مقالة خاصة: مدينة تشيوانتشو الساحلية الصينية تجذب أنظار الدبلوماسيين العرب الزائرين كدليل ثابت ومؤكد على الصداقة العريقة بين الصين والدول العربية
تشيوانتشو 3 ديسمبر 2024 (شينخوا) اجتذب تمثال الرحالة العربي الشهير ابن بطوطة، المعروض فى متحف تشيوانتشو للثقافة الإسلامية بمدينة تشيوانتشو في مقاطعة فوجيان بجنوب شرقي الصين، والذي يعد دليلا ملموسا على تاريخ العلاقات الصينية-العربية العريق، أنظار الدبلوماسيين العرب الزائرين للمدينة التاريخية المسجلة باسم"مدينة الزيتون" في كتاب ابن بطوطة.
وفي هذا المبنى المشيد على الطراز الإسلامي، تعرف الدبلوماسيون العرب على تاريخ وصول الدين الإسلامي إلي تشيوانتشو من خلال طريق الحرير البحري بدءا من عهد أسرة تانغ الإمبراطورية (618-907 م) واستكشفوا كل الدلائل المادية حول دور هذه المدينة القديمة الكبير في دخول الإسلام ووصول التجار العرب إلى الصين وتنميتها المتميزة باعتبارها نقطة مهمة على طريق الحرير البحري.
وكتب عبد القادر الأنصاري، سفير المغرب لدى الصين، في كتاب التوقيع بعد جولته في المتحف: "أنا سعيد بهذه الزيارة إلى هذا المتحف الجميل والمفيد جدا، وسعدت برؤية تمثال الرحالة المغربي ابن بطوطة الذي وصل إلى هذه المدينة في القرن الرابع عشر".
والتقط محمد العيساوي، مسؤول ملف العلاقات الثنائية بسفارة العراق لدى الصين، صورة أمام لوحة مكتوب عليها العبارة العربية الشهيرة "اطلبوا العلم ولو في الصين" في المتحف، وقال إنه يريد تسجيل كل ما يراه فى المدينة أو في الصين، مضيفا "عندما أتيت إلي مقاطعة فوجيان، تفاجئت بجمال مدنها وبكرم ضيافة أهلها وحكومتها".
وبعد زيارة متحف تشيوانتشو للثقافة الإسلامية، تقدم الدبلوماسيون العرب إلى مركز معرض تشيوانتشو للتراث الثقافي غير المادي، حيث أكدت ميليا جبور، سفيرة لبنان لدى الصين، بعد الزيارة وخلال مقابلة مع مراسل وكالة أنباء "شينخوا" على عمق وأهمية الحضارة الصينية العريقة ومساهماتها الكبيرة عبر التاريخ، ولا سيما في مجال التبادلات الثقافية والتجارية والإنسانية مع الحضارة العربية، حيث يجمع بين الحضارتين تاريخ طويل من العلاقات الوطيدة والمميزة على مختلف الأصعدة.
وأعربت جبور عن سعادتها لزيارة مركز معرض تشيوانتشو للتراث الثقافي غير المادي الذي يمثل جزءا من تاريخ المدينة العريقة، مشيدة بالحرفية العالية التي يتمتع بها الحرفيون الصينيون والإبداع الكبير في توطيد جذور التراث الثقافي وتوارث التقاليد الصينية العريقة بين الأجيال اللاحقة لضمان استمرارية تألق التاريخ والحضارة الصينية عبر مختلف العصور ودون انقطاع.
وحرصت ميمونة أحمد، الوزيرة المفوضة بسفارة السودان لدى الصين، أثناء زيارتها لمقاطعة فوجيان دائما على التقاط الصور سواء فى مواقع المناظر الطبيعية أو أماكن الآثار التاريخية أو المصانع الحديثة والمتاجر التقليدية، قائلة: "يسعدني أن أشارك في هذه الزيارة المهمة إلى فوجيان حيث أتيحت لي الفرصة أن أتعرف عن قرب على الإرث الثقافي والإنساني وجمال الطبيعة بجانب الإمكانات الاقتصادية الهائلة والمتنوعة التي تتمتع بها مدن المقاطعة وكذلك تراثها الثقافي العريق الذي استمد جذوره من الصداقة العميقة والعلاقات التجارية المثمرة التي ربطت بين الصين والعالم العربي".
وجاءت زيارة ميمونة أحمد ضمن جولة يقوم بها وفد دبلوماسي عربي لدى الصين إلى مقاطعة فوجيان في الفترة ما بين يومي 29 نوفمبر الماضي و3 ديسمبر الجاري للاطلاع على ما تشهده المقاطعة من تنمية وتطور ملحوظين، ولا سيما في مجال التكنولوجيا والعلوم والطاقة الجديدة والبيئة الإيكولوجية والتعليم العالي والتاريخ والثقافة التقليدية.