عازفة صينية تسهم في نشر روعة التراث الثقافي الصيني بالعالم
بكين 30 أبريل 2025 (شينخوانت) في عام 1985، ولدت تشن تشين في مدينة هوهيهوت حاضرة منطقة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم بشمالي الصين. وكانت تحب مشاهدة البرامج التلفزيونية التاريخية منذ نعومة أظفارها، حيث جذبتها مشاهدة الشخصيات التي تعزف على الآلات الموسيقية الكلاسيكية في المسلسلات التلفزيونية، فتاقت نفسها لتعلم الموسيقى الشعبية. وفي سن التاسعة، بدأت تشن تشين في تعلم العزف على آلة البيبا الموسيقية الصينية، واستمرت في ذلك لأكثر من ثلاثين عاما حتى الآن. وعندما بلغت الثامنة عشرة من عمرها، التحقت تشن تشين بنجاح بمعهد شيآن للموسيقى، حيث تتلمذت على يد عازف البيبا الصيني المشهور رن تشانغ. وبعد تخرجها من المعهد، سافرت إلى المملكة المتحدة لمتابعة دراستها في جامعة برمنغهام. وعلى الرغم من أن دراستها في الخارج كانت في مجال إدارة الأعمال، إلا أنها لم تستطع التخلي عن آلة البيبا التي رافقتها لسنوات عديدة، فحملت آلة البيبا المحبوبة معها من الصين إلى بريطانيا، وشكلت مع العديد من الموسيقيين المقيمين في بريطانيا فرقة برمنغهام الصينية لموسيقى الحجرة.
وتُعد برمنغهام ثاني أكبر المدن في بريطانيا، وقد أحيت الفرقة حفلا موسيقيا بعنوان "نفحات من الموسيقى الصينية" في قاعة الموسيقى بقلب المدينة. وعندما استرجعت تشن تشين ذكريات ذلك الحفل، قالت لمراسل وكالة أنباء شينخوا بتأثر إن الأمطار كانت تهطل بغزارة في تلك الأمسية، إلا أن الجمهور توافد بأعداد غفيرة، وامتدت صفوفهم من مدخل القاعة حتى الجانب الآخر من الطريق. وقد اكتظت القاعة التي تتسع لـ500 شخص بأكثر من 600 متفرج، وفي ختام الحفل، عندما صدح الفنانون بأغنية "ورثة التنين"، وقف الجمهور بأكمله، وانخرطوا في ترديد الأغنية مع الفنانين. وفي تلك اللحظة، كانت تشين تشين تقف على المسرح وعيناها تفيضان بالدموع، ويغمرها شعور بالفخر والاعتزاز بكونها صينية.
وأشارت تشن تشين إلى أنها لاحظت خلال فترة دراستها في الخارج أن العديد من الشباب الصينيين كانوا يبادرون بتقديم الثقافة والفنون الصينية التقليدية للأجانب بشتى الطرق، انطلاقا من رغبتهم الصادقة في تعريف العالم بهذه الكنوز الصينية. وقالت إنها تشاهد دائما في شوارع المدن الأجنبية أشخاصا يؤدون الرقصات الصينية، وآخرين يمارسون فنون الكونغ فو، أو يعزفون على الآلات الموسيقية التقليدية الصينية. وذكرت أنها كانت تعزف على آلة البيبا في الشارع أثناء دراستها في بريطانيا، إلا أن ذلك لم يكن له صدى كبير نظرا لمحدودية انتشار المعلومات في ذلك الوقت. وأما الآن، ففي ظل التدفق الحر للمعلومات، أصبح بإمكان الناس نشر ثقافتهم عبر الوسائل المتاحة على أرض الواقع أو عبر الإنترنت.
وقد وسعت تجربة الدراسة في بريطانيا آفاق تشن تشين، وألهمتها بشكل كبير. وبعد عودتها إلى الوطن، واكبت تشن تشين التطور المتسارع لوسائل الإعلام الذاتية في الصين. وأوضحت أن بيئة الإبداع الصينية في هذا المجال تتميز بالتنوع والتعددية، وهو ما أشعل حماسها لخوض غمار ريادة الأعمال. واليوم، تصف نفسها بأنها مبدعة متمرسة في مجال الإعلام الذاتي. وبعد أكثر من أربع سنوات من العمل الدؤوب، تمكنت من حصد أكثر من 300 ألف متابع. وأكدت أن دافعها الأساسي لإنشاء هذه المنصات الإعلامية هو نشر المعرفة المتعلقة بالآلات الموسيقية التقليدية الصينية على نطاق واسع، وإبراز الجوانب الروحية للثقافة الصينية، وهو ما يمثل مصدرا لثقتها بنفسها.
وأعربت تشن تشين عن شعورها بتزايد اهتمام الشباب بالتراث الثقافي الصيني، موضحةً إلى أن غالبية متابعيها هم من الشباب، وأنها تدرب أيضا العديد من الأطفال الصغار على العزف على آلة البيبا. وأكدت أنها تأمل في تعزيز فهم الشباب للعمق الحضاري للثقافة الصينية، وإبراز روعة هذه الثقافة للعالم أجمع. وأشادت بالجهود التي تبذلها الحكومة الصينية لحماية وتمجيد التراث الثقافي، مشيرةً إلى إنشاء صندوق الفنون الوطني الذي يقدم الدعم المالي للمبدعين والناقلين للتراث الثقافي. وأعربت عن ثقتها في أن الجيل الجديد من الشباب يمثل أملا وشعلة لإحياء التراث الثقافي الصيني.
وفيما يتعلق بمشاريعها المستقبلية، تأمل تشن تشين في مواصلة نشر التراث الثقافي الصيني ورواية قصصا ملهمة للعالم عن الثقافة الصينية التقليدية. وأكدت أن بيئة التنمية والابتكار الصينية في المجال الثقافي تشهد تحسنا ملحوظا، وتحدوها ثقة في أن التراث الثقافي الصيني سيحظى بتقدير أوسع في المستقبل. وقالت إنها تتطلع إلى نشر صوتها عبر منصات الإعلام الذاتي في جميع أنحاء العالم.








