مقالة خاصة: خيبة أمل وخوف بين سكان شمال إسرائيل بعد اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله

مقالة خاصة: خيبة أمل وخوف بين سكان شمال إسرائيل بعد اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله

2024-12-01 01:20:30|xhnews

في الصورة الملتقطة يوم 29 نوفمبر 2024، أشخاص يسيرون في الشارع في الضاحية الجنوبية لبيروت.

القدس 30 نوفمبر 2024 (شينخوا) للمرة الأولى منذ أشهر، ينام دافيد إليعازر ليلة كاملة في منزله ببلدة كريات شمونة، دون أن تدوي صافرات الإنذار للتحذير بالتوجه إلى الملاجئ والغرف المحصنة بسبب هجمات حزب الله الصاروخية، لكنه مع ذلك لم يبد كغيره من سكان شمال إسرائيل مطمئنا بعد اتفاق وقف إطلاق النار.

وإليعازر هو واحد من بضع مئات لم يغادروا بلدة كريات شمونة القريبة من الحدود مع لبنان خلال القتال والقصف المتبادل بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله.

ويقول الرجل لوكالة أنباء ((شينخوا)) من صالون بيته "أشعر بخيبة أمل ومرارة، بعد أكثر من عام من التعب والإرهاق يأتي هذا الاتفاق الذي لم يجلب شيئا لنا. حتى لم يكن يتضمن أي عودة عاجلة للأشخاص الذين فروا من منازلهم".

وأضاف "أن الاتفاق يعيدنا إلى اتفاقات نتنياهو القديمة التي كان يتفاخر بها أمامنا بأن حماس قد تم ردعها، بينما في الحقيقة، لم تكن سوى قد تلقت ضربة ثم اندفعت بعدها نحو السابع من أكتوبر. كذلك هي الحال مع حزب الله الذي سيعيد تنظيم صفوفه والاستعداد للجولة المقبلة".

وتعرضت بلدة كريات شمونة التي تبعد فقط ثلاثة كيلومترات عن الحدود مع لبنان لمئات الصواريخ التي أطلقها حزب الله على مدار 14 شهرا من القتال.

وكان حزب الله قد فتح جبهة "إسناد" لقطاع غزة غداة اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر 2023 بعد هجوم الحركة على جنوب إسرائيل.

وفجر الأربعاء الماضي دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حيز التنفيذ بعد وساطة أمريكية وفرنسية لينهي القتال بين الطرفين.

ورغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ إلا أن شوارع مدينة كريات شمونة بقيت فارغة، والمحلات والأسواق ما زالت مغلقة، فيما كانت بعض المركبات المحروقة على جانبي الطرقات مازالت تراوح مكانها كشاهد على ما مرت به المدينة.

ولم يخف رئيس بلدية كريات شمونة أفيخاي شتيرن المحسوب على حزب (الليكود) الحاكم، غضبه من هذا الوضع ومن الاتفاق المبرم.

وقال شتيرن لـ((شينخوا)) إن الاتفاق المبرم "يجعل سيناريو 7 أكتوبر أقرب إلى الشمال أيضا، وهذا يجب ألا يحدث".

وأضاف "لا أفهم كيف تحولنا من النصر المطلق إلى الاستسلام المطلق".

ولم يتضمن الاتفاق الذي صادقت عليه الحكومة مساء الثلاثاء الماضي، عودة سكان شمال إسرائيل الذين تم إخلاؤهم.

ووفقا لمركز أبحاث الكنيست الإسرائيلي، فقد تم إخلاء 61800 شخص من البلدات الشمالية الحدودية، من بينهم 26500 تم استضافتهم في فنادق على نفقة الدولة طيلة فترة الحرب.

ولم يختلف الحال كثيرا في بلدة المطلة الملاصقة للحدود مع لبنان، والتي تعرضت لقصف صاروخي من حزب الله بشكل شبه يومي طوال فترة القتال طال عددا كبيرا من بيوتها.

فقد تحول الكثير من البيوت في القرية المعروفة بكونها مقصدا للسياحة الشتوية للكثير من الإسرائيليين لأنقاض جراء القصف العنيف وكونها على خط المواجهة الأول مع القرى اللبنانية المقابلة.

كما تحيطها آلاف الدونمات الزراعية والبيوت الزراعية المحروقة كشاهد على ما تعرضت له البلدة.

وبعد وقف إطلاق النار كانت قلة قليلة من الأشخاص يسيرون في شوارع البلدة يتفقدون ممتلكاتهم وما آلت إليه بعد 14 شهرا من النزوح.

ومن بين هؤلاء، عاود مائير شمعون فتح دكانه لأول مرة بعد وقف إطلاق النار، وانهمك في ترتيب البضائع التي أحضرها من كريات شمونة القريبة بعد أن أبقي الجيش الإسرائيلي على بعض التقييدات القليلة للوصول للبلدة وقصرها على سكانها فقط.

وقال شمعون بشأن عودته لبلدته ودكانه "إن كل ما حدث جلب معه فقط الخسائر للناس، ولا يوجد أي سبب يدعو للاحتفال والبهجة".

وأضاف "نعم هنالك بعض الارتياح لدى القلة القليلة من العائلات التي بقيت هنا بعد توقف صوت صافرات الإنذار وإطلاق الصواريخ، إلا أن الاتفاق لم يكن جيدا لنا... الجولة القادمة من القتال مع حزب الله ستكون قريبة جدا وأكثر عنفا".

وعلى غرار شمعون، أبدى سكان لم يعودوا للبلدة تخوفات خلال اتصالات هاتفية مع غرفة الطوارئ التابعة للمجلس المحلي، حول مدى الأمن المتوفر في البلدة في حال قرروا العودة سريعا لبيوتهم أو إذا مازالت بيوتهم على حالها كما تركوها قبل 14 شهرا أم دمرت جزئيا أو كليا، وهل هي صالحة للعيش بها.

وقال رئيس مجلس المطلة دافيد أزولاي، الذي بدا منهمكا في متابعة هذه المكالمات الهاتفية لـ((شينخوا)) "أعتقد أن حكومة نتنياهو أضاعت فرصة تاريخية للقيام بشيء مختلف في لبنان".

وتابع "للأسف الشديد لم تحول الحكومة إنجازات الجيش إلى اتفاق جاد يجلب الهدوء ليس فقط لسكان الشمال، بل لكل إسرائيل. أذكر الجميع هذه الحكومة أبرمت اتفاقا مخزيا".

وأردف قائلا "هذا اتفاق مخز، سيسود الهدوء لعدة أشهر أو عدة سنوات قادمة، ولكن سيحدث هنا 7 أكتوبر جديد في المستقبل".

وفي بلدة كفار يوفال، سارعت آرينا غاري بعد ساعات قليلة فقط من إعلان وقف إطلاق النار للوصول إلى منزلها بعد أكثر من عام من الإجلاء، وفق ما قالت.

وبدت السيدة البالغة من العمر (32 عاما) مجهدة، وهي تنظف بيتها وتزيل الزجاج المتناثر على الأرض.

وقالت غاري أثناء وقوفها على باب مهشم جراء شظايا صواريخ حزب الله، إنها عادت هي وزوجها فقط، وأبقت أبنائها في الفندق الذي يقيمون فيه بالقرب من البحر الميت منذ شهر نوفمبر 2023.

وتابعت بنبرة غاضبة "شعرت بالخوف من جلب أبنائي معي، قررت في البداية أن أعود أنا وزوجي حتى نتفقد المنزل، وبعدها في حال كانت الأمور آمنة سنعود لجلبهم".

لكن والدة الأطفال الثلاثة أعربت عن مخاوفها من عودة الحرب، قائلة "أعتقد أن هذا المشهد سيتكرر في القريب العاجل، بسبب عدم حسم حكومتنا للحرب مع حزب الله".

وأشار استطلاع رأي نشرته القناة 13 الإسرائيلية الخميس الماضي أن ما نسبته 61 بالمائة من الإسرائيليين يعتقدون أن إسرائيل لم تنتصر على حزب الله في الحرب.

وعلى مقربة ظهرت جاكي غوتليف جارة آرينا، وهي تصل إلى بيتها، حيث سارعت آرينا نحوها واحتضنتها.

وقالت غوتليف لـ((شينخوا)) تعليقا على اتفاق وقف إطلاق النار: "حكومة عاجزة لم تستطع حمايتنا، ولا إعادتنا إلى منازلنا بسلام، وفي النهاية أبرمت اتفاقا فاضحا وفاشلا".

وأضافت السيدة الأربعينية، وهي تشير إلى منزلها المحروق "لقد تخلى نتنياهو ومعه حكومة اليمين التي منحتها صوتي عنا، وتركتنا بعيدين عن منازلنا ومناطقنا، على بيبي (نتنياهو) أن يترك الحكم ويغادر إلى منزله على الفور". 

في الصورة الملتقطة يوم 29 نوفمبر 2024، رجل يقوم بتشغيل حفار آلي لإزالة الأنقاض في الضاحية الجنوبية لبيروت.

في الصورة الملتقطة يوم 29 نوفمبر 2024، أشخاص يسيرون في الشارع في الضاحية الجنوبية لبيروت.

الصور