تعزيز بناء مدن صديقة للأطفال في الصين ودمج هذا المفهوم في التنمية الحضرية
بكين 23 ديسمبر 2024 (شينخوانت) أُطلقت "مبادرة المدن الصديقة للأطفال" من قبل اليونيسيف وموئل الأمم المتحدة في عام 1996، وتهدف المبادرة إلى ترجمة اتفاقية حقوق الطفل إلى عمل وإنشاء مدن ومجتمعات تستجيب تماما لاحتياجات الأطفال. والمدينة الصديقة للطفل هي مدينة تكون فيها أصوات الأطفال واحتياجاتهم وأولوياتهم وحقوقهم جزءا لا يتجزأ من السياسات والبرامج والقرارات العامة، ويضمن ذلك بيئة نمو جيدة للأطفال، حيث يترعرعون بصحة جيدة ورعاية، ويحصلون على خدمات اجتماعية جيدة وتعليم شامل ويعيشون في بيئة آمنة ونظيفة مع إمكانية الوصول إلى المساحات الخضراء والفرص العادلة في الحياة. وقد حظيت "مبادرة المدن الصديقة للأطفال" باستجابة ودعم واسعَيْ النطاق من قبل أكثر من 3000 مدينة في جميع أنحاء العالم.
وفي عام 2021، أصدرت اللجنة الوطنية الصينية للتنمية والإصلاح بالاشتراك مع 22 إدارة توجيهات مشتركة تشير إلى أنه بحلول عام 2025، ستبنى 100 مدينة تجريبية صديقة للأطفال في جميع أنحاء البلاد، بحيث يمكن تضمين المتطلبات الصديقة للأطفال بشكل كامل في الخدمات العامة وحماية الحقوق ومساحة الترعرع وبيئة التنمية والسياسات الاجتماعية وغيرها من المجالات. وفي الوقت الحاضر، تعمل أعداد متزايدة من المدن في الصين بنشاط على تعزيز بناء مدن صديقة للأطفال ودمج هذا المفهوم في التنمية الحضرية.
وكشفت العاصمة بكين في عام 2023 عن خطة عمل تهدف إلى بناء مدينة صديقة للأطفال تشمل 22 مهمة رئيسية في ستة قطاعات وتقترح الخطة أن تبدأ بكين تنفيذ برامج تجريبية للمدن الصديقة للأطفال في ثلاث إلى خمس مناطق وإنشاء مجموعة من الأحياء والمجمعات السكنية والمدارس والمستشفيات والحدائق النموذجية الصديقة للأطفال بحلول عام 2025. وبحلول عام 2030، تهدف المدينة إلى تبني روح صديقة للأطفال بشكل كامل والتأكد من حصول الأطفال على حياة أفضل.
وتدعو الخطة أيضا إلى إنشاء مرافق متخصصة للأطفال في المتاحف والمكتبات وتقترح أيضا توسيع المناطق والبنى التحتية التي تسمح للأطفال باللعب في الحدائق والمدارس والمجمعات السكنية. وبالإضافة إلى ذلك، تعتزم بكين تقديم خدمات مجانية وخصومات للأطفال في المكتبات والمراكز الثقافية والمعارض الفنية.
وتلتزم المدينة أيضا بتحسين خدمات التعليم والرعاية الصحية للأطفال، كما تنوي زيادة مزايا المساعدة الخاصة وتعزيز الحماية الاجتماعية للأطفال في ظروف صعبة والأطفال ذوي الإعاقة.
وتجدر الإشارة إلى أن بكين قد حققت العديد من الإنجازات المرحلية في تعزيز بناء مدينة صديقة للأطفال، ووفقا للموقع الرسمي لإدارة الرياضة في بكين، يوجد في المدينة حاليا أكثر من 1000 منشأة لتسلية الأطفال وملاعب لكرة القدم وكرة السلة والتنس وكرة الريش وغيرها، كما تُستخدم البيئة الطبيعية للحدائق بالكامل لممارسة أنشطة رياضية جديدة مثل الفريسبي والتخييم لتلبية احتياجات مختلف المجموعات، بما فيها فئة الأطفال.
وفي الوقت نفسه، تولي المدينة اهتماما بالغا لتحسين نظام متوازن لخدمة الأطفال. وفضلا عن الترويج النشط لتعميم رياض الأطفال غير الربحية، تعمل على تسريع توحيد وتنظيم سوق مؤسسات رعاية الأطفال غير الربحية. وحتى فبراير من هذا العام، بلغ اجمالي عدد مؤسسات رعاية الأطفال غير الربحية في المدينة 58 مؤسسة.
ويعتقد خبراء أن بناء مدن صديقة للأطفال له أهمية إستراتيجية كبيرة للتنمية الطويلة الأجل للاقتصاد الوطني. ومن خلال تزويد الأطفال ببيئة تعليمية وصحية وثقافية جيدة، يمكننا تربية مواهب مستقبلية عالية الجودة، كما تعزز عملية بناء مدن صديقة للبيئة تنمية الصناعات ذات الصلة وتحفز الاستهلاك والاستثمار. ولا يؤدي ازدهار تعليم الأطفال والترفيه والصحة وغيرها من القطاعات إلى خلق عدد كبير من الوظائف فحسب، بل يزيد أيضا من الإيرادات الضريبية، ويدفع ذلك بدوره النمو الاقتصادي إلى حد ما.