.

ومع الألوان الخريفية لسنابل الأرز الذهبية التي تزين حقول الأرز، تجذب قرية تشانلي العديد من الزوار من جميع أنحاء العالم للاستمتاع بمناظرها الخلابة للحقول المدرجة وسنابل الأرز المعلقة على رفوف التجفيف الخشبية.

وتتردد ميكي جورتر، وهي سائحة من هولندا، على قويتشو منذ تسعينيات القرن العشرين. ومع افتتانها بالمناظر الطبيعية الخلابة في المقاطعة والمجتمعات الإثنية ذات القلب الدافئ وثراء تراثها الثقافي، تتمكن أحيانا من زيارة قويتشو مرتين أو ثلاث مرات في السنة.

وقالت جورتر إن هذه هي زيارتها الثانية لقرية تشانلي، وأعربت عن تأثرها الشديد بالحكمة الزراعية المحلية، وسعادتها لرؤية أن أساليب الزراعة التقليدية في الصين قد تم الحفاظ عليها لآلاف السنين - مما ساعد في التنمية المنسقة للإنتاج والحياة اليومية وحماية البيئة.

كما ساهمت التنمية التي تشهدها القرية في إقناع بعض العمال المهاجرين للعودة إلى مسقط رأسهم.

ولاحظ وو تشونغ قوانغ، وهو رجل من إثنية دونغ يبلغ من العمر 37 عاما وسائق شاحنة سابق، العدد المتزايد من السياح في مسقط رأسه ومن ثم قرر العودة إلى تشانلي في عام 2017، حيث قام بتحويل منزله وترقيته ويستخدم الآن جزءا منه كمطعم.

وحاليا، يكسب وو ما يقرب من 100 ألف يوان (حوالي 13890 دولارا أمريكيا) سنويا ويرى أن هذا الوضع أنسب بالنسبة له لرعاية كبار السن والأطفال في عائلته. وخلال عطلة العيد الوطني التي استمرت أسبوعا هذا العام، أعد مطعمه أكثر من 20 طاولة لسياح من داخل المقاطعة وخارجها في يوم واحد، حيث يرتفع الطلب على المنتجات الزراعية مثل أطباق الأرز اللزج وأسماك تسونغجيانغ التي يتم بيعها بسرعة.

وقال وو قوه بينغ إنه في السنوات الأخيرة، تعمل تسونغجيانغ على تعزيز حماية موارد الأصول الوراثية المحلية، وتسجيل العلامات التجارية للأرز اللزج والأسماك في تسونغجيانغ، وتحديد المناطق المحمية لتطوير صناعة الأرز-الأسماك-البط.

وأضاف أن "هذا الجهد لا يعزز القيمة المضافة للمنتجات فحسب، بل يوسع أيضا مسار بناء الثروة للقرويين مع الحفاظ على الثقافة الزراعية التقليدية".

الصور