تحقيق إخباري: في ظل عالم متغير وروح يجب الحفاظ عليها... شاهدة تستحضر المؤتمر الآسيوي-الأفريقي التاريخي
جاكرتا 18 أبريل 2025 (شينخوا) يحتفل المؤتمر الآسيوي-الأفريقي بالذكرى السبعين لتأسيسه هذا العام، إلا أن بوبونغ أوتجي دونجونان تتذكر بوضوح كيف كانت مدينة باندونغ وإندونيسيا بشكل عام في عام 1955 عندما عُقدت القمة التاريخية. في ذلك الوقت، كانت بوبونغ، الطالبة في المرحلة الثانوية ذات الـ17 ربيعا، واحدة من المضيفات الشابات اللواتي استقبلن قادة العالم في فندق هومان في باندونغ.
استضافت باندونغ أول مؤتمر آسيوي-أفريقي في عام 1955، وجمع المؤتمر رؤساء الدول ورؤساء الوزراء والزعماء من 29 دولة ومنطقة في روح مشتركة تتمثل في التحرر من الاستعمار والإمبريالية.
ووفقا لبوبونغ، شهدت إندونيسيا تقدما كبيرا على مدى العقود السبعة الماضية من خلال التقدم في مجالات التعليم والاقتصاد والنقل. ومن أبرز ما تحقق خط سكة حديد جاكرتا-باندونغ فائق السرعة، الذي يُعد ثمرة التعاون بين إندونيسيا والصين، حيث قلل من وقت السفر بين المدينتين من أربع ساعات إلى 30 دقيقة فقط.
وذكرت بوبونغ لوكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا، خلال مقابلة أُجريت معها بمنزلها في باندونغ، أنه "بالمثل، أصبحت باندونغ الآن معروفة عالميا، وتجذب عددا لا يحصى من السائحين الدوليين".
خلال مؤتمر عام 1955، تم تكليف بوبونغ وتسعة فتيات آخريات بأن يقمن، وهن يرتدين الزي التقليدي "كيبايا" وشعرهن ملفوف فوق رؤسهن على هيئة ما يُسمى بالكعكة، بتقديم الأطباق السوندانية، وهي واحدة من أشهر الأطعمة في إندونيسيا، وكذلك المشروبات لقادة الدول وهن يتحدثن باللغة الإنجليزية. وكان من بين تلك الأطباق "رانجينانغ" و"كولناك" و"أوباك"، كما قدمن مشروبات مثل "باندريك" و"باجيغور".
وعادت بوبونغ بالذاكرة إلى الوراء قائلة "كنا نعمل كمضيفات في الفندق، ونقف لاستقبال الضيوف".
وأشارت بوبونغ إلى أن إندونيسيا ليست الدولة الوحيدة التي شهدت تحولا منذ ذلك الحين، قائلة "لقد تلاشى الاستعمار، والآن تعيد الدول الآسيوية والأفريقية بناء نفسها اقتصاديا وسياسيا".
وسلطت الضوء على أن التنمية العالمية تعتمد على الروابط بين البشر، ولا سيما الروابط العابرة للحدود، حيث لفتت إلى "ضرورة أن يستمر التعاون الدولي، بعيدا عن التمييز".
والآن، وهي في السابعة والثمانين من عمرها، خدمت بوبونغ لمدة 25 عاما في مجلس النواب الإندونيسي، متخصصة في التعليم والثقافة، قبل أن تتقاعد في عام 2019. وتحث الشباب على تبني روح المؤتمر الآسيوي-الأفريقي للمساهمة في التقدم.
وذكرت أنه "في هذا العالم المعولم، يتعين علينا أن نتعلم من الآخرين، ومن روحهم وأخلاقيات عملهم وانضباطهم"، مستشهدة بالصين كمثال على ذلك. وقالت إن "هناك قولا مأثورا يقول 'اطلبوا العلم ولو في الصين".