روما 25 مارس 2025 (شينخوا) قال محلل جيوسياسي إيطالي إن محادثات السلام الأخيرة بين روسيا وأوكرانيا، التي توسطت فيها الولايات المتحدة، سلطت الضوء على الانقسامات المتزايدة بين واشنطن وبروكسل، مما أدى إلى تدهور العلاقات عبر الأطلسي إلى أدنى مستوياتها التاريخية.

وصرح سيرجيو فابريني، أستاذ العلوم السياسية في جامعة لويس في روما، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن استبعاد أوروبا من المحادثات يبرز تراجع نفوذ الاتحاد الأوروبي في حل النزاع الروسي الأوكراني ويرجع ذلك في جزء كبير منه إلى افتقار الاتحاد إلى تنسيق موحد في سياسته الخارجية.

وأشار خلال مؤتمر جامعي يوم الاثنين إلى أن "هذا الحدث يكشف عن الضعف الهيكلي للاتحاد الأوروبي"، مضيفا أنه "بدون سلطة مركزية تتحدث باسم جميع الأعضاء، يكافح التكتل لتأكيد نفسه على الساحة الدولية، خاصة عندما تختار الولايات المتحدة التصرف بشكل أحادي".

وأفاد أن هذا الشرذم المؤسسي يتزامن مع النظرة المتشككة التي تتبناها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه الاتحاد الأوروبي، حيث وصف ترامب الاتحاد الأوروبي مرارا بأنه "مؤسسة مصممة لتقويض المصالح الأمريكية بدلا من تعزيز الأمن العالمي".

وشدد فابريني على التباين الأساسي في طريقة إدراك الجانبين للأزمة الأوكرانية، قائلا إنه "بالنسبة لأوروبا، هذا تهديد أمني وجودي يحدث على عتبة بابها. أما بالنسبة لواشنطن، فهو حساب جيوسياسي بين قوى كبرى".

وحذر الأستاذ الجامعي من أن التوترات الحالية تمثل "واحدة من أسوأ الأزمات في تاريخ العلاقات عبر الأطلسي"، وحث أوروبا على تطوير قدرة دبلوماسية أكثر استقلالية.

وأكد أن "الواقع الجغرافي يتطلب من أوروبا تحمل مسؤولية أكبر عن بنيتها الأمنية، مع الحفاظ على التوازن بين المصالح الوطنية والاستقرار الأوروبي الجماعي".